يعد الإمام ورش المصري، شيخ الإقراء بالديار المصرية وصاحب ثاني أشهر قراءات القرآن الكريم، أما عن أسمه ونسبه فهو الإمام عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق القفطىّ المقرئ المصرى، وقيل: عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم القرشي مولى لآل الزبير بن العوام القرشي، وقد ذكر هذا السياق المؤرخ ياقوت الحموي.
موضوعات مقترحة
بدوره يقولعمر محمد الشريف، الباحث في التاريخ والتراث لـ"بوابة الأهرام"، إن النسب الأول هو الأدق؛ لأن الذي أورده عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي (ت ٣٤٧هـ) في تاريخه، وجده يونس أخذ عن الإمام ورش، ولم يذكر ابن يونس خلاف في نسبه.
أما عن نسبته لمدينة قفط، فقد صحف بعض المؤرخين كلمة "القفطي" فصارت "القبطي"، والقفطي نسبة إلى مدينة قفط بمحافظة قنا بصعيد مصر، وقد صحفت عند ياقوت الحموي، والإمام الذهبي، والحافظ المرتضى الزبيدي وغيرهم من العلماء، بل لا يكاد يُذكر القفطي في التراجم، والقفطي هو ما أثبته ابن يونس الصدفي في تاريخه.
ويضيف عمر محمد الشريف، أن الحموي يذكر أن القبطي نسبة لقبط "بلد بصعيد مصر"، فلا شك أن المقصود قفط، ويضيف الحموي :"وأصله من القيروان، وقيل من ناحية إفريقية، والأول أشهر".
ضريح الإمام ورش فى مقابر الإمام الشافعي
ويكنى الإمام ورش بأبي سعيد، وقيل: أبا عمرو، وقيل : أبا القاسم، وُلد بمصر سنة ١١٠هـ، ورحل إلى المدينة المنورة ليقرأ على الإمام نافع، فقرأ عليه وختم عليه ختمات كثيرة سنة ١٥٥هـ، ثم رجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة الإقراء بها، فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد وصوته الحسن، وأقرأ الناس بها إلى أن توفي سنة ١٩٧هـ.
وعن لقبه "ورش" فقد ذكر أبو طاهر بن عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم يسار البغداديُّ البَزَّار (ت سنة ٣٤٩ هـ) أن العلماء اختلفوا في معنى تلقيبه بورش، فقال بعضهم : إنما لُقب بذلك لشده بياضه، والورش شيء يكون من اللبن شبه به، وقال بعضهم: هو مأخوذ من قول العرب: ورش الرجل الطعام يرش ورشًا إذا تناول منه شيئًا يسيرًا، فلعله تناول منه شيئًا يسيرًا من طعام، فلُقب بذلك
ويؤكد عمر محمد الشريف، علي أنه لا خلاف في دفنه بمصر، فذكر الإمام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت سنة ٤٤٤هـ): عن شيخنا أبي الحسن طاهر بن غلبون عن أبي صالح أحمد بن عبد الرحمن الجرابي عن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس عن أبيه عن جده، قال: توفي ورش بمصر سنة سبع وتسعين ومائة.
وعبد الرحمن بن أحمد بن يونس هو الصدفي صاحب التاريخ (ت ٣٤٧هـ)، ووالده أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي توفي سنة ٣٠٢ هـ، وجده يونس بن عبد الأعلى عمراً طويلاً، حيث ولد ١٧٠ هـ وتوفي ٢٦٤ هـ، تلقى يونس بن عبد الأعلى القرآن الكريم على يد الإمام ورش.
وقد ذكر قبره موفق الدين أبو محمد بن عبد الرحمن بن الشيخ أبي الحرم مكّي بن عثمان الشارعي الشافعي (ت ٦١٥هـ) في "مرشد الزوار إلى قبور الأبرار"، واثبت ذلك من جاء بعده من مؤلفي كتاب المزارات، وكذلك اثبت دفنه بمصر ياقوت الحموي(ت ٦٢٦هـ) وغيره من أهل التاريخ.
ضريح الإمام ورش فى مقابر الإمام الشافعي