Close ad

أصغر قائد كتيبة صواريخ في حرب أكتوبر.. الببلاوي: الدفاع الجوي أسقط 325 طائرة للعدو| حوار

5-10-2024 | 11:39
أصغر قائد كتيبة صواريخ في حرب أكتوبر الببلاوي الدفاع الجوي أسقط  طائرة للعدو| حواراللواء علي الببلاوي احد ابطال الدفاع الجوي في حرب اكتوبر
مها سالم

51 عامًا من العزة والفخر، تاريخ من الكرامة والشرف نحتفل به مع أبطال نصر أكتوبر المجيد. 

موضوعات مقترحة

وفي ذكرى النصر، التقت "بوابة الأهرام" باللواء علي الببلاوي، الذي كان برتبة رائد خلال حرب أكتوبر 1973، يُعتبر واحداً من أبرز الأبطال الذين تركوا بصمة لا تُنسى في تاريخ الدفاع الجوي المصري، كان أصغر قائد كتيبة صواريخ في تلك الحرب، سلاح أظهر قدرة فائقة على تحويل دروس الهزيمة في حرب 1967م إلى قوة إستراتيجية اعتمد عليها الجيش المصري لتحقيق النصر. 

في تصريحاته حول تلك الفترة، يوضح الببلاوي كيف تغلب الجيش المصري على التحديات من خلال التفكير الإبداعي والإرادة القتالية للجندي المصري، الذي حول الأخطاء إلى نقاط قوة.

اللواء علي الببلاوي، في حديثه عن تجربته خلال حرب أكتوبر، ركز على نقطة جوهرية بدموع تملأ الأعين للآن رغم مرور 51 عامًا علي النصر ، تمثلت في تحويل مشاعر الذل والهزيمة التي عاشها الجنود المصريون بعد نكسة 1967م إلى نصر ساحق حققه أبطال القوات المسلحة في حرب أكتوبر 1973م. 

وأكد الببلاوي في كلماته المؤثرة أن ذل الهزيمة التي عانى منها الجيش لم تكن ناتجة عن أي تقصير من الجنود أو المقاتلين، بل كانت نتيجة لظروف قاسية وتحديات هائلة، وكيف تحولت في أكتوبر الي عزة ونصر وقال: "لم ننهزم بسببنا ، لكن انتصرنا بسببنا".

ما يميز حديث اللواء الببلاوي هو الشغف والتصميم الذي عبر عنه بشأن قوة الإرادة المصرية، وكيف استطاع الجيش المصري أن يتجاوز تلك المرحلة الصعبة من خلال إعادة البناء والاستفادة من الأخطاء. تحدث اللواء الببلاوي عن الإرادة الجماعية للجندي المصري، وعن الروح الوطنية التي دفعتهم لبذل المزيد من الجهد لتحويل الهزيمة إلى مصدر قوة.

 تحول الهزيمة إلى نصر

وأوضح الببلاوي أن الجنود والمقاتلين المصريين شعروا بظلم شديد بعد نكسة 1967، لكنهم لم يستسلموا، بل استغلوا تلك الفترة الصعبة كفرصة لتحليل ما حدث والتعلم من الأخطاء، وبدلاً من الخضوع للظروف، أظهر الجيش المصري مرونة وتفكيراً إستراتيجياً، مما مكّنه من تحسين قدراته العسكرية على نحو غير متوقع.

وأضاف الببلاوي أن هذا التحول لم يكن يتعلق فقط بتطوير القدرات العسكرية، بل كان أيضاً تغييراً نفسياً وثقافياً داخل صفوف الجيش. لقد أصبح الجندي المصري مُدركاً لقوته ولقدرته على الصمود في وجه أعدائه، وكانت حرب الاستنزاف هي البداية التي أثبتت للعالم أن المصريين قادرون على تحدي الصعاب.

 دروس من حرب الاستنزاف وتحسين القدرات المصرية

 يشير اللواء الببلاوي إلى أن حرب الاستنزاف كانت "دليلاً على الغدر الإسرائيلي"؛ حيث عمل العدو على إحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية عبر الهجمات الغادرة مثل مجزرة بحر البقر، إلا أن الشعب المصري، بمثابرته وصبره، استطاع تحمل هذه الهجمات وتحويل الآلام إلى دافع للتحسن والابتكار، ومن أهم الإنجازات التي تحققت خلال تلك الفترة، بناء "حائط الصواريخ"، الذي شكل خط دفاعي هائل مكّن القوات المسلحة من تجاوز التفوق الجوي الإسرائيلي وتحقيق نصر أكتوبر.

 حائط الصواريخ: حجر الزاوية في النصر

 لعب حائط الصواريخ دورًا حاسمًا في حماية الجيش المصري خلال عملية العبور، فقد أشار اللواء الببلاوي إلى أن هذا الحائط تكلف حياة 6000 شخص من المهندسين والجنود، وكان الضمان الحقيقي لنجاح عملية العبور بدون حائط الصواريخ، لم يكن الجيش المصري ليتمكن من تحقيق العبور الآمن لقناة السويس، وبالتالي لم يكن النصر ممكنًا.

 مهمة الدفاع عن العاصمة وإسقاط 325 طائرة

 كان موقع اللواء الببلاوي في دهشور، وكانت مهمة كتيبة الدفاع الجوي في هذا الموقع حيوية وخطيرة وهي  "حماية العاصمة" من أي تهديد أو هجمات  جوية محتملة، لا محل هنا لخطأ.

وفي سياق مهمته، رصد ما واجهه الجيش المصري من تحديات في حرب أكتوبر، منها الطائرات الاستطلاعية الأمريكية SR-71 التي كانت تطير خارج مدى تغطية الدفاع الجوي، ومع ذلك، تمكنت  قوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر من إسقاط 325 طائرة عدو، بما في ذلك طائرات مسيرة كانت تستخدم تقنيات تداخل متقدمة.

كان نظام الدفاع الجوي يعتمد على التنسيق الدقيق بين وحدات الرصد التي تقوم بتسجيل خط سير الطائرات، وتحديد الوحدة الأقرب والأكثر قدرة على تحقيق أعلى نسبة تدمير للطائرة المستهدفة، كان ذلك النظام البدائي، الذي يعتمد على خطوط يدوية بين وحدات الرصد، حاسماً في تحقيق هذه النتائج رغم التفوق التكنولوجي الإسرائيلي المدعوم من الغرب.

 تكتيكات جديدة وتعاون دولي

في حديثه عن الدروس المستفادة من الحرب، أوضح اللواء الببلاوي أن ما ساعد الجيش المصري على تحقيق هذه الانتصارات هو الفهم العميق لتكتيكات الطائرات الإسرائيلية، وتطوير دفاعات صاروخية جديدة والتعاون بين الوحدات المختلفة كان عنصراً أساسياً في صد الهجمات الجوية.

 قرار الحرب واحتفاظ بأسرار العمليات

على الرغم من أن اللواء الببلاوي لم يكن على علم بتوقيت بدء الحرب، إلا أنه كان يدرك أن قرار الحرب قد اتخذ بالفعل. وكان المظروف الذي يحمل ساعة الصفر  في خزينة بقيادة الكتيبة مرسل من اللواء محمد علي فهمي، قائد الدفاع الجوي، ولا يُفتح إلا بكلمة السر، ويصف موقف انطلاق الحرب :"لم يسعفنا الوقت لفتح المظروف ولا الخزينة"  فقد رأينا الطائرات المصرية تكسو شاشاتنا في اتجاه سيناء فعرفنا ان الحرب  قد بدأت".

في نهاية الحوار، أكد اللواء الببلاوي أن نصر أكتوبر لم يكن مجرد نصر عسكري، بل كان استعادة للكرامة الوطنية المصرية وتحقيقاً لحلم طال انتظاره، بعد أن تم تحويل الألم والذل إلى مصدر إلهام لقوة لا تُهزم.


اللواء علي الببلاوي احد ابطال الدفاع الجوي في حرب اكتوبراللواء علي الببلاوي احد ابطال الدفاع الجوي في حرب اكتوبر

تعرف علي سبب تأثر أحد أبطال نصر أكتوبر المسئول عن تأمين العاصمة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: