الشرق الأوسط بعد الحرب

4-10-2024 | 22:30

إنها الحرب، عندما تبدأ لا تعرف كيف تنتهى، ولا تدرك تكلفتها، بدأت فى أكتوبر 2023، فى منطقتنا وابتلعت غزة وسكانها 2‪,‬5 مليون نسمة، نازحين ومهجرين، وجائعين، وفى حاجة ماسة إلى الأونروا وإلى المساعدات الخارجية.

عندما بدأت الحرب لم يدرك القائمون بها أنها دفعت بآلة الحرب، ليس العسكرية الإسرائيلية وحدها، لكن أمريكا ومعها الغرب كله، مع تواطؤ القوى الأخرى فى عالمنا، لكنها الحرب، عندما تكون على إسرائيل والقوى الغربية، يجب أن يدرك كل مواطن عربى وعربية، أن الذى يجب أن يدير حالة الحرب فى منطقتنا الدول.

ما حدث فى أكتوبر 2023، كلف العرب والقضية الفلسطينية الكثير من التبعات والمتغيرات، لا ننكر أنه أيقظ العالم على أن قضية فلسطين حية لدى الفلسطينيين، ولدى العرب، الدم الذى سال، تجب إدارته وحمايته والانتقال إلى أن يكون فى صالح القضية ومستقبل فلسطين ولا يهدر.

لكننا الآن، أمام متغير جديد فجرته حرب غزة، انتقال الجبهة إلى لبنان، كل لبنان، برغم أن المستهدف الإسرائيلى، هو حزب الله، اغتالت إسرائيل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

قصة اليوم ليست مختلفة، بل ممتدة، ومتوالية هندسية، وليست عددية فقط، وهناك ملايين المهجرين بلا مأوى، ولا مستقبل.

المشاهد الكارثية فى لبنان مؤلمة للشعب، والدولة تعاني أزمة اقتصادية كاملة، وماذا يمكن وكيف ستصبح وهى فى حالة حرب همجية مع قوة عسكرية تكنولوجية، لا تعرف القوانين الدولية، ولا تحترم حقوق الإنسان، وتضرب بعرض الحائط حياة الناس والمدن، وتضرب بلا قواعد وبلا قوانين، صورة لا نستطيع أن نتخيلها، بعد أن تخيلنا أن قوة ردع حزب الله قادرة على حماية لبنان، أو إخافة إسرائيل، وإذا بها تضرب الرأس وتصطاد الباقين بالبيجر والقوة الإقليمية التى تغنوا بها، تطالب بضبط النفس أو تشبعنا تصريحات.

إنه الزلزال والحدث المهم الآن، الكل الآن يراقب ما حدث بالكثير من التأمل والارتباك والحذر، من استخلاص النتائج، كان يجب أن ندرك ما حدث عندما اغتيل هنية في طهران، ولا ننتظر ضرب نصر الله فى معقله فى حارة حريك، لكنها أقدار العرب، يجب أن ندفعها لكن متى نتعلم منها!

الناس يموتون، الناس ينزحون الفلسطينيون كلهم في المخيمات، والسوريون مهجرون، واللبنانيون على الطريق ضائعون، واليمن يعيش مجاعة وانقساما، الحديدة تحت الضرب، والعراق لم يتعاف من الاحتلال، وسيطرة ميليشيات تابعة لقوى خارجية تجبر الحكومة فى بغداد على ما لا تستطيع، وليبيا منقسمة بين الشرق والغرب، والليبيون ضائعون، نحتاج إلى رؤية جديدة ومتجددة، هل نستخلصها من خضم الدماء والحروب التى تسيل، نتنياهو يتطلع إلى تغيير المنطقة كما يريد، وكما تتطلع إسرائيل والتدخلات الإقليمية هزمت.

ونحن على أبواب ذكرى حرب أكتوبر 1973، يجب أن يتعلم العرب من الدرس المصرى والتجربة المصرية، فى إدارة الصراع حربا وسلاما وتحكيما مع إسرائيل، وصولا إلى الحق المصرى بالكامل، فى حفظ حق فلسطين والعرب، وإعادة التجربة، بقيادة مصر، والدول والحكومات العربية سنصل إلى الدولة الفلسطينية، ونحمى كل الدول العربية من التوغلات والتدخلات الخارجية التى بدأت فى أول القرن الحالى وها هى ترى الآن التدخل الإسرائيلى، حماية الحق العربى الفلسطينى واللبنانى والسورى، لن يخلصها إلا العرب والفلسطينون دون تداخلات خارجية لصالح قوى إقليمية وعالمية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: