في خطوة تعكس التزام مصر بالحفاظ على تراثها الثقافي وتعزيز التعاون الدولي في مجال العمل الأثري، تم توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للآثار المصري ومؤسسة التراث الثقافي البروسي ببرلين، جاء ذلك في إطار تكليفات شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، لتعزيز سبل التعاون مع الجهات المحلية والدولية المتخصصة في مجال الآثار، حيث تهدف هذه الاتفاقية إلى إعادة اكتشاف المخطوطات والبرديات الأثرية التي تحتفظ بها المتاحف المصرية، من خلال تسجيل وتوثيق وتصنيف تلك المواد التراثية القيمة.
موضوعات مقترحة
كما تشمل المذكرة تنظيم دورات تدريبية وورش عمل متخصصة للمرممين وأمناء المتاحف، ما يسهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين الجانبين، وتأتي هذه المبادرة في وقت يتزايد فيه الاهتمام العالمي بتراث مصر الغني، لتفتح آفاقًا جديدة لأبحاث علم المصريات وتقديم أعمال ترميم متقدمة تضمن سلامة تلك الكنوز الثقافية للأجيال القادمة.
أهمية المشروع للحفاظ على التراث المصري
إيمانًا بأهمية الحفاظ على التراث المصري، حيث يؤكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، خلال مراسم التوقيع أن هذه المذكرة تمثل خطوة هامة في الحفاظ على البرديات والمخطوطات المصرية القديمة، التي تعد من المواد التراثية المعرضة للخطر. سيساهم المشروع في توثيق وتصنيف تلك المخطوطات وإعادة اكتشاف أسرار التاريخ المصري القديم، مما يعزز من جهود البحث العلمي في مجال علم المصريات.
مكونات المشروع وأهدافه
تشمل مذكرة التفاهم عدة جوانب مهمة، منها تسجيل وتوثيق وأرشفة البرديات، حيث سيتم توثيق وتصنيف المخطوطات والبرديات المخزنة والمعروضة في المتاحف التابعة للمجلس الأعلى للآثار، بالإضافة إلى التصوير الرقمي بهدف توفير نسخ رقمية من المخطوطات للحفاظ عليها ودراستها، كما سيتم تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمرممين وأمناء المتاحف في مصر وألمانيا، تركز على أحدث تقنيات العرض المتحفي وحفظ البرديات.
دعم علمي وتقني متقدم
من أبرز أهداف المذكرة أيضًا استخدام التصوير المقطعي للكشف عن البرديات المطوية وقراءة محتواها دون الحاجة إلى فردها، بالتعاون مع الأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا. يأتي هذا التعاون العلمي ليعزز من استخدام التكنولوجيا المتطورة في دراسة التراث المصري، مما يسهم في تحسين أساليب البحث والتوثيق.
ترميم وعرض المقتنيات الأثرية
تشمل المذكرة أيضًا ترميم 400 قطعة أثرية من مقتنيات المتاحف المصرية، بالإضافة إلى ترميم 100 قطعة أثرية أخرى من المخازن المتحفية، هذه المقتنيات سيتم نقلها للعرض في المتاحف، مما يتيح للجمهور الاطلاع على كنوز التراث المصري بعد ترميمها.
المعارض والمؤتمرات العلمية
كجزء من المذكرة، سيتم تنظيم معارض داخلية ومؤتمرات علمية دولية مشتركة لعرض البرديات والمخطوطات التي تم ترميمها، حيث ستساهم هذه الفعاليات في نشر المعرفة العلمية وتعزيز الاهتمام بالتراث المصري على الصعيدين المحلي والدولي.
التعاون المثمر مع الجانب الألماني
يُعد التعاون مع الجانب الألماني من أبرز وأهم التعاونات التي يقوم بها المجلس الأعلى للآثار. أعربت الدكتورة فريدريكا زايفريد، مديرة المتحف المصري ببرلين، عن تقديرها للدعم الذي يقدمه المجلس للمشروعات والبعثات الألمانية العاملة في المواقع الأثرية المصرية، معربة عن أملها في أن يستمر التعاون المثمر بين الجانبين في مجالات أخرى من العمل الأثري خلال الفترة القادمة، بهذا الشكل، يسجل التعاون بين مصر وألمانيا علامة فارقة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وتطويره، مما يعزز مكانة مصر كوجهة ثقافية رائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
. . . .