في إطار التطورات المتسارعة في الحرب والعدوان الإسرائيلي على لبنان، أعلن حزب الله عن مقتل حسن نصر الله الأمين العام للحزب، وأصبحت الأنظار تتجه نحو المرحلة المقبلة وما ستسفر عنه من تغييرات داخل التنظيم.
موضوعات مقترحة
يقدم محمد مرعي، كبير الباحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، تحليلاً شاملاً للأحداث الأخيرة وتأثيراتها المحتملة:
اغتيال حسن نصر الله:
أكد مرعي أن نجاح إسرائيل في اغتيال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بعد الضربة النوعية التي استهدفت مقر القيادة الرئيسي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، يشير إلى قدرة إسرائيل على تصفية كامل الكادر القيادي للحزب.. هذه الخطوة سيكون لها تداعيات كبيرة على أداء الحزب الميداني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد على جنوب لبنان.
تعزيز شعبية نتنياهو:
أشار مرعي إلى أن اغتيال نصر الله من المتوقع أن يعزز شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل تأييد كبير له من كتل المعارضة في الداخل. وقد وصف نتنياهو الحرب في الجبهة الشمالية بأنها حرب وجود بالنسبة لإسرائيل، مما قد يغير من موازين القوى في الشرق الأوسط.
اختراق استخباراتي:
اعتبر مرعي أن عمليات الاغتيال والهجمات الأخيرة تُظهر اختراقًا استخباراتيًا وأمنيًا كبيرًا للهيكل التنظيمي لحزب الله، مما يعني أن إسرائيل قد أنهت توازن الردع الذي أنشأه الحزب بعد حرب 2006. وقد يكون هدف نتنياهو الإستراتيجي هو استعادة قوة الردع الإسرائيلية في المنطقة.
تغييرات قيادية في الحزب:
لفت مرعي إلى أن بيان حزب الله الذي نعى فيه نصر الله سيعقبه بيان آخر يعلن عن الأمين العام الجديد للحزب، مع احتمال أن يكون نعيم قاسم أو هاشم صفي الدين، الأخير يعتبر الأقرب لخلافة نصر الله.
إعادة هيكلة التنظيم:
من المتوقع أن تشمل إعادة تشكيل الهيكل التنظيمي لحزب الله اختيار شخصيات قيادية جديدة لمناصب تنفيذية وميدانية، بعد تصفية القيادات السابقة.
استهداف القيادة الجديدة:
أشار مرعي إلى أن أي أمين عام جديد قد يكون هدفًا للاحتلال، حيث إن إسرائيل ستحاول القضاء على قدرات حزب الله ووقف تهديده.
الرد على العدوان:
رغم الضغوط، أكد مرعي أن حزب الله قد استمر في تنفيذ هجمات صاروخية على شمال إسرائيل، مما يشير إلى أن ضعف القيادة لا يعني فقدان القدرة على الرد.
استعدادات إسرائيل:
يبدو أن إسرائيل تتأهب لمواجهة طويلة قد تستمر لشهور في الجبهة الشمالية ومع باقي الجبهات المدعومة إيرانيا في سوريا واليمن والعراق، ومن المعطيات الحالية من المؤكد أن إسرائيل بصدد البدء بعملية برية في جنوب لبنان. وقد تتجاوز حدود هذا الاجتياح البري حدود نهر الليطاني لتصل حتى إلى الضاحية الجنوبية، لتنفذ فيها نفس استراتيجيات العمليات الميدانية التي طبقتها في غزة بهدف ضمان تقويض قدرات حرب الله.
السياسة الأمريكية:
اعتبر مرعي أن نتنياهو يستغل الانشغال الأمريكي بالانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد أسابيع، وأصبح لديه يقين أن إدارة بايدن لم ولن تمارس عليه أي ضغوط تعوق أهدافه الحالية في توسيع المواجهة في الجبهة الشمالية، لأن أي موقف من إدارة بايدن قد تدفع فاتورته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
الرهان على الموقف الدولي:
شدد مرعي على أهمية خلق موقف دولي قوي من فرنسا وأوروبا، نظرًا لمصالحهم التاريخية في لبنان، وفي ضوء أن المصالح الأوروبية ستتضرر بقوة في حال انتقل الصراع الحالي لحرب شاملة إقليمية .
الموقف الإيراني:
أخيراً، أشار مرعي إلى أن تصريحات خامنئي بعد الهجوم على الضاحية الجنوبية لا تعكس تغييرًا في الموقف الإيراني، حيث يبدو أن طهران تفضل عدم التصعيد المفتوح مع إسرائيل في الوقت الحاليفي ضوء أنها وصلت لقناعة أن هذه التصعيد سيكون له فاتورة كبيرة وقد يوظف نتنياهو الأمر لتوجيه ضربات ضد المشروع النووي الإيراني.