في ذكرى أكتوبر.. شيخ الأزهر حمل البشارة.. و"النصر أو الشهادة" دعوته للجنود على خط الدفاع

6-10-2024 | 14:27
في ذكرى أكتوبر شيخ الأزهر حمل البشارة و النصر أو الشهادة  دعوته للجنود على خط الدفاع  الشيخ حسن مأمون
شيماء عبد الهادي

نحتفل اليوم بالذكري الـ51 لنصر أكتوبر المجيد، ذلك اليوم الذي تجلَّى فيه النصر من أعماق الإرادة والصبر، وكتب فيه جنودنا البواسل قصة ملحمية ودرسًا خالدًا في الشجاعة والتخطيط والإصرار، فلم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة دارت رحاها على أرض سيناء، بل كانت ملحمة عظيمة تجسدت فيها العزة، وأثبتت فيها مصر والأمة العربية أن الكرامة حق لا يُنتزع.

موضوعات مقترحة

 تلك الذكري التي تعيد إلى أذهاننا جميعًا دعوة الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر الشريف الأسبق رحمه الله، حين دعا جنود مصر البواسل ليحثهم على النصر أو الشهادة في سبيل تحرير جميع الأراضي المصرية من العدوان الإسرائيلي قائلا "أيها المجاهدون لا تقعدوا عن القتال لإجلاء العدو عن أرضكم".

والرؤية الصادقة للشيخ الدكتور عبدالحليم محمود رحمه الله، حين بشره النبي صلي الله عليه وسلم بالنصر.

منامًا صادقًا جاء كفلق الصبح، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، في المنام أنه جاء يبشره بالنصر، وأنه يعبر القناة والجنود من خلفه، فقام مستبشرًا، وكانت البشارة حقًا وانتصر الجنود البواسل.

فلم يكن مشايخ الأزهر الشريف بعيدين عن أحداث حرب أكتوبر، فكانوا من أوائل المتقدمين في صفوف القتال، يرفعون من روح الجنود البواسل، إلى جانب دورهم الوعظي وحثهم على النصر أو الشهادة، وكان الأزهر ورجاله لهم السبق في كثير من القرارات التي سبقت الحرب.

فلقد نادى الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله ، بضرورة عدم تصدير البترول لليهود، وكان ذلك قبل حرب أكتوبر بست سنوات، قائلًا لجميع الدول " أيها المسلمين، إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، إنها تكافح العدوان الموتور، الممثَّل في أمريكا وبريطانيا".

ووقف مناديًا حاثًا الجنود على الصبر والنصر: "أيها المجاهدين لا تقعدوا عن القتال لإجلاء العدو عن أرضكم، ومنعه من الاستمرار في احتلالها لأن كل محاولة من جانب الاستعمار لاحتلال أي جزء من البلاد الإسلامية هي محاولة باطلة شرعًا لا يقرها الإسلام، ولا يرضاها الله ورسوله".

ويذكر الشيخ مأمون، في مذكراته، يقول بينما كنت أركب سيراتي ويقودها نجلي وهو طالب بكلية الهندسة، مررنا على جسر كوبري قصر النيل، فوجدنا شابًا من الجنود يقوم بحراسة المكان، فقال نجلي: هؤلاء أصغر مني سنًا ويقومون بآداب واجبهم تجاه الوطن، وأنا أقود السيارة فقط، قال: فقلت له: انزل من السيارة واذهب لآداء واجبك، ولا تعد إلا منتصرًا، وبالفعل ذهب ولده المهندس وكانت مهمته حراسة كوبري مسطرد وشارك في الحرب ولم يعد إلا بعد انتهاء حرب أكتوبر.

أما الشيخ محمد نائل وكان كبير الوعاظ بالسويس، فكان يذهب للجنود على الجبهة، وكانوا كلما قالوا بعمل قالوا اللفظة الدارجة (هيه.. هيه)، فقال لهم بل استبدلوا بــ"الله أكبر"، فاستبدلوها بهذا الشعار الذي لا يصمد أمامه أي عدو "الله أكبر" فصارت معركة إخلاص وكرامة، وكان النصر من عند الله.

مشايخ الأزهر الكبار وعلى رأسهم الشيخ محمد الفحام رحمه الله شيخ الأزهر الأسبق، ومعه الشيخ الدكتور عبدالحليم محمود رحمه الله شيخ الأزهر الأسبق، والشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، والدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وغيرهم كانت مهمتهم أن يحثوا الجنود البواسل على ضرورة الصبر والثقة في الله وأن النصر سيكون حليفهم إن شاء الله.

كما خطب الشيخ الدكتور عبدالحليم محمود رحمه الله، في جنودنا البواسل قائلًا: إنها معركة على خطى غزوة بدر، إن الله ناصركم لا محالة، ولقد رأى الشيخ الدكتور عبدالحليم محمود رحمه الله، منامًا صادقًا جاء كفلق الصبح، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، في المنام أنه جاء يبشره بالنصر، وأنه يعبر القناة والجنود من خلفه، فقام مستبشرًا، وكانت البشارة حقًا وانتصر الجنود البواسل.

من هنا فإن الأزهر ورجاله لم يكونوا بمعزل عن الحياة السياسية وعن ساحات القتال، فمن الأزهر خرجت ثورة 1919، ومن الأزهر خطب الشيخ المراغي منددًا بقبيح تآمر رئيس الوزراء حسين كمال سري مع حكومة الاحتلال، وكاد أن يعزل رئيس الوزراء، ومن الأزهر خرج سليمان الحلبي، ومن الأزهر خرج جنود بواسل وقفوا صفًا إلى صف مع الجيش إبان الحروب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: