بينما يبدو أن العالم المتصل بالتكنولوجيا يمثل قمة التقدم والرفاهية، إلا أنه يحمل في طياته مخاطر غير متوقعة، فتجربة إسرائيل مع استغلال أجهزة البيجر لاستهداف عناصر حزب الله كشفت عن جانب مظلم للاتصال المتواصل عبر إنترنت الأشياء (IoT)، حيث يمكن أن يكون تهديدًا على الخصوصية، السلامة، بل وحتى الأمن القومي، حسبما ذكر موقع nationalinterest الأمريكي.
موضوعات مقترحة
استغلال التكنولوجيا في الهجمات:
استخدام إسرائيل لأجهزة البيجر لاستهداف ما يقرب من 3000 عنصر من حزب الله يمثل خطوة ذكية في عالم الاستخبارات. لكنها تبرز أيضًا التهديدات الناجمة عن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا المتصلة. الأجهزة الذكية مثل الهواتف، الثلاجات، وأجهزة التكييف ليست وحدها المشمولة في إنترنت الأشياء، بل يمتد ذلك إلى أجهزة استشعار صناعية، برامج GPS في السيارات، وكاميرات المراقبة المرورية.
مخاطر التصنيع الصيني
مع توسع دور الصين في تصنيع الأجهزة المتصلة، أصبح من الضروري تقييم مصادر تلك الأجهزة. حذر بعض المسئولين، مثل النائب الأمريكي مايك غالاغر، من أن تقليل الاعتماد على الأجهزة المصنوعة في الصين خطوة ضرورية، لكن هذا ليس الحل الكامل. مع توقع وجود أكثر من 32.1 مليار جهاز IoT بحلول عام 2030، تحتاج الدول إلى استراتيجيات أمنية أكثر تعقيدًا.
السيطرة الصينية على سوق الطائرات بدون طيار
على سبيل المثال، تسيطر شركة DJI الصينية على سوق الطائرات بدون طيار، مما دفع مجلس النواب الأمريكي إلى فرض حظر على استخدام تلك الطائرات. بالإضافة إلى ذلك، تزايدت المخاوف بشأن بطاريات الليثيوم المستخدمة في السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، ما دفع بعض المشرعين الأمريكيين إلى تقديم مشاريع قوانين لحظر هذه المكونات.
أبعاد تهديدات إنترنت الأشياء
لم يعد التهديد مقتصرًا على التجسس أو جمع المعلومات. وفقًا لتقرير صادر عن "معهد المخاطر الاستراتيجية الصينية"، هناك خطر حقيقي من أن الأجهزة المتصلة قد تُستخدم لتعطيل البنية التحتية الحيوية أو حتى للتسبب في حوادث خطيرة. مثال آخر على ذلك هو التفجيرات التي استهدفت عناصر حزب الله باستخدام أجهزة البيجر.
الحاجة إلى استراتيجية أمنية شاملة
لمواجهة هذه التهديدات، يجب تطوير استراتيجيات أمنية شاملة تشمل تحديد مصادر تصنيع الأجهزة ومكوناتها. يعد تعزيز التصنيع الإلكتروني في الولايات المتحدة أو من دول حليفة استراتيجية مثل كوريا الجنوبية واليابان أمرًا بالغ الأهمية، ولكنه مجرد جزء من الحل.
التكنولوجيا الكمومية كحل مستقبلي
من بين الحلول المقترحة لمعالجة الثغرات الأمنية في إنترنت الأشياء هي اللجوء إلى تقنيات التشفير القائمة على التكنولوجيا الكمومية. من المتوقع أن تساعد هذه التقنية في إنشاء روابط اتصالات غير قابلة للاختراق بين الأجهزة والمستخدمين، ما يعزز الأمان بشكل كبير.