ثلاثة مؤلفات يعتبرها علماء اللغة العربية من بين أعمدة لغة الضادعلى مر العصور، أما أولها فهو "الكتاب" لسيبويه، وثانيهما "دلائل الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني، وثالثهما كتاب "اللغة العربية.. معناها ومبناها" للعلامة اللغوي الأستاذ الدكتور تمام حسان، الذي تواكب اليوم ذكرى رحيله في الحادي عشر من أكتوبر عام 2011م.
موضوعات مقترحة
وُلد الأستاذ الدكتور تمام حسان في 27 يناير 1918م، بقرية الكرنك بمحافظة قنا بصعيد مصر، وأتمَ حفظ القرآن الكريم عام 1929م، ثم غادر قريته ليُكمل تعليمه بالقاهرة.
التحق بمعهد القاهرة الأزهرى عام 1930م، ليحصل على الثانوية الأزهرية عام 1935م، وبعدها التحق بمدرسة دار العلوم عام 1939م وحصل على دبلوم دار العلوم عام 1943م، ثم إجازة التدريس عام 1945م.
ولم يكد يبدأ الدكتور تمام حسان حياته العلمية مُعلمًا للغة العربية بمدرسة النقراشى النموذجية عام 1945م، حتى حصل على بعثة علمية إلى جامعة لندن عام 1946م، قرر أن تكون دراسات العليا عن اللهجات، فنال درجة الماجستير فى "لهجة الكرنك من صعيد مصر"، ثم حصل على الدكتوراة فى "لهجة عدن".
عُين مدرسًا بكلية دار العلوم كما انتدب مستشارًا ثقافيًّا للجمهورية العربية المتحدة فى العاصمة النيجيرية لاجوس عام 1961م، وحين عاد إلى مصرعام 1965م، شغل منصبى رئيس القسم ووكيل الكلية قبل أن يتولى عمادتها عام 1972م.
أسس الدكتور تمام حسان "الجمعية اللغوية المصرية" عام 1972م، وكان أول رئيس لها وأنشأ أول قسم للدراسات اللغوية بجامعة الخرطوم فى السودان، كما أسس بجامعة أم القرى قسم التخصص اللغوى والتربوى وتولى أمانة اللجنة العلمية الدائمة للغة العربية بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية وانتخب عضوًا بمجمع اللغة العربية عام 1980م. أشرف الدكتور تمام على العديد من الرسالات الجامعية فى مصر والدول العربية.
العلامة الأستاذ الدكتور تمام حسان
كان الدكتور تمام حسان أول من استنبط موازين التنغيم وقواعد النبر فى اللغة العربية، كما أنه أول عالم لغوى فى العالم يدرس "المعجم" باعتباره نظامًا لغويًا متكاملاُ تربطه علاقات محددة، وليس مجموعة مفردات أو كلمات كما كان المتبع عالميا.
خالف الدكتور تمام حسان البصريين والكوفيين فى دراسة الاشتقاق، حيق اقترح "فاء الكلمة وعينها ولامها"، أول من أعاد تقسيم الكلام العربى على أساس المبنى والمعنى رافضًا التقسيم الثلاثى (اسم، فعل، حرف)، وجعل التقسيم سباعيًا (اسم، فعل، صفة، ظرف، ضمير، خالفة، حرف) بحسب السلوك النحوى الخاص بكل قسم، أول من فرق بين الزمن النحوى والزمن الصرفى، كما كان تمام حسان من أكثر علماء العربية الذى سعوا إلى التضييق على فكرة الشذوذ والندرة وعدم القياس التى اعتادها النحويون.
ترك الدكتور تمام حسان للمكتبة العربية، العديد من المؤلفات، منها:"اللغة العربية معناها ومبناها، الأصول، مناهج البحث فى اللغة، اللغة بين المعيارية والوصفية، الخلاصة النحوية، البيان فى روائع القرآن – جزئين، النص والخطاب والإجراء (مترجم)، خواطر من تأمل لغة القرآن الكريم، اجتهادات لغوية، مفاهيم ومواقف فى اللغة والقرآن، الفكر اللغوى الجديد، حصاد السنين- من حقول العربية".
حصل العالم اللغوي الكبير تمام حسان على العديد من الجوائز والتكريمات، ومن بينها، جائزة آل بصير بالمملكة العربية السعودية عام 1984م، وجائزة صدام من العراق عام 1987م، وجائزة الملك فيصل العالمية عام 2006م، كما تم تكريمه فى المؤتمر الدولى للغة العربية والتنمية البشرية بوجدة، المغرب، 2008م.
العلامة الأستاذ الدكتور تمام حسان