تعرفتٌ عن قٌرب على السفير الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية مٌنذ عدة سنوات؛ حين كان وقتها مٌتحدثًا باسم الخارجية المصرية في فترة صعبة من تاريخ مصر، وكنت وقتها أحد مٌديري تحرير برنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة ولمستٌ فيه كغيره من أبناء الدبلوماسة المصرية العريقة إخلاصًا ووطنية، وكنا نعمل وقتها في ظرف استثنائي وصعب، كانت تمٌر به مصر والمنطقة والإقليم، وكان الدكتور بدر عبدالعاطي عنوانًا للتعاون والتفاني في العمل، ولا يتأخر عن الرد على أي من إتصالاتنا في أي وقت من الأوقات، وحتى بعد أن ترك منصب المٌتحدث وأصبح سفيرًا لمصر في برلين دام التواصل معه، وكان على نفس الدرجة من التعاون والجدية في العمل..
وها هو يتسلم زمام الدبلوماسية المصرية في مرحلة غاية في الخطورة تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط والإقليم والعالم؛ مما سيجعله مٌضطرًا للتعامل مع تحديات عدة بهدف الدفاع عن مصالح مصر وأمنها القومي، وهو الهدف الذي وضعه الوزير بدر نُصب عينيه بصفته وزيرًا لخارجية مصر؛ أهم دولة محورية في الإقليم، وتعتبر وتد الخيمة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وحرصه على مواصلة مسيرة تعزيز العلاقات مع الشركاء شٌركاء مصر في الإقليم والعالم من أجل الدفاع عن القضايا العربية والإفريقية في مختلف المحافل..
ومن هذا المٌنطلق تابعتٌ باهتمام زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، وحضوره القوي في الجمعية العامة للأمم المٌتحدة في دورتها الــ 79 في نيويورك، والقاءه كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحرصه على لقاء السيد أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المٌتحدة على هامش الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المٌتحدة، وتأكيده على حرص مصر والقيادة السياسية على مواصلة تعزيز التعاون بين مصر والأمم المتحدة، ومن جانبه عبر جوتيريش عن تقديره للقيادة السياسية وسياسة مصر الرشيدة في التعامل مع القضايا والتحديات الدولية والإقليمية، ودورها المحوري في المنطقة والعالم العربي والإسلامي وفي إفريقيا وتأكيده عٌمق مصر الحضاري ودورها الإقليمي المٌتميز، وثمن الوزير بدر عبدالعاطي مواقف السكرتير العام للأمم المتحدة الأخلاقية والمبدئية والمنحازة دائمًا إلى جانب الحق ومبادئ القانون الدولي، وتطبيق معايير واحدة تجاه مختلف قضايا المنطقة، خاصة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والكارثة الإنسانية المهولة والمٌستفحلة هٌناك، فضلاً عن التصعيد الإسرائيلي غير المٌبرر في المنطقة، والعدوان على سيادة لبنان الشقيق؛ وهو النهج الذي يقود المنطقة إلى هاوية حرب شاملة..
وشهد اللقاء نقاشًا حول عدد من القضايا الإقليمية؛ منها التطورات في ليبيا والسودان واليمن والبحر الأحمر، وفي منطقة القرن الإفريقي، وأهمية الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه..
وكذلك تطرق الدكتور بدر عبدالعاطي إلى قضية الأمن المائي والسد الإثيوبي؛ حيث شدد على أهمية هذه القضية بالنسبة لمصر كونها قضية وجودية تتعلق بشكل مباشر بالأمن القومي المصري، ولا يٌمكن التهاون بشأنها، كما أكد للأمين العام للأمم المتحدة رفض مصر أيًا من التصرفات الأحادية التي قامت بها إثيوبيا ومن شأنها الضرر بمصالح دولتي المصب، وتخالف القواعد الدولية المٌستقرة في حوكمة المياه العابرة للحدود.. وللحديث بقية