في مثل هذا اليوم قبل 51 عامًا، في السادس من أكتوبر 1973، التف المصريون حول أجهزة الراديو بقلوب مملوءة بالأمل والترقب كان أثير الإذاعة هو المصدر الإعلامي لجموع الشعب، وعبر أثير البرنامج العام، انطلقت أصوات مذيعي مصر تعلن عن بداية ملحمة عسكرية ستظل محفورة في ذاكرة الوطن.
موضوعات مقترحة
في تمام الساعة الثانية والربع ظهرًا، بدأ بث المارش العسكري الشهير، ليُعلن عن انطلاق بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، والتي نقلها المذيع القدير حلمي البُلك، في إطار خطة الخداع الاستراتيجي. كانت أولى الكلمات التي سمعها المصريون: "هنا القاهرة.. جاءنا الآن البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة: قام العدو في الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم، بمهاجمة قواتنا في منطقتي الزعفرانة والسخنة في خليج السويس، بواسطة عدة تشكيلات من قواته الجوية عندما كانت بعض من زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربي من الخليج، وتقوم قواتنا حاليًا بالتصدي للقوات المغيرة".. هذا البيان كان الخطوة الأولى ضمن سلسلة بيانات حاسمة.
لم يمر سوى بضع دقائق حتى جاء البيان الثاني في تمام الساعة 2:35 ظهرًا بصوت المذيع يحيى عبد الحليم، معلنًا عن تحرك القوات الجوية المصرية للرد على العدوان الغادر: "هنا القاهرة.. جاءنا الآن البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة: بيان رقم 2.. ردًا على العدوان الغادر الذي قام به العدو ضد قواتنا، تقوم حاليًا بعض من تشكيلاتنا الجوية بقصف قواعد وأهدافه العسكرية في الأراضي المحتلة".
وفي تمام الساعة الثالثة عصرًا، عاد حلمي البُلك ليعلن البيان الثالث، مؤكدًا نجاح الضربة الجوية المصرية: "هنا القاهرة.. جاءنا الآن من القيادة العامة للقوات المسلحة البيان التالي: الحاقًا للبيان رقم 2.. نفذت قواتنا الجوية مهامها بنجاح، وأصابت مواقع العدو بإصابات مباشرة، وعادت جميع طائراتنا إلى قواعدها سالمة عدا طائرة واحدة.. هنا القاهرة".
وفي الساعة الثالثة والنصف، جاء البيان الرابع بصوت يحيى عبد الحليم، ليؤكد بداية الاشتباكات البرية على الضفة الشرقية للقناة: "هنا القاهرة.. جاءنا الآن من القيادة العامة للقوات المسلحة البيان التالي: البيان رقم 4.. حاولت قوات معادية الاستيلاء على جزء من أراضينا غرب القناة وقد تصدت لها قواتنا البرية وقامت بهجوم ناجح ضدها بعد قصفات مركزة من مدفعيتنا على النقاط القوية المعادية، ثم قامت بعض من قواتنا باقتحام قناة السويس ومطاردة العدو إلى الضفة الشرقية في بعض مناطقها ولازال الاشتباك مستمرًا على الضفة الشرقية لقناة السويس.. هنا القاهرة".
وتوالت البيانات حتي جاء البيان الحاسم.
في الخامسة والنصف مساءً، جاء اللحظة التي ينتظرها الشعب المصري، عندما أعلن حلمي البُلك البيان السابع، والذي كان بمثابة إعلان عن بداية طريق النصر ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة: "هنا القاهرة.. جاءنا الآن من القيادة العامة للقوات المسلحة البيان التالي: نجحت قواتنا في اقتحام قناة السويس في قطاعات عديدة، واستولت على نقاط العدو القوية بها، ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة.. هنا القاهرة".
كانت تلك البيانات السبعة، خاصةً البيان السابع، تعبيرًا عن فخر مصر وقوتها، وأصوات المذيعين التي نقلت هذه الأخبار أصبحت جزءًا من التاريخ الحي لنصر أكتوبر المجيد.
أصوات النصر: نجحت قواتنا في عبور القناة اللحظة الحاسمة في حرب أكتوبر