Close ad

نيويورك تايمز تتساءل: لماذا لا تستطيع القوى الكبرى في العالم وقف حرب الشرق الأوسط؟

30-9-2024 | 14:59
نيويورك تايمز تتساءل لماذا لا تستطيع القوى الكبرى في العالم وقف حرب الشرق الأوسط؟نيويورك تايمز
أ ش أ

ترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه على مدار ما يقرب من عام من الحرب في الشرق الأوسط، أثبتت القوى الكبرى عجزها عن وقف القتال أو حتى التأثير عليه بشكل كبير، وهو الفشل الذي يعكس عالما مضطربا من السلطة اللامركزية والذي يبدو من المرجح أنه سيستمر.

موضوعات مقترحة

وذكرت الصحيفة -في مقال تحليلي أوردته اليوم- أن إدارة بايدن وصفت مرارا وتكرارا المفاوضات المتقطعة بين إسرائيل وحماس الرامية لإنهاء القتال في غزة - والتي دفعت بها الولايات المتحدة- بأنها على وشك تحقيق انفراجة غير أنها باءت بالفشل.

وأضافت أن المحاولة الحالية التي يقودها الغرب لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان ترقى إلى مستوى التسابق لتجنب الكارثة وتبدو فرص نجاحها غير مؤكدة إلى حد كبير لا سيما بعد مقتل السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني منذ فترة طويلة، يوم الجمعة الماضي.

ونسبت الصحيفة إلى ريتشارد هاس الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية قوله: "هناك المزيد من القدرات في المزيد من الأيدي في عالم حيث القوى الطاردة المركزية أقوى بكثير من القوى الجاذبة،ويعد الشرق الأوسط هو الدراسة الأولية لحالة هذا التفتت الخطير".

وأضافت الصحيفة أن مقتل نصر الله -الذي كان زعيما لحزب الله لأكثر من ثلاثة عقود والرجل الذي بنى هذه المنظمة لتصبح واحدة من أقوى القوات غير الحكومية في العالم، يترك فراغا من المرجح أن يستغرق وقتا طويلا لملئه وهو ضربة قوية لإيران- وربما تؤدي حتى إلى زعزعة استقرار طهران، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الحرب الشاملة ستأتي إلى لبنان.

واستشهدت الصحيفة بما قاله جيل كيبيل، الخبير الفرنسي البارز في شئون الشرق الأوسط ومؤلف كتاب عن الاضطرابات العالمية منذ السابع من أكتوبر بإن: "نصر الله كان يمثل كل شيء بالنسبة لحزب الله وكان حزب الله الذراع الأمامية لإيران، والآن أصبحت طهران ضعيفة".

وذكرت "نيويورك تايمز" أنه لسنوات عديدة، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة القادرة على ممارسة ضغوط بناءة على إسرائيل،وكانت المصمم لاتفاقات كامب ديفيد عام 1978 التي جلبت السلام بين إسرائيل ومصر واتفاقات السلام بين إسرائيل والأردن عام 1994،وقبل أكثر من ثلاثة عقود بقليل،تصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين وياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية،في حديقة البيت الأبيض باسم السلام.

وأضافت أن العالم وأعداء إسرائيل الرئيسيين قد تغيروا منذ ذلك الحين موضحة أن قدرة الولايات المتحدة على التأثير على إيران -عدوها اللدود لعقود من الزمان- وحزب الله هامشية، ولا يتسنى للولايات المتحدة التعامل دبلوماسيا مع حماس وحزب الله؛ حيث إنها قامت بتصنيفهما كمنظمات "إرهابية".

ومضت الصحيفة تقول إن الرد العسكري الإسرائيلي الساحق في غزة على ما فعلته حماس في السابع من أكتوبر،قد آثار توبيخا خفيفا من بايدن، فقد وصف تصرفات إسرائيل بأنها "مبالغ فيها"، على سبيل المثال، غير أن الدعم الأمريكي لحليفتها كان حازما بالرغم من ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة إلى عشرات الآلاف، وكثير منهم من المدنيين.

وأوضحت أن الولايات المتحدة -في ظل أي رئاسة يمكن تصورها- ليست على استعداد للتخلي عن الدولة اليهودية وهو الأمر الذي أثار تساؤلات على مدى العام الماضي، من الحرم الجامعي الأمريكي إلى شوارع أوروبا ذاتها.

وقال هاس "إذا تغيرت السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل في أي وقت،فلن يكون ذلك إلا على الهامش"، وذلك على الرغم من التعاطف المتزايد لا سيما بين الشباب الأمريكيين، مع القضية الفلسطينية.

وفي النهاية، تتوخى إيران الحذر لأنها تعلم أن تكلفة الحرب الشاملة قد تصل إنهاء البلاد.

وأضافت الصحيفة أن اهتمام نتنياهو بإطالة أمد الحرب لتجنب التوبيخ الرسمي عن الفشل العسكري والاستخباراتي الذي أدى إلى هجوم السابع من أكتوبر يعقد أي جهود دبلوماسية،وكذلك محاولته لتجنب مواجهة الاتهامات الشخصية بالاحتيال والفساد الموجهة إليه فهو يلعب لعبة الانتظار،والتي تشمل الآن تقديم القليل أو لا شيء حتى الخامس من نوفمبر، عندما قد يتم انتخاب ترامب الذي يعتبره حليفا قويا.

واختتمت الصحيفة تحليلها لتنقل عن "ستيفن هينتس"، رئيس مؤسسة روكفلر براذرز فاند الخيرية،قوله في مقال حديث:"من الواضح أن المؤسسات التي وجهت العلاقات الدولية وحل المشاكل العالمية منذ منتصف القرن العشرين لم تعد قادرة على معالجة مشاكل الألفية الجديدة. إنها غير فعالة وغير مؤثرة وغير متناغمة مع العصر، وفي بعض الحالات، عفا عليها الزمن ببساطة".

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: