Close ad

في ذكرى انتصارات أكتوبر.. أبناء مجاهدي سيناء يحكون بطولات الآباء| صور

1-10-2024 | 12:33
في ذكرى انتصارات أكتوبر أبناء مجاهدي سيناء يحكون بطولات الآباء| صور مشايخ جنوب سيناء
جنوب سيناء ـ هاني الأسمر

ملحمة وطنية وبطولات عسكرية تلك التي سطرها الجيش المصري في سيناء؛ لتحقيق انتصارات أكتوبر المجيدة، التي كان لمجاهدي سيناء دور وطني مهم للوصول إلى ذلك النصر الذي لطالما اعتبرته إسرائيل مستحيلًا.

موضوعات مقترحة

 ومع حلول ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، التقت «بوابة الأهرام» بعدد من أبناء أبطال قبائل جنوب سيناء؛ لنسترجع معهم أحداثا ستظل محفورة في ذاكرة الأمتين المصرية والعربية، بل والعالم أجمع.

الشيخ فريج

أبناء سيناء يحكون عن بطولات الآباء

«لا يستطيع أحد إغفال الدور الوطني الذي لعبه مجاهدو سيناء، حتى كتب الله للجيش والشعب المصري النصر على العدو الإسرائيلي في عام 1973»، يتحدث بفخر طه خضر فرج الجبالي، أحد أبناء مجاهدي سيناء، عن مشاركة ودور عائلته في تحقيق النصر.

ويتابع: "بعد أكثر من 50 عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة أستطيع أن أتحدث بملء الفم عن بعض بطولات والدي الشيخ خضر فرج الجبالي، وخالي الشيخ سالم أبو الغنايم، وعمي الشيخ عواد فرج الجبالي، وجميعهم من مجاهدي سيناء؛ حيث لم يحكوا إلينا الكثير عن بطولاتهم باعتبارها سرا من الأسرار العسكرية يحظر الإفشاء عنها".

ويوضح طه خضر الجبالي، أن والده استضاف ثمانية ضباط من رجال القوات المسلحة إبان حرب أكتوبر المجيدة ضمن عناصر الاستطلاع، وأخفاهم في منازل القبيلة حتى يصعب علي العدو الإسرائيلي رصدهم.
 

احمد فرج شيخ قبيلة الجبالية

ملابس بدوية للتخفي

ويقول كان والدي يجهز الملابس البدوية وفي ظلام الليل في غير الليالي القمرية؛ يتحركون لرصد مناطق تمركز العدو الإسرائيلي، وعدد الأفراد سواء من الجنود أو الضباط الإسرائيليين، ومعرفة نوعية التسليح وكفاية المؤن من عدمه، ومدة الوصول إليهم داخل الصحراء.

وعند العودة إلى المنزل، كانت تخرج فتيات وسيدات البدو لرعي الأغنام والسير على نفس الطريق الذي سار منه عناصر الرصد لإخفاء أثر أقدامهم على الرمال، ليخرج والده في الصباح للزراعة والرعي وكأن شيئا لم يكن .

علاقة مجاهدي سيناء بالجيش بدأت من قبل حرب الاستنزاف

ويقول طه الجبالي، إن علاقة مجاهدي سيناء بالجيش المصري بدأت قبل حرب الاستنزاف؛ حيث كانوا يرفضون الهزيمة، وهو ما شكلّ وطنيتهم وإصرارهم على عبور الجيش المصري إلى سيناء وتحطيم الحائط المنيع أو السد كما كان يطلق عليه الجيش الإسرائيلي.

وقام مجاهدو سيناء برصد تحركات العدو داخل سيناء؛ حيث كان يسمح لهم بالدخول خلف خطوطهم؛ ومن ثم ينقلون الأخبار ويرسلونها إلي الجيش المصري؛ لاستكمال سيناريو وخطط الهجوم على العدو سواء في المناطق الصحراوية أو قواعدهم وسفنهم البحرية.

دور قبيلة الجبالية حتى تحقيق النصر

ويقول أحمد فرج الجبالي، شيخ قبيلة الجبالية بجنوب سيناء، كان لقبيلة الجبالية دور وطني عبر مجاهدين سطروا أسماءهم بحروف من نور؛ لما قاموا به من بطولات وطنية فكان من بين أبنائها 7 مجاهدين جميعهم توفاهم الله، أبرزهم الشيخ سالم أبو الغنايم، الذي نعتبره شيخ المجاهدين، والشيخ مصطفى طه، والشيخ مبارك صالح، والشيخ خضر فرج، والشيخ خضر أحمد سالم، والشيخ محمود صالح، والشيخ سالم مرضي.

ويتابع، بدأت وطنية مجاهدي سيناء قبل حرب 1973 وقبل حرب الاستنزاف، خاصة أنهم من أبناء سيناء ويقيمون في وسطها كمناطق سانت كاترين ووادي فيران والوديان البعيدة عن العمران في عمق الصحراء، فكانت تحركاتهم خلف خطوط العدو مسموح لهم بها، خاصة أن العدو الإسرائيلي كان يتصور أن البدو راضين باحتلالهم سيناء، فكانت تحركات البدو مسموح بها.

ويشير أحمد فرج، إلى أن أغلبية مجاهدي سيناء من أبناء قبيلة الجبالية كانوا يقيمون في محافظتي السويس والإسماعيلية ولهم بيوت وزراعات يرزقون منها في وسط سيناء، فكان من الطبيعي تواجدهم بين الحين والآخر في سيناء، وتحركهم خلف خطوط العدو، وكان لهم دور  في رصد أماكن تمركز العدو وعددهم، لافتا إلى تحرك أبناء القبيلة ليلا بركوب الجمال من منطقة عيون موسى بالقرب من النقطة الحصينة بعد عبورهم قناة السويس.

مجاهدو سيناء.. «رادارات بشرية»

ويوضح أن بعض أبناء قبيلة الجبالية يسكنون قمم الجبال والكهوف والمغارات التي تصلح للاختباء داخلها، فكان يستحيل كشفهم؛ لصعوبة وصول قوات العدو إليهم، ولذا فقد كانوا يرصدون بشكل دقيق مواقع وتمركزات العدو الإسرائيلي العسكرية القريبة والبعيدة من قناة السويس، وعند المواقع الاستراتيجية في عمق صحراء سيناء، فكانوا بمثابة رادارات القوات المسلحة وأعينهم تكشف العدو .

الرئيس السادات يزور «وادي الراحة» في سانت كاترين

ويقول شيخ قبيلة الجبالية، بعد تحقيق نصر أكتوبر كان الرئيس السادات يأتي إلى منطقة وادي الراحة في سانت كاترين؛ للاستجمام، وكان يطلب كل مجاهدي سيناء والعناصر المعاونة لهم من حاملي المؤن لتكريمهم، والاحتفاء بهم؛ لما بذلوه من جهد ومعاونة للقوات المسلحة، حتى كتب الله النصر على العدو الإسرائيلي.

ويؤكد أن الرئيس السادات كان حريصًا على الاجتماع مع مشايخ القبائل، وممثلو الشعب في ذلك الوقت لسماع مطالبهم والتعرف منهم على حياتهم داخل سيناء؛ لبدء تعميرها، حيث سبق له وأن حضر مع والده الذي كان يعمل «عمدة ربع أولاد جندي» بسانت كاترين، وشاهد كل هذه اللقاءات عن كثب.

دور المرأة البدوية لا يقل جسارة

ويتابع شيخ القبيلة، أنه كان للمرأة البدوية دور وطني لا يقل أهمية عن دور المجاهدين، يتمثل في إخفاء أثار أقدام رجال القوات المسلحة والمجاهدين؛ عن طريق رعي الماعز والجمال؛ لطمس آثار أقدامهم خاصة أن العدو الإسرائيلي كان لديه رجال استطلاع يمشطون الجبال لضبط أي شخص يحاول التحرك داخل سيناء.

مجاهدو سيناء مسارعون في خدمة الوطن

ويضيف فريج سالم، شيخ قبيلة الحويطات بجنوب سيناء، أنه كان لمجاهدي سيناء دور وطني قبل عام 1967 فكان هناك تسارع في خدمة الوطن مهما كلفهم ذلك من متاعب؛ حيث بدأوا في عملهم فكانوا بمثابة رادارات للجيش المصري لرصد تحركات العدو الإسرائيلي داخل سيناء، وإعطاء تقرير شفهي عما رأوه لاتخاذ القرار المناسب لتوجيه ضربات قاصمة ضد العدو الإسرائيلي.

مجاهدو قبيلة الحويطات

ويوضح أن قبيلة الحويطات كان منها 5 مجاهدين مقيمين في طور سيناء، بخلاف الموجودين في باقي المدن، وبعضهم كانوا يسكنون قرية الجبيل يعملون في صيد الأسماك ورعي الأغنام والزراعة، والبعض الآخر سكنوا الجبال وكان هذا عملهم المعلن أمام العدو الإسرائيلي، لكن كان يسمح لهم بالتحرك بالمركب والجمال لثقة العدو الإسرائيلي فيهم؛ لكنهم كانوا يستغلون هذه الثقة في أعمال الرصد وإخفاء العسكريين المصريين.


كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة