إسرائيل بين وحل غزة ومستنقع لبنان

5-10-2024 | 16:22

ظهر نتنياهو في فيديو وهو يقوم "بالتصفير" بسعادة بالغة في سيارة قبل اغتيال  حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

وصرح  من غرفة القيادة (تحت الأرض) أنه يعمل على تغيير ميزان القوى وإزالة صواريخ حزب الله، وأضاف بالنسبة لأولئك الذين لم يفهموا بعد أن سلاح الجو الإسرائيلي يدمر آلاف الصواريخ الموجهة إلى المدن الإسرائيلية.

وبعد الاغتيال صرح يهود أولمرت رئيس وزراء الصهاينة الأسبق لـ cnn بأن حزب الله يعاني من الضعف لاغتيال نصر الله ولخسائره الكبيرة بعد الهجوم على البيجر واللاسلكي، وأن هذا الوقت المناسب للتعامل مع حزب الله "الضعيف" والمدمر وليس الذي كان من عام، وقد "تغير" التوازن بعد التأثير الرهيب لكل ما تعرض له الحزب منذ أسابيع.

قال جاريد كوشنر صهر ترامب اغتيال حسن نصر الله "أهم" يوم في الشرق الأوسط منذ التوصل إلى اتفاقات أبراهام.  

وفي يوم 3 أكتوبر، بعد مواصلة حزب الله هجومه بالصواريخ "وكأن" شيئًا لم يكن، وكأنه لم يتعرض لخسائر فادحة في قياداته، صرح أولمرت ما نقوم به حاليًا لن يعيد سكان الشمال إلى منازلهم، بل سنبقى عالقين لفترة طويلة مع خسائر "قاسية" في الأرواح.

فوجئ الصهاينة والعالم بالقصف الإيراني الذي طال كل أنحاء إسرائيل، وقد كُتب على الصواريخ: الوعد الصادق 2 انتقامًا لهنية العزيز.

وشاهدنا "ارتعاش" يد نتنياهو خلال قراءة رسالته بعد الهجوم الإيراني وسارع المصور بإنزال الكاميرا.

وقال الخبير الأمني والاستخباري يوسي ميلمان تعقيبًا على صور الأقمار الصناعية: من الواضح أن الأضرار أكبر بكثير مما أعلنه الجيش الإسرائيلي في القاعدة الأهم لسلاح الجو.

يبدو أن الصهاينة "يرفضون" التعلم؛ بعد تورط نتنياهو وقادته العسكريين  في "وحل" غزة التي استنزفتهم طوال عام، وفشلهم في استعادة الأسرى أو القضاء على المقاومة، واتساع نطاق المقاومة وشملت الضفة والقدس رغم القيود الأمنية الشديدة.

فقد زعم بعض قادة الصهاينة نجاحهم في القضاء على "نصف" قدرات حزب الله، ثم تراجعوا عنه بعد رفض قادة عسكريين له ونصحهم بالانتظار.
 
وقالت صحيفة معاريف: نحن كما عشية قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939.

ففي قفزة من فشل غزة اتجه نتنياهو إلى لبنان هادفًا فصل حزب الله عن إسناد غزة، ورجوع المستوطنين النازحين بسبب الحزب إلى الشمال واستعادتهم الأمان..

وامتلأت الملاجئ، وملاجئ أخرى فسدت الثلاجات والأجهزة الكهربائية؛ بسبب هجوم من حزب الله بالصواريخ، التي "يتدرج" بهدوء في استخدامها، ولا يفرط في الردع "ويحاول" منع الحرب المفتوحة التي يسعى نتنياهو لاستدراجه إليها.

وأطلق حزب الله صاروخًا باليستيًا على مقر الموساد في الساعة 6 و29 دقيقة صباحًا؛ وهو نفس توقيت هجوم 7 أكتوبر، وأعلن أن مقر قيادة الموساد مسئول عن اغتيال القادة وتفجير أجهزة البيجر واللاسلكي.

وأعاد إطلاق الصواريخ بعد اغتيال نصر الله على مقر الموساد، كما استهدفت إيران المطار العسكري الذي انطلقت منه الطائرات لاغتيال نصر الله وحطمته.

بنك أهداف المقاومة في إيران ولبنان يشمل المواقع والمنشآت العسكرية لاستنزاف العدو والضغط عليه نفسيًا.  

وهرب ملايين الصهاينة بفزع إلى الملاجئ لأول مرة في تاريخ الكيان، كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية، ويربك الدخول إلى الملاجئ حياة الصهاينة ويؤثر على صانع القرار السياسي، وتزايد النزوح ولم يتناقص.
ونشر الإعلام العبري عن قتلى من جنود حاولوا الاقتراب من الحدود اللبنانية وتفجير دبابات الصهاينة قبل دخولها لبنان وتدمير دبابات تتكلف الواحدة منها ملايين الدولارات بعبوات ناسفة بمئات الدولار.

ورأينا طائرات مروحية تنقل القتلى والمصابين من جنود الصهاينة وتفجير عبوات ناسفة في لواء غولاني؛ وهو من نخبة الصهاينة وفي غيره من قوات العدو، مع استمرار القصف بالصواريخ من لبنان واستهداف قواعد عسكرية ومصانع لمواد متفجرة وقاعدة للصناعات العسكرية.

قبل 32 عامًا بعد اغتيال الصهاينة للأمين العام لحزب الله عباس الموسوي، كانت عناوين الصحف الإسرائيلية "انتهى عهد الصراع مع حزب الله في الملعب المريح له"، ثم جاء نصر الله وقال في وداع الموسوي: لن ننهزم ولن ننكسر وسنتقدم ونفذ وعده وحاربهم وانتصر وحرر الجنوب في عام 2000 ، وانتصر ثانيا في 2006.

وانضم لدعم وإسناد غزة منذ 8 أكتوبر وأصر على عدم إيقاف محاربة إسرائيل حتى توقف إبادة غزة؛ رغم التهديدات والإغراءات حتى بعد استشهاد  الكثير من قادة الحزب العسكريين ومئات من المقاتلين.

وفوجئ الصهاينة بكمائن معدة مسبقًا "واعترفوا" بها في وسائل إعلامهم، رغم القيود الصارمة على نشر أي صور لخسائرهم، وقالوا إنهم يواجهون وقتًا صعبًا.

وكثرت صفارات الإنذار في كثير من المستوطنات ونزح كثير من المستوطنين، وبالطبع لم يعد أحد ممن نزحوا من الشمال، ودخل ملايين الصهاينة في الملاجئ حتى قيل إنهم جميعًا دخلوا إليها.

وأعلنت صحيفة معاريف العبرية تزايد عدد الراغبين في الهجرة من الكيان، ووصلوا إلى الثلث، مع توقع بوصول العدد إلى النصف في حال استمرار الحرب.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن قرية في الجنوب اللبناني التي وقع بها كمين أدى لمقتل 8 جنود وإصابة عشرات قد شهدت 650 هجومًا إسرائيليًا خلال الأشهر الماضية.

كلمات البحث