ستظل لحظات حرب أكتوبر المجيدة محفورة في ذاكرة وقلوب المصريين ما دامت الحياة؛ حيث أضاءت أرواح أبطال تلك اللحظات.
موضوعات مقترحة
في لقاء تمنينا ألا ينتهي، حكى البطل يحيى حامد السيد مصطفى - أحد أبطال الصاعقة في حرب السادس من أكتوبر- لـ«بوابة الأهرام» أن عددًا كبيرًا من جنود العدو هربوا من نقطة كبريت الحصينة، بعد أن أرهبهم هتاف «الله أكبر»، الذي كان يردده أبطال الصاعقة أثناء الاقتحام.
ويحكى البطل ابن قرية جبارس بمركز إيتاي البارود، التابع لمحافظة البحيرة عن رحلته مع القوات المسلحة، التي تزامنت مع حرب أكتوبر المجيدة؛ فيقول: التحقت بالقوات المسلحة متطوعًا عام 1969، وانضممت إلى الصاعقة، ونلت كافة الفرق القتالية في الصاعقة.
ويتابع البطل بفخر: «كنت من المؤسسين للفرقة 130 مشاة أسطول، التى كان تسليحنا دبابات برمائية، وكنا نتدرب على عبور القناة»، لافتا إلى حضور الفريق سعد الدين الشاذلي تدريبات فرقته؛ لأننا كنا أول من سيواجه العدو.
لحظة العبور إلى النصر.. بداية الحرب
ويضيف «حامد»، قبل حرب 6 أكتوبر كانت كتيبتنا عند البحيرات المُرة، ولم نعرف موعد الحرب حتى ليلة 6 أكتوبر، ولكن استدعانا القائد وقال: «خلوا بالكم من عساكركم».
وفى تمام الساعة الثانية يوم 6 أكتوبر شاهدنا الطيران المصري يعبر القناة، فتوجهنا مباشرة لتنفيذ مهمتنا بالعبور والتقدم إلى ممر «متلا» وتأمينه حتى عبور باقي القوات.
ويستطرد البطل حامد، واجهنا لواء مدرع إسرائيلي، واشتبكنا معهم في معركة غير متكافئة، وحدثت خسائر في كتيبتنا جعلت القائد البطل إبراهيم عبد التواب يتخذ قرارًا بالرجوع إلى شاطىء القناة لجمع القوات، وأثناء الرجوع تعطلت دبابتين برمائيتين، وتركناهما في القناة.
هروب جنود العدو عند سماع هتاف «الله أكبر»
ويحكي "حامد"، يوم 9 أكتوبر صدرت لنا أوامر بالاستيلاء على نقطة كبريت الحصينة، وكانت نقطة قيادة للعدو.
«لما جنود العدو سمعونا بنهتف "الله أكبر" هرب منهم أعداد كبيرة» يسرد البطل بقوة وفخر، مؤكدا «قضينا على باقي القوة الموجودة في النقطة الحصينة واستولينا عليها».
ويتابع استطاع أبطال الكتيبة الصمود تحت الحصار وضربات الطيران لمدة 134 يومًا، إلا أن القدر كان يخبئ حصارًا في مكان آخر.
الوصول إلى السويس
لم تنته بطولات يحيى حامد مع حرب أكتوبر، فيقول يوم 11 أكتوبر كلفني قائد الكتيبة بالخروج أنا وزميلي السيد شتات للسباحة في القناة وإنقاذ الدبابتين العالقتين عند القناة.
«لم نتمكن من استعادة الدبابتين بسبب الضرب المتواصل لطيران العدو»، يتابع يحيى حامد، قائلا: ولكن تمكنا من إخلاء الدبابتين من الأسلحة والذخيرة، والمؤن والمياه، وعدنا إلى مؤخرة الكتيبة.
الثغرة.. وتكوين مجموعات قتال
وفي يوم 22 أكتوبر تعرضنا لاقتحام إسرائيلي فيما عرف بـ«الثغرة»، فتوجهنا إلى ترعة الإسماعيلية واختبأنا وسط ورد النيل حتى فجر يوم 23 أكتوبر.
ويحكي أنه عند خروجه من وسط ورد النيل مع زميله الرقيب سيد شتات انضم إليهما الملازم حمدي العربي، وفوجئوا بوجود 6 دبابات إسرائيلية على بعد 50 مترًا، إلا أنه جرى تدميرهم بـ6 صواريخ فهد، فاشتبكوا مع أفراد الدبابات وقتلوهم جميعًا.
نصب كمين لقوات العدو
ويقول كونّا مجموعة قتال، وكنا نحمل أسلحة مضادة للدبابات وقنابل، وطاردتنا قوات العدو كما تعرضوا لقصف الطيران، فاتجهوا إلى السويس على مسافة 35 كيلومترا، ووصلوا عصرًا.
ويكمل بطلنا قائلًا، عند وصولنا إلى السويس اتخذنا المنزل رقم 19 مخبأ وغرفة عمليات، وبدأنا تكوين فرق قتالية ممن يحملون الأسلحة؛ حيث قاد كل واحد منا مجموعة، واستمر التخطيط للهجوم طوال الليل، إلا أن المدينة تعرضت لقصف شديد من الطيران، وهو ما جعلنا نتوقع محاولة العدو دخول المدينة بالمدرعات.
نصبنا لهم الكمائن على مداخل المدينة، يكمل البطل يحيى حامد ذكرياته مع حرب أكتوبر، مؤكدا محاولة العدو الاقتحام بالمدرعات، مستخدما تقدم المدرعتان اللتان لم يستطيعوا استعادتها أثناء العبور، فيقول «فهمنا الخدعة»، ودمرنا 4 دبابات في المقدمة لتعطيل تقدمهم، مما دفع قوات العدو للتراجع.
ويتابع استطعنا تدمير عدد كبير من دبابات العدو، ودخلنا في معارك بالأسلحة البيضاء، عندما حاولوا الاستيلاء على قسم الأربعين، ودفع ذلك العدو إلى التراجع وفرض حصار شامل على المدينة، ثم حدث فض الاشتباك، وعدنا إلى وحدتنا في الإسكندرية، واستقبلنا الناس استقبال شعبي مهيب لا أنساه.