أصبحت عملية البحث على شبكة الإنترنت، عن اسم نجمة الغناء الأمريكية تايلور سويفت، تعنى بطريقة آلية تأييدها لنائب الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن، ومرشحة الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس، وتقام الانتخابات فى 5 نوفمبر المقبل! ووصفت بعض وسائل الإعلام، المشهد أن "جيش سويفت"، على أهبة الاستعداد وكأنها معركة حقيقية!
موضوعات مقترحة
ويشتهر مؤيدو تايلور، سويفت عبر الإنترنت، بكونهم مخلصين لها مهما كلف الأمر، ما يعنى حشد عدد لا بأس به من الناخبين، وفي منشور لها على موقع التواصل الاجتماعى إنستجرام، وهى إحدى أشهر أيقونات الثقافة الشعبية فى أمريكا، وتحظى بمتابعة هائلة فى جميع أنحاء العالم، وضعت صورتها مع قطتها الأليفة وأعلنت تأييدها لهاريس، وقالت تايلور سويفت إنها ستصوت لها، وكتبت لمتابعيها البالغ عددهم 283 مليونا "مثلى كمثل العديد منكم، شاهدت المناظرة الليلة، سأدلى بصوتى لكامالا هاريس، وتيم والز فى الانتخابات الرئاسية لسنة 2024. سأصوت لصالحها، لأنها تناضل من أجل الحقوق والقضايا، التى أعتقد أنها بحاجة إلى محارب للدفاع عنها".
هى لا شك أنها دعاية براقة، وشكل البريق "جلامر" واختصارها "جلام" جزء مهم من الثقافة الأمريكية فى القرن العشرين، وامتدت لتندمج مع فكرة المجتمع "كوميونتى"، حيث تتشارك مجموعة القيم المتشابهة، ويعتمد البريق على التباهى، ولن يجد الأمريكيون خيرا من منظومة الترفيه، خصوصا فى هوليوود لكى تكون واجهة لهذا البريق!
سويفت والتبرعات
نشرت شبكة "بى. بى. سى" الإخبارية البريطانية، على موقعها الإلكترونى على لسان إيرين كيم، المديرة التنفيذية لحملة "سويفتيز من أجل كامالا"، المأخوذة من اسم سويفت، تصريحات متفائلة بالنسبة لمؤيدى هاريس، قائلة إن "سويفتيز يمكن أن تساعد فى فوز كامالا هاريس بالتصويت، وأعلنت تايلور سويفت للتو عن دعمها لكامالا هاريس، لكن هاريس لا تسعى للحصول على تصويتها فقط، بل تسعى للحصول على ملايين من معجبيها"!
ويتحرك قطاع من محبى سويفت، جنبا إلى جنب مع قطاع من داعمى هاريس، وقاموا بإنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعى، وصنع الميمات، والمونتاجات، ونشرات إخبارية، كل ذلك في محاولة لمساعدة مرشحتهم المفضلة على الفوز فى الانتخابات، ومن وجهة نظر كيم فعندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعى، يُعتبر مؤيدو تايلور سويفت قادة المجموعة، كما تقول إن الولايات المتحدة تريد أن ترى أول رئيسة لها"، كما تعتقد أن كامالا هاريس "ستحمى حقوقنا وحقوق أصدقائنا وأفراد عائلتنا".
ومع أكثر من 3500 متطوع، تبدو الحملة مخضرمة سياسيا، فقد جمعت المجموعة أكثر من 165 ألف دولار، منذ بدأت فى جمع التبرعات فى أول أغسطس الماضى، لكن كيم تقول إنها لم تشارك قط فى حملات سياسية مثل هذه من قبل، وتعتقد أن الجميع اجتمعوا بطريقة "طبيعية"، وأنهم يستخدمون المهارات التى تقول إنهم طوروها من خلال وضع إستراتيجيات لشراء تذاكر جولة "إيراس"، التى نفدت تذاكرها وبيع البضائع مثل تسجيلات تايلور سويفت الموقعة - لمحاولة التأثير فى الانتخابات.
هاريس والشباب
ولدت تايلور سويفت فى 1989، فى ويست ريدينج بولاية بنسلفانيا الأمريكية، فى أسرة تميل للفن والأعمال فسميت تايلور، تيمنا باسم المغنى، وكاتب الأغانى جيمس تايلور، كان والدها، سكوت كينجسلى سويفت سمسارا للأوراق المالية، وعملت والدتها أندريا جاردنر سويفت كمديرة تسويق لصندوق استثمارى مشترك لفترة وجيزة، وشقيق سويفت الأصغر، أوستن يعمل ممثلا، وكانت جدتهما لأمهما، مارجورى فينلى مغنية أوبرا، وغناؤها فى الكنيسة هو أحد أقدم ذكريات سويفت الموسيقية التى شكلت حياتها المهنية، وتنحدر سويفت من أصول أسكتلندية وإنجليزية وألمانية وإيطالية وأيرلندية.
كما انضمت الممثلة إميلي زيلبر، وهى من مواليد 2002، وممثل ولاية تينيسى جاستن جونز من مواليد 1995، إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس، وهى تصعد على المسرح فى كلية تشارلستون فى تشارلستون بولاية ساوث كارولينا الأمريكية، الشهر الماضى كجزء من جولتها "الكفاح من أجل حرياتنا" فى الحرم الجامعى فى جميع أنحاء البلاد.
ونلاحظ أنه برغم فارق السن، بين هؤلاء النجوم ومحبيهم وبين هاريس واختلاف الأعراق والثقافات، فإننا نجدهم ربما أقرب لهاريس منهم لمنافسها المرشح الجمهورى دونالد ترامب، الذى أعلن فورا أنه لا يحب تايلور سويفت! وتحدثت وسائل الإعلام العالمية بالفعل عن شعبية كل من سويفت وهاريس وسط "جيل زد"، وهناك تقسيمات خاصة للأجيال الغرب بخلاف العرق والثقافة واللغة، حيث تنتمى سويفت رسميا لـ"جيل واى"، لكن تحظى أغانيها بشعبية كبيرة، وسط الجيل التالى لها "جيل زد" أو "جين زد" وهى اختصار لكلمة جينيريشن، أى جيل بالإنجليزية والزد نسبة للحرف الأخير فى الأبجدية اللاتينية، وذلك يرجع للرسالة المهمة التى تنقلها، وقد بدأت كمغنية ريفية بألبومها الأول، ومع ذلك، مع تقدمها فى السن، وتنوعها أكثر فيما يتعلق باختياراتها الموسيقية، بدأت فى كتابة المزيد من الأغانى ذات نمط البوب، والذى لا يزال النوع الرئيسى، من الموسيقى التى تحبها الأجيال حتى اليوم، وكلمات أغانيها، التى تتراوح بين استخدام الكلمات الدلالية وكتابة العبارات المؤلمة، ليست سوى بعض الطرق التى تدمج بها كلمات فريدة فى موسيقاها.
وبالفعل رصدت دراسة جديدة، أصدرها مركز العلماء ورواة القصص بجامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس، أن جيل زد الذى يتابع السياسة والإعلام يميل نحو كامالا هاريس، ويستشهد الناخبون الشباب بنبرة هاريس وجوهرها، أكثر من العرق أو العرقية أو الجنس، وقال النائب ماكسويل فروست، وهو ديمقراطى من ولاية فلوريدا، البالغ من العمر 26 سنة، وهو أول عضو فى الكونجرس من جيل زد، وفقا لمعظم المقاييس "هذا هو الجيل الأكثر نشاطا سياسيا من الشباب فى بلدنا، وبالتالى لا نحتاج إلى أن يُقال لنا ما الذي يجب أن نهتم به"وأضاف"، نريد أن نشعر بالتصديق على مخاوفنا، ونريد أن نرى قادتنا يقدمون خطة حول كيفية إصلاحها".
وتحفز هاريس الناخبين من صغار السن، فقال ما يقرب من نصف المشاركين من الجيل زد، فى دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس، إنهم لم يكونوا متحمسين للتصويت على الإطلاق فى الانتخابات الرئاسية لعام 2024، قبل ترشيح كامالا هاريس. ويقول ثلث هذه المجموعة الآن، إنهم متحمسون للتصويت لهاريس، إن الناخبين الذين يتابعون الأخبار يفضلون هاريس، حيث أشار أكثر من نصف المشاركين من جيل زد الذين يتابعون الأخبار، إلى أنهم سيصوتون لهاريس، ويقضى الشباب اليوم وقتا طويلا فى استخدام الإنترنت، ويبدو أن استهلاكهم لوسائل الإعلام، له تأثير على آرائهم السياسية واحتمالات التصويت.
في حين أنه من الصعب تعميم جيل بأكمله، فإن الجيل زد، يميل إلى العيش بشكل أبطأ من الأجيال السابقة، ويكون أكثر تحفظا فى المخاطرة ويميل إلى الاهتمام بالمستقبل، ويخلفه جيل ألفا المأخوذ من أول حرف فى الأبجدية اليونانية جيل زد، ويرى الباحثون ووسائل الإعلام الشعبية، أن جيل ألفا هو أول جيل يولد بالكامل فى القرن الحادى والعشرين، وغالبا يعتبر بداية من 2015، ولو قسناه على العالم فكان هناك نحو مليونى ونصف المليون شخص، يولدون كل أسبوع فى جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد الجيل ألفا، إلى ما يقرب من مليارى شخص بحلول العام المقبل 2025، ومن المتوقع أيضا أن يليه جيل بيتا، وهو الحرف الثانى فى الأبجدية اليونانية من 2025 حتى 2039.