يعد قصر الطاهرة من أهم وأجمل وأفخم القصور الرئاسية في مصر والعالم، على الرغم من صغر مساحته بالمقارنة بالقصور الملكية الأخرى، إلا أنه مرت عليه العديد من الأحداث التاريخية الهامة، واستضاف العديد من الرؤساء وملوك الدول الأخرى.
موضوعات مقترحة
ومن أهم الأحداث التاريخية الذي كان القصر جزءًا منها، احتضانه لمقر مركز عمليات القوات المسلحة المصرية خلال حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣م، المعروف بالمركز رقم (10).
وقد تم بناء القصر بالقرب من منطقة سراي القبة بالقاهرة في أوائل القرن العشرين للأميرة أمينة هانم ابنة الخديو إسماعيل على يد المهندس المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك على الطراز الإيطالي، وكان للمهندس لاشياك دور هام في تصميم العديد من القصور والمباني الهامة في مصر بوصفة كان يشغل منصب كبير مهندسين ومدير القصور الخديوية بمصر.
وانتقلت ملكية القصر بعد وفاة أمينة هانم إلى ابنها محمد طاهر باشا، والذي اشتراه الملك فاروق منه، وقام ببعض التعديلات به وتوسعته وتعديل الديكورات وتحديث تصميم الحدائق، ثم أهداه الملك فاروق إلى زوجته الملكة فريدة عام ١٩٣٩م، ثم عادت ملكية القصر إلى الملك فاروق مرة أخرى عقب طلاقهما عام ١٩٤٨م.
ويحتوى القصر على العديد من التحف النادرة والتماثيل الرخامية والبرونز، بالإضافة إلى الأثاث الفاخر ولوحات زيتية لا مثيل لها وتابلوهات من مختلف العصور، كما يوجد بالقصر ركن نابليون يضم مجموعة من تماثيل نابليون مصنوعة من البرونز وبأشكال مختلفة، ويوجد أيضا الصالون العربي المصمم على الطراز الإسلامي ويتميز بالسقف الخشبي المزخرف بآيات قرآنية، بالإضافة إلى العديد من الغرف والصالونات التي لا مثيل له.
وأهم ما يميز القصر طاولة البلياردو الأثرية النادرة التي أهداها الملك لويس فيليب ملك فرنسا إلى محمد على باشا، وتم نقلها من قصر محمد على بشبرا إلى قصر الطاهرة بناء على طلب الملك فاروق.
وتوجد هذه الطاولة الأثرية الفريدة من نوعها والمصنوعة من خشب الأبنوس المطعم بالبرونز في غرفة كبيرة بالبهو الأرضي للقصر بصالة البلياردو.
وعلى هذه الطاولة الأسطورية دارت ملحمة نصر أكتوبر المجيد، حيث بسط الرئيس السادات مع قادة حرب أكتوبر خرائط سيناء والعبور، وخطط الحرب، حيث كان القصر غرفة عمليات سرية لحرب أكتوبر، وتوجد بالقصر غرفة الخرائط تضم كل خرائط سيناء وخرائط الحرب.
وذكرت السيدة الراحلة جيهان السادات في آخر لقاء تليفزيوني مع أسرة السادات أن الرئيس السادات أقام لمدة شهر في قصر الطاهرة خلال الحرب ومراحل الاستعداد لحرب أكتوبر.
ويعبر كل ركن من قصر الطاهرة عن مختلف الثقافات الشرقية والغربية، وهو جزء من حدث تاريخي كبير لا يمكن إغفاله، وتحول قصر الطاهرة بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ إلى قصر ضيافة رئاسي استضاف العديد من الرؤساء وملوك الدول، ومنهم على سبيل المثال الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود، والملك فيصل بن آل سعود ، والملك محمد ظاهر شاه ملك أفغانستان، وكوامى نكروما رئيس غانا وزوجته المصرية فتحيه نكروما، وهيلا سلاسى إمبراطور إثيوبيا، وأحمد بن بيلا رئيس الجزائر، والملك حسين بن طلال ملك الأردن، وموبوتو سيسى سيكو رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومحمد رضا بهلوى ولى عهد إيران، فضلاً عن استخدام الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السادات القصر في الاجتماعات السياسية مع رؤساء حكومات و وزراء دول أخرى مثل وزير الخارجية الأمريكي هنرى كسينجر.
وشهد القصر أيضا اجتماعاً لحركة عدم الانحياز خلال فترة تأسيسها، والذي يرجع الفضل في تأسيس الحركة للرئيس المصري جمال عبد الناصر وجوزيف تيتو رئيس يوغوسلافيا ونهرو رئيس وزراء الهند ونكروما رئيس غانا، و أحمد سوكارنو رئيس إندونيسيا.
كما كان مقر إقامة للإمبراطورة فرح ديبا أرملة شاه إيران وأسرتها فترة من الزمن قبل انتقالهم للإقامة في فرنسا.
وتم ثوثيق قصر الطاهرة في السينما المصرية بتصوير أهم الأفلام المصرية التي شكلت علامات بارزة ومنها فيلم "رُد قلبي، صراع في الوادي"، وظهر على شاشة السينما مدى روعة وجمال القصر سواء من الداخل أو الخارج.
ومازال قصر الطاهرة بوصفه من أهم القصور الرئاسية بمصر شامخاً، واكتسب هذه الأهمية من الشخصيات العديدة التي زارته والأحداث التاريخية التي كان القصر جزءًا منها، والذي لا يمكن إغفالها على مر التاريخ.
قصر الطاهرة التاريخي قصر الطاهرة التاريخي قصر الطاهرة التاريخي قصر الطاهرة التاريخي قصر الطاهرة التاريخي قصر الطاهرة التاريخي قصر الطاهرة التاريخي الرئيس السادات وقادة حرب أكتوبر في المركز 10 بقصر الطاهرة الرئيس السادات وقادة حرب أكتوبر في المركز 10 بقصر الطاهرة