"من يريد السلام يجب أن يمتلك القوة اللازمة للحفاظ عليه" كلمات قوية قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحمل رسالة واضحة للعالم بأكمله وترجمته احتفالية تخريج الكليات العسكرية.
اليوم: الخميس الثالث من أكتوبر
المكان: المقر الجديد للأكاديمية العسكرية في العاصمة الإدارية
الحدث: حفل تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية 2024
في مشهد أبهر العالم كله حلق نسر العلم المصري فوق سماء الأكاديمية العسكرية المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة وطاف السماء بكل فخر وقوة.
بينما كانت الموسيقى العسكرية تعزف بحماسة، خلال تقديم عروض مبهرة للدفعات الجديدة من خريجي الكليات العسكرية أبرزت التطور الحديث لإمكانات الجيش المصري، لقد شاهد الجميع رجال المشاة وهم يقتحمون الدفاعات ويدمرون النقاط الحصينة، ورجال القفز وهم يقهرون المستحيل ويقفزون من ارتفاع ١٦ ألف قدم.. وقوات المظلات وهي ترسم لوحات متعددة بـ٥٥ طائرة شراعية، وأبطال الصاعقة وهم يستعرضون مهاراتهم.
عرض متميز جاء في ظل أوضاع إقليمية ودولية معقدة، ويستهدف رسالة واحدة: الجيش المصري قوة لا يستهان بها وفي أعلى درجات الجاهزية والاستعداد.
تزامن الحدث مع الاحتفال الـ٥١ لنصر أكتوبر المجيد لهذا العام، وقد يكون ذلك التزامن كافيًا لبعث روح أكتوبر المجيدة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها المنطقة العربية بأكملها.
وهذا ما حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي التأكيد عليه خلال كلمته في الاحتفالية قائلا إن روح أكتوبر ليست شعارات بل هي كامنة في معدن الشعب.
والمقصود بالشعب هنا جميع فئات المجتمع المصرى الذي تجعله تحليه بروح نصر أكتوبر قادرًا على مواجهة جميع التحديات والصمود أمام العدو.
يجب أن نتذكر أن حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية هزمت فيها القوات المسلحة المصرية الجيش الإسرائيلي واستعادت أرضها المغتصبة، بل نجحت أكتوبر في لم شمل المجتمع خلال دقائق معدودة، وإفراز جبهة داخلية متماسكة خلف قيادتها لتحقيق هذا العبور الكبير في ظل انتشار قيم الإيثار والانتماء للوطن التي كانت السمة السائدة في المجتمع المصري في ذلك الوقت.
هذا هو ما عرف باسم روح أكتوبر وهو ما تبنى عليه القيادة المصرية حاليا من أجل تعزيز وتقوية القوى الشاملة للدولة من خلال محاور كثيرة أهمها إعداد كافة مؤسسات الدولة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري للحرب، ورفع الروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية، والإعداد العسكري الجيد للمقاتل المصري والتهيئة الشعبية.
فكل تلك العناصر هي التي مهدت الطريق أمام نصر أكتوبر الذي لم يكن مجرد نصر عسكري فقط؛ بل كان نصرًا حضاريًا استعادت بعده مصر كل شبر من أراضيها، وقالت عنه الصحف العالمية في حينها إنه نصر غير مجرى التاريخ، وتلك العناصر قادرة على تقوية العزيمة الحالية لدى الشعب المصري، في الوقت الحالي الذي تضغط فيه إسرائيل على المنطقة بأكملها؛ من أجل تشتيت المنطقة العربية، وفرض سيطرتها على أراضي تخرق اتفاقية السلام.
القيادة المصرية قالت كلمتها في مواجهة أي اعتداء غاشم من قبل إسرائيل وعلى الجيش والشعب مساندتها لنحقق الصمود.
حرب أكتوبر وروحها يجب أن تكون قدوة للشعب المصري بأكمله للتلاحم من أجل عبور أي أزمة تمر بها البلاد.