كُن ساكِنًا في ذا الزَمانِ بِسَيرِهِ
وَعَنِ الوَرى كُن راهِبًا فى دَيرِهِ
وَاِغسِل يَدَيكَ مِنَ الزَمانِ وَأَهلِهِ
وَاِحذَر مَوَدَّتَهُم تَنَل مِن خَيرِهِ ..
"الإمام الشافعى"
الدرس المؤكد لما جرى وما يجرى بالجوار... هو أن نتأكد أنه علينا أن نصبح أكثر قوة وأكثر إنتاجا وأكثر وحدة... وبعيدا كل البعد عن المتاجرين بالشعارات والمزايدات.
فما يجرى بلبنان وما يجرى بغزة واليمن والسودان، فضلا عن عدم وضوح الرؤية فى ليبيا حتى اللحظة يؤكد أن مصر تعيش فى وسط محيط ملتهب على جميع حدودها الشرقية والغربية والجنوبية، فضلا عن آثار ذلك فى اقتصاديات مصر نتيجة لتأثر إيرادات قناة السويس.
وفى حفل تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة جاءت كلمات الرئيس لتضع النقاط فوق الحروف حول ما تواجهه مصر.
فقال : إن مصر حريصة دائما على أن تكون سياستها متوازنة، فى ظل الاضطراب الخطير فى المنطقة، مشيرا إلى أنه حذر مرارا من أن استمرار الاضطراب سيؤدى إلى عواقب خطيرة بالمنطقة والعالم، مشددا على حرص مصر على ممارسة سياسة تتسم بالتوازن والاعتدال والموضوعية.
طالب الرئيس المصريين بضرورة تفهم هذه الأوضاع، والتمسك بالثوابت، فى ظل التطورات على الحدود الغربية والجنوبية، ومؤخرا على الحدود الشرقية منذ عام، وأعرب عن تفهمه قلق الشعب، بسبب هذه التطورات الخطيرة التى قد تؤدى إلى اتساع رقعة الصراع فى المنطقة بشكل يؤثر على استقرارها.
وقال الرئيس: فقدت قناة السويس، على مدى الشهور السبعة أو الثمانية الماضية، أكثر من 60 % من دخلها، بما يعادل أكثر من 6 مليارات دولار، بسبب هذه التطورات.
وطمأن الرئيس المصريين قائلا: مصر بخير، والأمور مستقرة وتتحرك للأفضل مادام المصريون مستقرين ومتحدين ومطمئنين إلى أن الدولة المصرية تدير أمورها بشكل يحفظ بلادنا والمنطقة ما أمكن، دون التورط فى أمور تؤثر على الأمن والاستقرار فى المنطقة وبلادنا، ومادام المصريون متماسكين ومتحملين.
وطالب الرئيس الشعب بالانتباه لحجم الكذب والإفك والافتراء والشائعات الضخم جدا، خلال هذه الفترة والشهور الماضية، قائلا: «انتبهوا إنكم اللى واقفين دلوقتى.. والمفكرين والمثقفين والإعلام.. الخطر واضح بالنسبة لهم والكذب والشائعات والاتهامات التى ليس لها أى أساس من الصحة»، وشدد على أنه سيظل صريحا وصادقا مع المصريين طوال ممارسته مهمته.
وتوجه الرئيس السيسى بالشكر والتقدير لخريجى أكاديمية الشرطة، كما توجه بالشكر لأهالى الخريجين على إعدادهم أبناءهم وبناتهم وتجهيزهم بشكل جيد، وتقديمهم لبلدهم مصر، للمشاركة فى حماية أمنها واستقرارها، موجها لهم التهنئة، ومعربا عن تطلعه إلى رؤية أبنائهم فى أفضل حال.
كما توجه الرئيس بالشكر للقائمين على العملية التعليمية والتدريبية بالأكاديمية، على جهدهم والأداء المتميز للأكاديمية، طوال الوقت، وليس فقط خلال احتفالات التخرج، وأشار إلى أنه يقوم بزيارة الأكاديمية عدة مرات، للاطمئنان على مستوى الطلبة، مؤكدا أنه فى كل مرة يسعد بمستوى الطلاب، وطالبهم بمزيد من الجهد، لتحقيق مستوى أفضل، حتى يقوم كل ضابط شرطة بمهامه بشكل محترف وعلمى جيد وبأحدث أساليب العصر.
وطالب الرئيس الخريجين بالتعامل مع أشقائهم وأبنائهم من الشعب، بما يليق بما تعلموه من القيم داخل الأكاديمية، متمنيا لهم التوفيق، كما طالب الرئيس الخريجين الجدد بالحفاظ على لياقتهم البدنية ووزنهم.
كلمات السيد الرئيس ورسائله واضحة ومحددة ومطمئنة وأيضا موضحة لموقف مصر وكاشفة لحجم تأثر مصر من هذه الأحداث.
وها نحن فى شهر النصر، شهر أكتوبر، نحتفل بالذكرى الـ 51 لنصر أكتوبر المجيد تحت شعار «حكاية شعب»، وهى بالفعل حكاية انتصار شعب بأكمله.. ولم لا والجيش والشعب فى مصر هم نسيج واحد لا انفصام فيه، وإن شاء الله تعالى فى رباط إلى يوم الدين..
حكاية شعب لم يفقد الثقة بجيشه رغم ما حدث فى 67 ولم يفقد الثقة بقادته، شعب تحمل بصبر وجلد الظروف الاقتصادية التى كانت ضاغطة فى حينها حتى تستعيد قواتنا المسلحة قوتها، وتعيد تسليح نفسها وبناء قدراتها استعدادا لمعركة المصير التى انتصرنا فيها فى أكتوبر 1973..
درس أكتوبر وحكاية الشعب والجيش يجب أن يظل عالقا فى الأذهان.. ونحن نشاهد ونسمع ما يجرى فى كامل حدود الدولة المصرية..
فلا سبيل ولا طريق أمامنا إلا ببناء أسس متينة لقوة مصر فى شقيها العسكرى والاقتصادى فضلا عن الانتباه جيدا إلى معركة الوعى وبث روح اليأس والتشاؤم التى تجرى بكل ضراوة عبر منصات التواصل الاجتماعى وهى لا تقل أهمية عن بناء قدراتنا العسكرية والاقتصادية.. فما دام الشعب المصرى وجيشه ومؤسساته على قلب رجل واحد نستطيع أن نقهر الصعاب أيا كانت...
فمعالم طريق مصر واضحة تتلخص فى ثلاث كلمات، وهى القوة والعمل والوحدة..
فكل عام وشعب مصر وجيشها وقادتها بكل خير بمناسبة الذكرى الـ 51 لانتصار أكتوبر..