حرب أكتوبر عام 1973م، واحدة من أهم حروب التاريخ الحديث؛ حيث شكلت نقطة تحول في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وأثبتت للعالم قدرة المصريين على تحقيق الانتصارات العسكرية الكبرى، لتظل حرب أكتوبر ملحمة خالدة في تاريخ مصر والعالم العربي، ومصدر إلهام للأجيال المقبلة.
موضوعات مقترحة
التقت «بوابة الأهرام» أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، واستعادت معه لحظات مضيئة من الحرب العظيمة.
أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة
مرارة النكسة كانت دافعًا لانتصار أكتوبر 1973
يقول المقاتل رقيب مجند صاعقة رجب إبراهيم عبد العزيز إسماعيل، من مواليد الإسكندرية عام 1950، التحقت بالخدمة العسكرية في شهر مارس 1970 بمدرسة الصاعقة في أنشاص، وعشت مرارة النكسة التي كانت دافعًا لنا طوال مراحل الإعداد والتجهيز للحرب إلى تحقيق الانتصار في عام 1973.
ويضيف عبد العزيز، أنه في نهاية عام 1970 تم إلحاقه لكتيبة صاعقة، ثم حصل على فرقة قناصة، وبعدها صدر تكليف من القيادات بإرسال الكتيبة لتدريب الجيش الليبي، ظلت الكتيبة في ليبيا حتى 16 سبتمبر 1973.
أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة
شيخ الحارة والمشروع التكتيكي
ويتابع عبد العزيز، بعد عودتي إلى مصر تم منحي إجازة لمدة 10 أيام، وبمجرد وصولي إل المنزل فوجئت بشيخ الحارة في منطقة سكني جاء لإبلاغي بضرورة عودتي إلى الكتيبة فورا، وبعد عودتي إلى الكتيبة في منطقة الهرم، تم تكليفي بتدريب مجموعة من المجندين على أعمال الصاعقة القتالية خلف خطوط العدو.
ويقول تم تسليمنا سلاح وملابس جديدة، ضمن مشروع تعبوي وتكتيكي على مستوى أفرع الجيش بمشاركة جميع الأسلحة.
أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة
الضفة الشرقية للقناة تهتز بهتاف «الله أكبر»
ويسترجع عبد العزيز أحداث يوم السادس من أكتوبر قائلا: كنت في مطار غرب القاهرة، وتم نقلنا إلى الجبهة بواسطة طائرة هليكوبتر، وفي تمام الساعة الثانية ظهرا فوجئنا بالطيران المصري يعبر إلى الضفة الشرقية فصحنا «الله أكبر».
ويتابع ثم جاءت التعليمات بالعبور إلى الضفة الشرقية وتنفيذ مأمورية خلف خطوط العدو، وتمكن مع زملائه من غزو الضفة الشرقية حتى الوصول إلى ممرات «متلا»، حيث قامت مجموعته بعمل الكمائن وحفر الخنادق لمواجهة قوات العدو الفارين من هجوم المدفعية المصرية.
النياشين بسبب معركة أبو عطوة
ويشير إلى انقطاع الاتصال بالقيادات، الأمر الذي جعلهم ينتظرون حتى يوم 16 أكتوبر، وعقب عودة الاتصالات صدرت التعليمات بالعودة إلى الإسماعيلية للتعامل مع مجموعة من الدبابات الإسرائيلية بمنطقة الدفرسوار، ويلمح إلى أنه بمجرد الوصول بدأت أعمال دراسة الأرض وعمل الخنادق وإعداد الكمائن، وكان أول شهداء معركة الثغرة هو الشهيد فهمي فهمي القاضي من المحلة الكبرى.
معركة «أبو عطوة» وسام على صدري
ويقول عبد العزيز: إنه في يوم 22 أكتوبر كانت الكتيبة متمركزة في ثلاثة مناطق، الأولى بعزبة أبو عطوة، والثانية بعزبة «الخشاينة» والثالثة بعزبة العمدة، لمحاصرة الدبابات الإسرائيلية.
النياشين بسبب معركة أبو عطوة
ووقت أذان المغرب كنا نتناول الإفطار وفوجئنا بالقوات الإسرائيلية تقترب منا مستغلة صيامنا وتناولنا وجبة الإفطار، فكان رد فعلنا سريع ومباغت لقوات العدو، وقمنا بالتعامل معهم وتدميرهم جميعا.
وينوه أنه الدبابات الإسرائيلية وكافة الأسلحة والمعدات الخاصة بهم معروضة في متحف أبو عطوة الحربي، وتم تخليد هذه الملحمة الحربية بإطلاق اسم معركة أبو عطوة عليها، وكتابة أسماء أبطالها على جدران المتحف.
إرث الأبطال فخر للأحفاد
ويؤكد عبد العزيز، أنه فخور بكونه أحد من شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة، مشيرا إلى منحه درع الجيش الثاني والعديد من النياشين بسبب معركة أبو عطوة، والتمكن من وقف التقدم الإسرائيلي؛ بسبب الثغرة إلى داخل العمق المصري.
ويشدد على أن هذه التكريمات إرث من نوع خاص يتشرف به أحفاده، قائلا: «مصر تستاهل مننا الكثير والكثير وكنت جاهزا بأن أفديها بروحي ودمي».