حقق مسلسل «عمر أفندى» عند عرضه نجاحاً كبيراً، خصوصا أنه يناقش الحياة بين زمنين مختلفين يربط بينهما سرداب، فقد حاز على أعلى نسبة مشاهدة، سواء على الشاشة الصغيرة أم على المنصات، المسلسل بطولة أحمد حاتم وآية سماحة ومحمود حافظ ومحمد رضوان ورانيا يوسف ومحسن صبرى، ومحمد عبد العظيم، ومصطفى أبو سريع وميمى جمال، تأليف مصطفى حمدى، ومن إخراج عبد الرحمن أبو غزالة، وقد نال الفنان محمود حافظ إعجاب المشاهدين، من خلال تجسيده لشخصية «أباظة» فى المسلسل، وهو الشخص الاستغلالى خلال فترة الأربعينيات.
موضوعات مقترحة
بعد عرض المسلسل التقت «الأهرام العربى» الفنان محمود حافظ ليجيب عن أسئلتنا فى الحوار التالي.
< كيف وجدت رد فعل الجمهور على المسلسل؟
الحمد لله رب العالمين، فقد حقق المسلسل نسبة كبيرة من المتابعة بالنسبة للجمهور الذى أعجب به، وكانت مفاجأة بالنسبة لنا كصناع العمل، حيث كنا أثناء التصوير نتوقع النجاح، لكن لم نكن أبداً نتخيل أن يصل إلى كل هذا الكم من النجاح، خاصة أنه عرض «خارج الموسم» الدرامى الذى يتجمع فيه المشاهدون، لكن أعود وأقول إن لكل مجتهد نصيبا، فقد تعبنا أثناء التحضير والتصوير وبذلنا جميعاً أقصى جهدنا حتى يخرج العمل فى أفضل صورة ممكنة ويعجب الجمهور، وهو ما حدث بالفعل ونال إعجاب المشاهدين الذين ينادونى فى الشارع خلال الأيام الماضية باسم «أباظة».
< كيف جاء ترشيحك لدور أباظة فى المسلسل؟
الترشيح جاء عن طريق المخرج عبد الرحمن أبو غزالة الذى اتصل بى وقال عندى دور به تركيبة مختلفة تماماً، هو دور شرير لكن من نوعية الشر الظريف المحبوب، الذى كان يقدمه عادل أدهم ومحمود المليجى وتوفيق الدقن، بمعنى أن الدور شرير لكن الشخصية نفسها بها خفة ظل، الأحداث تدور بين الوقت الحالى وبداية الأربعينيات، وأريدك أنت أن تقوم بتجسيد تلك الشخصية.
< كيف كان استعدادك لشخصية أباظة فى العمل؟
عند قراءة السيناريو فى المرة الأولى دائما ما أقف على بعض النقاط، التى من الممكن أن تبقى دليلا بالنسبة لى أثناء الاستعداد، خاصة أن شخصية «أباظة» مركبة جدا،ً فهو نتاج أسرة مفككة، وكانت والدته تسير فى الطريق الخطأ، لذلك صنعت بداخله عقدة نفسية أفقدته الثقة فى النساء، وجعلت منه شخصا استغلاليا بدرجة غير طبيعية، فأصبح لا يرى إلا نفسه ومصلحته فقط، وهو يعمل فى مجال «الترفيه» وهذا المجال يريد إنسانا بلا قلب ولا يفكر في أن هذه الفتاة متعبة أو مريضة، وبالتالى يعود عليه المردود المادي، كل تلك النقاط وضعتها فى اعتبارى وأنا أستعد للشخصية من الداخل، لكن هناك أيضاً الشكل الخارجى للشخصية ويتمثل فى طريقة مشيته وأسلوب كلامه ونوعية ملابسه التى لابد أن تتماشى مع فترة الأربعينيات، ولا أخفيك سراً أننى جلست جلسات مطولة مع المخرج عبد الرحمن أبو غزالة، نتناقش فى كل التفصيلات التى من خلالها ستخرج الشخصية إلى النور، والحمد لله خرجت بشكل جيد والمشاهدون تقبلوها.
< المسلسل يحاكى زمنين فى غاية الأهمية ويحاول الربط بينهما.. كيف؟
فعلا المتعة الحقيقية فى العمل أن السيناريو، يخاطب فترتين فى تاريخ مصر فترة الأربعينات والزمن الحالي، لكن التركيز الأكثر كان على فترة الأربعينيات، والرابط الوحيد بينهما، هو «سرداب» يدخلك فى الزمن القديم أو يعود بك للزمن الحالي، وهذه النقطة رغم أنها أصابت المشاهد فى البداية بصدمة تغيير الزمن، فإنها كانت إحدى نقاط النجاح الأساسية فى العمل، لأن المشاهد يحب أن يرى الزمن الماضى وما حدث به وشكله وموسيقاه وتعاملاته وأسعاره وكيف كانت الحياة وقتها، لكن فى نفس الوقت هذا الربط بين الزمنين، يحتاج لمخرج واع، كى لا يفلت منه العيار، لأن بين الزمنين شعرة صغيرة جداً لابد من الحفاظ عليها، وهذا ما فعله المخرج عبد الرحمن أبو غزالة، وأقول لك سراً عندما تعاقدت على تصوير المسلسل، كان فى الأصل اسمه «السرداب» لكن تم تغيير الاسم لـ «عمر أفندي» بعد ذلك.
< ما أصعب أيام التصوير بالنسبة لك فى مسلسل «عمر أفندي»؟
بالنسبة لى أصعب يوم فى أيام التصوير هو اليوم الأول، فـرغم أنى قمت بدراسة الشخصية وأنهيت الاستعداد لها على الورق وأصبحت جاهزاً تماماً، فإن اليوم الأول داخل الاستديو كان صعبا جداً، لأنى أحاول أن أدخل فى الشخصية وأمتلكها تماماً فى مواجهة الزملاء الذين يؤدون الشخصيات الأخرى، فمهما كانت درجة استعدادك إلا أن التصوير يحتاج لـكيمياء بينك وبين الشخصية التى تجسدها وبينك وبين الفنان الذى يقف فى مواجهتك، لذلك اليوم الأول يكون أصعب الأيام وأظل هكذا طوال اليوم حتى فى أوقات الاستراحة، فأنا أفكر فى دورى ووجود مدخل صحيح له وأيضاً أفكر فى الجمهور وهل ممكن يتقبل تلك الشخصية بهذا الأداء أم أن هناك فجوة، فأقع فى حيرة كبيرة تجعل تفكيرى ثقيلاً بعض الشيء، لكن ما إن ينتهى اليوم الأول بسلام.
<كيف تغلبت على المود العام لفترة الأربعينيات التى تدور فيها الأحداث؟
كان أبى يعشق التاريخ فمنذ أن كنت صغيراً، كان يحكى لنا عن فترة الأربعينيات فى تاريخ مصر وما حدث فيها، وكيف انتشر وباء الكوليرا فى تلك الفترة والتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، خاصة أن هذه الفترة تحديداً شهدت أحداثا سياسية متغيرة وصعبة جداً، ففى بداية الأربعينيات كانت الحرب العالمية الثانية على أشدها، وكانت هناك مقاومة وكان هناك أيضا بعض الذين يتعاملون مع الإنجليز، ويحققون أرباحاً طائلة بصرف النظر عن أن ذلك ليس فى صالح البلد من عدمه، لأنهم أصحاب مصالح ولا يهمهم أى شيء آخر، ومن شدة حبى لتلك الفترة التى كان يحكيها والدي، شاهدت أثناء التحضير للعمل عددا كبيرا من أفلام الأبيض والأسود التى تناقش تلك الفترة، حتى أتعرف على كيفية الحياة وقتها، لذلك دخلت إلى التصوير وأنا متشبع بكل التفاصيل الكبيرة والصغيرة التى تحتاجها شخصية «أباظة».
< ما أهم مشهد عملت له حساباً قبل التصوير؟
بالنسبة لشخصية أباظة كل المشاهد تعتبر صعبة، لكن هناك مشهدا بينى وبين الفنان محمد رضوان الذى جسد شخصية «شلهوب» الجواهرجى اليهودى الذى يعمل فى كل الاتجاهات طالما ذلك يصب فى مصلحته، هذا المشهد كان عندما ذهب له «عمر أفندي» كى يبيع الذهب ويسدد ديون حبيبته لصالح «أباظة»، هذا المشهد لم يكن صعباً لكنه كان «قذرا» لأنه بين شخصيتين أسوأ من بعض، فرغم سواد شخصية أباظة من الداخل وإعلانه أنه يتحالف مع الشيطان لمصلحته، فإن شخصية «شلهوب» كانت أسوأ منه بكثير لأن «أباظة» واضح، أما شلهوب فهو يظهر الحب والهدوء فى التعامل، لكنه إنسان عنيف، ويسعى لأن يدهس العالم كله فى مقابل المال، فكان الحوار بين الاثنين صعبا جداً وهما يتفقان على سرقة «عمر أفندي» وبعد أن تمت السرقة كان تقسيم الغنيمة بين الاثنين على أسوأ ما يكون.
< هل انتهى المسلسل تماماً أم أن هناك جزءا ثانيا سوف يقدم قريبا؟
علمت أخيراً أن العمل له جزء ثان سوف يتم تصويره لكن ليس الآن، من الممكن أن يكون بعد رمضان المقبل، لكن ليست لدى فكرة عن الأحداث التى سوف يناقشها.
< ما الجديد عندك فى الفترة المقبلة؟
أصور هذا الأسبوع فيلما بعنوان «موسم حصاد الكاكا» وهو بطولة جماعية يشاركنى فيها محمد ثروت وحمزة العيلى وممثل إسبانى اسمه «إنريكى أرسي» وسامى مغاوري، تأليف محمد عماد ومن إخراج معتز حسام.