قال الدكتور أمجد جبر، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إن الأسرة تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل شخصية الأطفال وتوجهاتهم النفسية، مؤكدا أن التطرف، بجميع أشكاله، غالبًا ما يكون له جذور في البيئة الأسرية التي ينشأ فيها الفرد.
موضوعات مقترحة
وأوضح أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، بحلقة برنامج "البيت"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الثلاثاء: "التطرف فعلاً يبدأ من الأسرة، حيث إذا كان هناك شخص متطرف دينيًا أو أخلاقيًا، فإن هذا التطرف قد يمتد إلى جميع الاتجاهات، الأسرة مسؤولة عن ذلك، كما أن التطرف يمكن أن يظهر في مجالات متعددة، وليس فقط في الدين؛ بل يمكن أن يكون عرقيًا أو مجتمعيًا أو سلوكيًا أو وجدانيًا".
وتابع: "ما الذي يدفع الطفل أو المراهق للانتماء لجهة أخرى غير أسرته؟ إلا إذا كانت أسرته طاردة، بمعنى أن الأب والأم غير متفهمين ولا يقدمان الرعاية اللازمة، فقدان الرعاية الوالدية، خاصة في سن الطفولة المبكرة، يُعد من الأسباب القوية في ظهور التطرف، تلك المرحلة هي بداية تشكيل تفكير الطفل وتعامله مع العالم الخارجي".
واستكمل: "الأب والأم يلعبان دورًا كبيرًا في تقديم نموذج للتعامل مع الآخرين، كلما كان الأهل مرنين، كلما تعلم الطفل كيف يتعامل برفق مع الآخرين ويكتسب مهارات التفاهم والاحتواء، ولكن في حالة التطرف، يحدث إقصاء أو إفراط في التصرفات، مما يؤدي إلى سلوكيات متطرفة".
وأضاف: "النموذج الأسري يمثل الأساس في كيفية التعامل مع الآخرين، لذلك، فإن دور الأسرة مهم جدًا، والكثيرون يعتقدون أن الطفل لا يفهم شيئًا، لكن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل تمثل فترة حساسة، حيث يلتقط كل الصور ويخزن كل المعلومات التي سيستخدمها لاحقًا في حياته البالغة".