Close ad

في اليوم العالمي للقلب.. خبراء جامعة هارفارد يكشفون عن المجموعات الغذائية الأكثر ضررًا لقلوبنا

29-9-2024 | 13:32
في اليوم العالمي للقلب خبراء جامعة هارفارد يكشفون عن المجموعات الغذائية الأكثر ضررًا لقلوبناأمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في العالم
أحمد فاوي

أمراض القلب والأوعية الدموية هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية . وتقول منظمة الصحة العالمية (WHO) إنها “ السبب الرئيسي للوفاة في العالم. ووفقا للتقديرات، يحصد أرواح 17.9 مليون شخص كل عام. وهي تشمل الحالات التي يمكن أن تنتج عن عوامل مثل نمط الحياة، و الوراثة، والتاريخ المرضي الموجودة مسبقًا.

موضوعات مقترحة


اليوم العالمي للقلب

ويهدف يوم القلب العالمي، الذي يتم الاحتفال به  اليوم  29 سبتمبر ، إلى تسليط الضوء على أهمية صحة القلب والأوعية الدموية وتعزيز العادات الصحية. تسعى هذه المبادرة إلى تثقيف الناس حول المخاطر المرتبطة بأمراض القلب وتعزيز إجراءات مثل اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام والاستشارات الطبية لتقليل فرص الإصابة بمضاعفات القلب.

وفي هذا السياق،  نشرت كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد دراسة في مجلة The Lancet المرموقة ، والتي أثارت إنذارات بشأن بعض الأطعمة فائقة المعالجة، وربطها بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية . وقام فريق البحث، في عام 2023، بتحليل العادات الغذائية لأكثر من 200 ألف شخص على مدى عدة سنوات، واكتشف أن تناول بعض الأطعمة المصنعة يرتبط ارتباطا وثيقا بزيادة حالات أمراض القلب والسكتة الدماغية.

تؤكد نتائج هذه الدراسة على أهمية اتباع نظام غذائي صحي، وكشفت أن الاستهلاك المنتظم لهذه الأطعمة المصنعة لا يزيد من ضغط الدم فحسب، بل يرفع أيضًا نسبة الكوليسترول ويعزز ظهور عوامل الخطر الأخرى لصحة القلب.


اللحوم المصنعة: العدو الخفي للقلب

إحدى النتائج الرئيسية لدراسة جامعة هارفارد هي الخطر الذي تشكله اللحوم المصنعة على صحة القلب والأوعية الدموية. تعتبر الأطعمة مثل النقانق واللحوم الأخرى شائعة في العديد من الأنظمة الغذائية، لكن آثارها على القلب يمكن أن تكون مدمرة.

تتميز هذه المنتجات بمحتواها العالي من الصوديوم والدهون المشبعة ، وهما مكونان يمكن أن يكون لهما تأثير سلبي مباشر على الصحة. يؤدي استهلاك الصوديوم الزائد إلى رفع ضغط الدم ، مما قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب . بالإضافة إلى ذلك، تساهم الدهون المشبعة في رفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL )، والذي بدوره يزيد من احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين واضطرابات القلب والأوعية الدموية الأخرى.

وتحذر الدراسة من أنه على الرغم من أن هذه الأطعمة المصنعة شائعة في النظام الغذائي اليومي، إلا أن استهلاكها المنتظم يمكن أن يساهم بشكل كبير في زيادة أمراض القلب وفي النهاية تقصير متوسط العمر المتوقع.


المشروبات السكرية: خطر على القلب

كما سلطت دراسة هارفارد الضوء على التأثير السلبي للمشروبات السكرية على صحة القلب والأوعية الدموية. تشكل المشروبات الغازية والعصائر الصناعية وغيرها من المشروبات المحلاة جزءا من الروتين اليومي لملايين البشر، لكن الإفراط في استهلاكها يرتبط بسلسلة من المشاكل الصحية التي تتجاوز السعرات الحرارية الفارغة.

ويساهم السكر المضاف في هذه المشروبات بشكل كبير في زيادة السمنة وتطور مرض السكري من النوع الثاني ، وهما حالتان تزيدان بشكل مباشر من خطر الإصابة بأمراض القلب . بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الجلوكوز الزائد في الجسم إلى مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل التمثيل الغذائي والقلب والأوعية الدموية.

وخلصت الدراسة إلى أن تقليل استهلاك هذه المشروبات الغنية بالسكريات المضافة يمكن أن يحدث فرقا حاسما في الوقاية من أمراض القلب. وتركز التوصيات على استبدال هذه المنتجات بخيارات صحية أكثر مثل الماء أو العصائر الطبيعية غير المحلاة.


الأطعمة الأخرى فائقة المعالجة: خطر على الصحة العامة

بالإضافة إلى اللحوم المصنعة والمشروبات السكرية، قامت دراسة هارفارد أيضًا بتقييم الأطعمة الأخرى فائقة المعالجة ، مثل الخبز والحبوب والوجبات الخفيفة والحلويات الصناعية . وعلى الرغم من أن بعض هذه الأطعمة ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بأمراض معينة، إلا أن الدراسة أوضحت، بشكل عام، أن الأطعمة فائقة المعالجة تمثل خطرا كبيرا على صحة القلب والأوعية الدموية، بسبب محتواها العالي من الصوديوم والدهون المشبعة والسكريات المضافة. .

تم تصميم هذه المنتجات لتكون لذيذة ، ولكن الاستهلاك المنتظم لها  يمكن أن يؤدي إلى زيادة ضغط الدم ، وارتفاع مستويات الكوليسترول ، وزيادة الوزن ، وكلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب . على الرغم من أن بعض أنواع الخبز أو الحبوب يمكن أن تقدم فوائد، خاصة إذا كانت من الحبوب الكاملة، إلا أن المفتاح هو تجنب تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد المضافة والسكريات.

وحث مؤلفو الدراسة المستهلكين على تقليل تناولهم لهذه المنتجات واختيار المزيد من البدائل الطبيعية التي توفر العناصر الغذائية الأساسية دون الآثار الضارة للمكونات المضافة.

توصيات جامعة هارفارد لصحة القلب

لا تحذر دراسة هارفارد من مخاطر الأطعمة فائقة المعالجة فحسب، بل تقدم أيضًا إرشادات واضحة لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية من خلال اتباع نظام غذائي أكثر توازناً وطبيعيًا. يؤكد الباحثون على أهمية إعطاء الأولوية لتناول  الأطعمة الطازجة والقليلة المعالجة ، والتي توفر العناصر الغذائية الأساسية دون المخاطر المرتبطة بالمكونات المضافة في الأطعمة فائقة المعالجة.

ومن بين الأطعمة الموصى بها، تبرز الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تساعد على حماية القلب. من الضروري أيضًا تناول الحبوب الكاملة ، التي تعزز الهضم وإدارة الوزن، والبروتينات الخالية من الدهون ، مثل الأسماك والبقوليات، والتي تقدم فوائد دون الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم المصنعة.

وتسلط الدراسة الضوء على ضرورة اعتماد نظام غذائي غني بهذه الأطعمة الطبيعية للحد من عوامل الخطر القلبية الوعائية وتحسين الصحة العامة. لا يساعد هذا النهج في الوقاية من أمراض القلب فحسب، بل يعزز أيضًا الصحة العامة.

أطعمة تفيد صحة القلب

ليست كل الأطعمة لها تأثير سلبي على صحة القلب؛ في الواقع، يمكن للبعض حمايتها وتحسين أدائها. أبرزت دراسة جامعة هارفارد أنه بالإضافة إلى تجنب الأطعمة فائقة المعالجة، من الضروري دمج المنتجات التي تدعم نظام القلب والأوعية الدموية في النظام الغذائي.

ومن الأمثلة على ذلك البرقوق ، الذي يعتبر مصدرًا ممتازًا للألياف ومضادات الأكسدة والمواد المغذية الأساسية الأخرى. هذه المكونات لا تعمل على تحسين عملية الهضم فحسب، بل تساعد أيضًا في تقليل مستويات الكوليسترول ومحاربة الالتهابات، وهما عاملان يساهمان في ظهور أمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، فإن محتواه من مضادات الأكسدة يحمي خلايا الجسم من التلف الذي تسببه الجذور الحرة، مما يساعد في الحفاظ على القلب والأعضاء الأخرى في حالة جيدة.

ووفقا للدراسة، فإن دمج المزيد من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون في النظام الغذائي اليومي، لا يمكن أن يمنع مشاكل القلب والأوعية الدموية فحسب، بل يحسن أيضًا صحة العظام والجهاز الهضمي ، ويعزز الصحة العامة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: