رغم أن الزواج لأي شاب يمثل الاستقرار والسكينة، إلا أن ذلك الذئب اعتبره مشروعًا يتربح منه، وارتدى عباءة الخداع والمكر ليحتال على زوجته بعدما فقدت أبيها وحازت إرثًا كبيرًا، وانتهى به الأمر بمحاولة قتل الزوجة بلا رحمة.
موضوعات مقترحة
تفاصيل خدعة فني التكييف
القصة بدأت كما ترويها أوراق القضية التي نظرتها محكمة الجنايات الاستئنافية برئاسة المستشار خالد الشباسي، عندما توفي والد "وجيدة"، وترك لها مع شقيقاتها الثلاث مزرعة كبيرة في مدينة السادات تحفظ لهن لقمة العيش، واضطررن إلى رعايتها وزراعتها بمساعدة والدتهن.
حينها انتهز شاب يعمل فني تكييفات وتربطه بالأسرة صلة قرابة الفرصة، وتقدم لخطبة "وجيدة". ورغم أن والدها رفض تلك الزيجة في حياته، إلا أن الشاب نجح في إقناعها بأنه سيكون لها سندًا في الحياة، وسيرعى مصالحها ويحميها. وتحت ضغط إلحاحه وحجته التي بدت قوية، تحدّت أسرتها حتى تمت الزيجة.
فور دخوله الأسرة، تولى أمورها وبدأ في إدارة قطعة الأرض التي تركها الأب للأم وبناتها، وأصبح متحكمًا بها بشكل كامل، حتى إنه أقنع زوجته بأن تحرر له توكيلًا ليحصل على قرض ويستثمر أمواله. لكنه استغل ذلك التوكيل وباع جزءًا من المزرعة لعدة أشخاص، رغم أن التوكيل الذي يحمله من زوجته لا يمكنه قانونيًا من ذلك.
اكتشاف محاولة بيع الأرض
الأم وبناتها الأربع فوجئن بالمشترين يقتحمون الأرض ويضعون يدهم على جزء منها، وحينما تصدين لهم، أخبروهن بأنهم اشتروها من فني التكييف. ما دفع الأسرة للجوء إلى الشرطة وتمكنوا من إخراجهم، وحينها نزعوا زمام السيطرة على الأرض من يد ذلك الذئب.
الشروع في قتل الزوجة
فور علمه بما حدث استشاط غضبًا، وتوجه نحو زوجته وعاتبها بقسوة، واعتدى عليها بالضرب المبرح، وهددها بأنه إذا لم تنفذ كلامه سينهي حياتها. وحينما رفضت الانصياع له، توجه لغرفته وأحضر بندقية آلية، وأطلق عليها رصاصة في بطنها.
سمعت شقيقة "وجيدة"، التي تقيم فوقها في نفس العقار، ما حدث فطلبت الإسعاف بسرعة ونقلتها إلى المستشفى. وهناك تبين أن الرصاصة اخترقت منطقة الحوض وتسببت في كسره، وخرجت من الجانب الآخر بعدما أصابتها بتهتك في الرحم وتسبب في إجهاض حملها.
وتمكنت أجهزة الأمن من القبض على فني التكييف. وعند مواجهته، ابتكر كذبة جديدة، وزعم أن والدة زوجته ترافق تجار مخدرات وتعمل في تجارتهم، وأنهم هاجموا المنزل وأطلقوا النار، ما تسبب في إصابة زوجته.
لكن تحريات أجهزة الأمن ومعاينة النيابة للمنزل كشفت كذب روايته، وبعد انتهاء التحقيقات أُحيل للمحاكمة.
وقضت محكمة الجنايات الاستئنافية برئاسة المستشار خالد الشباسي، وعضوية المستشارين تامر الفنجري ومحمد القرش، وبحضور محمد رفعت وكيل النيابة، بالسجن المؤبد للمتهم وتغريمه 20 ألف جنيه، لاتهامه بالشروع في قتل وحيازة سلاح آلي، وأمرت بمصادرة المحررات المزورة التي استخدمها المتهم في بيع الأرض.
ونوهت المحكمة إلى أنها قضت بأقصى عقوبة لبشاعة الجرم الذي ارتكبه، وخيانته أمانة زوجته، ومحاولته إنهاء حياتها بسلاح آلي.