Close ad

تحصد جوائز فى المهرجانات العالمية ومحليا تعيش أزمة.. السينما المصرية أمام تحدى شباك التذاكر

29-9-2024 | 03:50
تحصد جوائز فى المهرجانات العالمية ومحليا تعيش أزمة السينما المصرية أمام تحدى شباك التذاكرالسينما المصرية
ريم عزمى
الأهرام العربي نقلاً عن

كثيرة هى الأفلام المصرية التى ذهبت إلى العالمية وشاركت فى مهرجانات دولية، وفازت بجوائز عديدة، وهو ما يشير إلى الإمكانات الضخمة والمتوافرة لدى صناع السينما المصرية، من نجوم على قدر كبير من الموهبة ودعم كبير لعملية الإنتاج. لكن على المستوى المحلى، نجد قليلا جدًا تلك الأفلام التى تحقق جماهيرية كبيرة ويتسابق عليها المشاهدون أمام دور السينما.

موضوعات مقترحة

وبشكل عام تعتبر الأفلام المصرية التى نجحت على المستويين، (الأرباح والنقاد) نادرة، وطالما واجهت صناعة السينما فى مصر إشكالية مع إنتاج الأفلام، ففى الغالب إما أن يكون الفيلم تجاريا، بتوليفة ربما تكون سطحية تعجب الجماهير العريضة، وإما أن يكون عميقا ويعتمد على الفن الحقيقى ليليق بالتقديم فى المهرجانات المحلية والدولية.

طالما أحب المصريون السينما وأطلقوا عليها «سيما»، وبدأت أول العروض فى مصر تزامنا مع أوروبا فى نهاية القرن التاسع عشر، وبدأ الإنتاج المصرى مع بداية القرن العشرين، وتفردت بهذه الصناعة وسط العالمين العربى والإفريقى، وحققت السينما المصرية نجاحات كبيرة حتى نالت لقب «هوليوود الشرق». 

وذهبت أعمال فنية للاحتفاء بهذا الولع بالسينما مثل أفلام: «سكوت هنصور» و«بحب السيما» و«بلاش تبوسنى» وغيرها، كذلك أغنية «100 سنة سينما» و«على باب السيما»، حتى إن الفنان التشكيلى عادل السيوى، قدم مجموعة من عمالقة التمثيل مثل: يوسف وهبى وعبد الفتاح القصر وليلى مراد فى معرضه «نجوم عمرى»، الذى تناول فيه أيقونات مصرية فى مجالات مختلفة.

يمكن اعتبار السينما نوعا من أنواع حلم يقظة، والانتقال من حالة إلى حالة، وإعطاء الأمل، ومرت السينما بمراحل مختلفة واشتهرت فى فترة الثمانينيات بموجة الواقعية الجديدة، التى تعتمد على أفكار جادة وإنتاج اقتصادى إلى حد ما، وشارك فيها كبار النجوم وعلى رأسهم سندريلا الشاشة الراحلة سعاد حسنى، وأبرز الأعمال من هذه النوعية فيلم «أهل القمة» من إخراج على بدرخان، ومنها ما حقق نجاحات فى شباك التذاكر ومنها ما حقق نجاحات فى المهرجانات السينمائية فى الداخل والخارج، ومن أشهر مخرجيها: الراحل عاطف الطيب والراحل محمد خان وخيرى بشارة، وغيرهم. وبالتوازى ظهرت أيضا موجة أفلام المقاولات التى اعتمدت على تكلفة رخيصة فى الميزانية ومخرجين متواضعين وسرعة فى التصوير وعرض فى دور السينما من درجات متدنية، على أمل المكسب السريع.

ويرى المتخصصون أن عملية تصنيف الأفلام المصرية التى تحقق أعلى الإيرادات، تحتاج لدقة بالغة وحسابات معينة، وقديما سمعنا عن الضجة التى أحدثها فيلم «خللى بالك من زوزو»، وفى الألفية شهدنا ظاهرة «اللمبى»، وأخيرا وجدنا مجموعة أفلام حققت نجاحات كبيرة جدا خلال الخمس سنوات الماضية، وبحسب أشهر المواقع الإلكترونية يتصدر فيلم «ولاد رزق ٣: القاضية» قائمة الأفلام الأعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية بأرباح قدرها 255 مليون جنيه، وهو من إنتاج 2024 وبطولة مجموعة من النجوم على رأسهم: أحمد عز وعمرو يوسف وكريم قاسم، وهو يجمع بين الحركة والمغامرات والكوميديا، وإن كان البعض أخذ عليه أنه ضمن سلسلة من الأعمال التى تروج للبلطجة، ويليه «بيت الروبى» إنتاج 2023 بطولة كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزبز، ثم فى المركز الثالث «كيرة والجن» إنتاج 2022 بطولة أحمد عز وكريم عبد العزيز.

وبرغم ذلك واجهت أفلام كثيرة أيضا خلال الفترة الأخيرة خسائر كبيرة، لأنها لم تتخط حاجز المليون جنيه! ويبدو لنا الرقم كبيرا، لكن الحقيقة أن الإنتاج نفسه أصبح مكلفا للغاية ويتجاوز الملايين! وبالنسبة للأفلام التى اهتمت بالمحتوى، لكنها لم تحقق بالضرورة شعبية نجد أن من أشهر الأفلام المصرية التى فازت بجوائز عالمية على مر التاريخ تلك التى أخرجها الراحل يوسف شاهين مثل: «إسكندرية ليه؟» و»المصير»و «الآخر»، ومنذ عدة سنوات انتعشت الأفلام التى تعرض فى الخارج، وحقق فيلم «ريش» من إخراج عمر الزهيرى نجاحا وفاز بجوائز عالمية.

وعموما هناك عدة عوامل عالمية أثرت سلبا على صناعة السينما وعزوف الجماهير عن الذهاب لدور العرض، منها نسخ الأفلام ونشرها عبر الإنترنت فور نزول الفيلم، وكذلك جائحة كوفيد -19 فيروس كورونا المستجد، وقلة المواهب فى مجال الكتابة والإخراج والتمثيل، حتى إننا شهدنا فى الداخل والخارج الاعتماد على تقديم السير الذاتية للمشاهير وإعادة إنتاج أفلام قديمة.

وبمرور الوقت زادت الفجوة بين الإنتاج الضخم الذى لا تقدر عليه سوى شركات كبرى وبين الأفلام المستقلة التى تعتمد على إمكانيات بسيطة ومنح من دول أخرى للمساعدة فى الإنتاج، وربما تلجأ لممثلين غير معروفين أو يمثلون لأول مرة ولا يمكنها المنافسة فى شباك التذاكر المحلى، وتسعى للخروج للعالمية لعلها تحقق صدى أو تقنتص جائزة للتاريخ، وبالفعل من هذه النوعية، أفلام حصدت الجوائز فى مهرجانات عالمية خلال العام الجارى، فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن» وهو من إنتاج مشترك: مصرى - تونسى سعودى - قطرى - فرنسى، للمخرج المصرى مراد مصطفى الذى عرض فى الدورة الثانية عشرة من مسابقة «فاينال كات» التى تقدم الدعم لأفلام إفريقيا والشرق الأوسط بمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى الذى أسدل عنه الستار خلال شهر سبتمبر الجارى، ولأول مرة تفوز مصر بجائزة الدعم الكبرى التى تُمنح لأفضل فيلم فى مرحلة ما بعد الإنتاج، بقيمة 5000 يورو. وهو أول عمل روائى طويل للمخرج، وتدور أحداث الفيلم حول ممرضة صومالية تبلغ من العمر 26 سنة اسمها عائشة، تعيش فى حى بالقاهرة يسكنه مهاجرون أفارقة، وبعد تورطها مع عصابة مصرية، تضطر إلى سرقة مرضاها المسنين وتنهار حياتها!

وقدم قبل ذلك المخرج فيلم «عيسى» والذى شاركت فى كتابة السيناريو معه سوسن يوسف، التى تعاونت معه أيضا فى فيلم عائشة، حول حادث عنيف، يحاول على إثره عيسى، المهاجر الإفريقى إلى مصر البالغ من العمر 17 سنة، أن يسابق الوقت لإنقاذ أحبائه مهما كلفه الأمر! واختير الفيلم للعرض فى أسبوع النقاد فى مهرجان كان السينمائى الدولى فى 2023 كجزء من مسابقة الأفلام القصيرة. ويواصل المخرج مراد مصطفى الحكى عن غير المصريين وتحديدا الأفارقة الذين يعيشون فى مصر، من خلال احتكاكه بهم، حيث يسكن فى منطقة شعبية تعتبر أكبر تجمع للأفارقة فى مصر.

وفى نفس المسابقة فاز فيلم عطر أبى أو «كولونيا»، من إنتاج مشترك: مصرى - نرويجى سعودى - قطرى - فرنسى، ومن إخراج محمد صيام وبطولة أحمد مالك وكامل الباشا ومايان السيد. وتدور أحداثه حول زيارة ابن لأبيه المريض بعد غياب طويل، ويتناول الفيلم الخلل والأسرار فى علاقتهما.

كذلك استطاع الفيلم المصرى «رفعت عينى للسما» الفوز بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقى بمهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته رقم 77.
 حافة الأحلام وترجمته بالعربية «رفعت عينى للسما» كتابة وإخراج وانتاج ندى رياض وأيمن الأمير. 

كما أعلنت الإدارة المنظمة لمهرجان الأطلس للفيلم الدولى فى دورته الثانية بالمغرب، فوز الفيلم المصرى الوثائقى الطويل «ممكن نتوه» بجائزة أفضل إخراج لمخرجة الفيلم منار الزهيرى.
وحظى الفيلم خلال الفترة الأخيرة بالمشاركة فى عدة مهرجانات سينمائية، وصلت إلى 12 مهرجانا، كان من بينها مهرجان الإمارات للأفلام.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة