في حوار خاص لـ"بوابة الأهرام" بمناسبة احتفالات الذكري 51 لنصر أكتوبر المجيد مع اللواء أركان حرب علي حفظي، مساعد وزير الدفاع الأسبق ومستشار مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، يكشف لنا عن أهمية الوثائق العسكرية التي تم الإفراج عنها مؤخراً في تسليط الضوء على الحقائق الحقيقية لحرب أكتوبر 1973، وكيفية استخدامها لتعزيز الوعي القومي وكيف عملت اللجان التي يترأسها لتحديد هذه الوثائق وغيرها من كواليس يكشف عنه الحوار.
موضوعات مقترحة
اللواء حفظي، كان قائدًا لقوات الاستطلاع التي عملت خلف خطوط الجيش الإسرائيلي في عمق سيناء خلال حرب أكتوبر، كما شغل عدة مناصب هامة خلال مسيرته العسكرية، منها قيادة قوات حرس الحدود وإدارة الشرطة العسكرية، و له دور بارز في نقل خبراته للأجيال الجديدة.
ما هي أهمية نشر الوثائق المتعلقة بحرب أكتوبر بعد مرور 51 عامًا على الانتصار؟
منذ حرب أكتوبر، حاولت بعض الجهات المعادية، خاصة في الغرب، تقديم صورة مغلوطة عن الانتصار المصري. كانوا يسعون إلى تغيير الرواية التاريخية لصالحهم. ولم يكن لدينا، لفترة طويلة، مادة علمية موثقة تبرز الحقائق الحقيقية. لذلك، جاء قرار القيادة العامة للقوات المسلحة بتشكيل لجنة متخصصة من الضباط الذين شاركوا في الحرب لمراجعة الوثائق المتعلقة بحرب أكتوبر 1973 وتقديمها للجمهور.
كيف تم تشكيل اللجنة وما هو دورها؟
تم تكوين اللجنة من كبار القادة العسكريين السابقين الذين لديهم خبرات متنوعة. كان الهدف من تشكيل هذه اللجنة هو مراجعة جميع الوثائق المتاحة في هيئة البحوث العسكرية، ونجتمع بشكل دوري لمراجعة الوثائق وتحديد ما يمكن نشره من معلومات تخدم الحقيقة وتعزز الوعي القومي.
ما هي المعايير التي اتبعت في اختيار الوثائق للنشر؟
كان هناك اهتمام كبير بعدم المساس بالأمن القومي. حرصنا على ألا يتم نشر أي معلومات قد تكشف أسرار العمليات العسكرية التي قد تؤثر على الأمن القومي المصري. وبالتالي، تمت مراجعة الوثائق بعناية لاختيار تلك التي تظهر البطولات المصرية وتقدم الحقيقة دون تعريض أمن البلاد للخطر.
هل تتضمن الوثائق دور الدول العربية في حرب أكتوبر؟
بالفعل، تضمنت الوثائق تفاصيل حول التعاون العسكري العربي خلال حرب أكتوبر، الدعم العربي كان مهما علي المستوي العسكري والاقتصادي والسياسي، خاصة بعد تحقيق النجاح في عبور قناة السويس يوم السادس من أكتوبر، بدأ الدعم العربي يتزايد بشكل كبير. هذه الحقائق يجب أن تظهر للجميع، لأن التعاون العربي كان له دور محوري في الانتصار.
كيف ساهمت السرية في تحقيق النصر خلال حرب أكتوبر؟
السرية كانت العامل الأساسي في نجاح عملياتنا. العديد من القادة العسكريين لم يكونوا على علم بموعد بدء الهجوم إلا في صباح يوم السادس من أكتوبر. كانت هذه السرية هي ما سمح لنا بمفاجأة العدو وتحقيق النصر. بالإضافة إلى ذلك، كان العدو يعتقد أن قدراتنا العسكرية محدودة، ولكن تم استغلال الإمكانيات المتاحة بشكل متميز لتحقيق الأهداف.
ما هي الرسالة الأهم التي تعكسها الوثائق التي تمت مراجعتها؟
الوثائق تكشف بوضوح أن العمليات العسكرية التي خاضتها القوات المصرية في حرب أكتوبر حققت نجاحات كبيرة تتراوح بين 80% و90%. هذا يدحض الدعاية المعادية التي تحاول تشويه الحقيقة. الوثائق تثبت اعتراف رئيس أركان العدو بفشلهم في الثغرة، وأنهم تكبدوا خسائر جسيمة.
ما الذي يميز الوثائق عن الروايات الشخصية حول حرب أكتوبر؟
ميزة الوثائق العسكرية أنها تقدم الحقائق كما هي مدعومة بالدليل. فهي توضح الأوامر والقرارات والخطط بدقة، وهذا يعطيها مصداقية أكبر مقارنة بالروايات الشخصية التي قد تعتمد على الذكريات الشخصية. الوثائق تتحدث عن الحقائق، وهذا ما يعزز مصداقية التاريخ.
في نهاية الحوار، أكد اللواء علي حفظي، أن نشر الوثائق المتعلقة بحرب أكتوبر خطوة هامة لتعزيز الوعي الوطني ومواجهة محاولات التشكيك في انتصار أكتوبر المجيد. وأضاف أن هذه الوثائق تظهر الحقيقة المدعومة بالأدلة والحقائق، وهو ما يعزز الشعور بالفخر الوطني.
اللواء أركان حرب علي حفظي، تولى مسؤولية قيادة فرق الاستطلاع التي عملت خلف خطوط الجيش الإسرائيلي داخل عمق سيناء خلال حرب أكتوبر 1973 وكان في الخط الأول بسيناء بينه وبين الجانب الإسرائيلي على الحدود مباشرة، ثم خدم في خط الجبهة وعمل كمسئول عن قوات الاستطلاع قبل وأثناء حرب أكتوبر، وتولي جهاز المخابرات الحربية كمسئول عن أعمال الاستطلاع والمعلومات، كما عمل قائدًا لقوات حرس الحدود 1991 ثم مديرًا لإدارة الشرطة العسكرية 1993، ثم عين مساعدًا وزير الدفاع 1995، ثم محافظا لشمال سيناء عام 1997، وظل بعدها ينقل خبراته بمحاضرات في الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية.
اللواء علي حفظي رئيس لجنة الإفراج عن وثائق حرب أكتوبر اللواء علي حفظي رئيس لجنة الإفراج عن وثائق حرب أكتوبر اللواء علي حفظي رئيس لجنة الإفراج عن وثائق حرب أكتوبر اللواء علي حفظي مع محررة بوابة الأحرام اللواء علي حفظي مع محررة بوابة الأحرام