أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي، أن إسرائيل مثلها مثل باقي الدول عليها التزام لا لبث فيه بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي، ومحكمة العدل الدولية الصادرة منذ بداية الأزمة، وكذلك أحكام القانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب، مشددا على أن تلك القرارات والأحكام لم يطبق منها حتى الآن أي عواقب على إسرائيل، وهو الأمر الذي حدا بالرأي العام أن يصف ما يحدث بأنه نفاق دولي ومعايير مزدوجة يتم تطبيقها.
موضوعات مقترحة
وطالب بدر عبدالعاطي، خلال إلقاء كلمة مصر في مجلس الأمن، أن "نرفض بوضوح المبررات الواهية لاستمرار الحرب والعدوان الحالي"، أو الادعاءات الجوفاء التي تكررها سلطة الاحتلال الإسرائيلي عن الإجراءات التي اتخذتها لتخفيف من وطأة التداعيات الإنسانية، والتي ثبت مرارا عدم مصداقيتها، وخير دليل على ذلك هو المجاعة التي تتفاقم في غزة كما تخبرنا تقارير الأمم المتحدة.
وقال إن توقف تدفق المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البري هو نتيجة مباشرة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على كافة أرجاء القطاع، بما في ذلك الجانب الفلسطيني من المعبر، والتي سبق أن رفضتها مصر، وحذرت منها والتي تعد إمعانا في سياسات العقاب الجماعي التي تمارس بحق الفلسطينيين وخلق وضع على الأرض يجعل من العمل الإنساني بمثابة مهمة مستحيلة بل انتحارية، وبما يمثل تهديدا مباشرا لحياة العاملين بالمجال الإنساني، فيما نقدم خالص التعازي لشهداء العمل الإنساني من موظفي الأمم المتحدة وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وأضاف أن مواصلة العمل الإنساني مازال ممكنا إذا تحملت إسرائيل مسؤولياتها وانسحبت فورا من الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وقامت بتسليمه إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وفتح كافة المعابر الأخرى التي تحيط بغزة من الجانب الفلسطيني.
وتابع وزير الخارجية: أن ما تشهده فلسطين المحتلة ليس وليد الصدفة، وأن إسرائيل تدرك جيدا آثر ممارساتها على القطاع وتدرك آثار الاستيطان والهدم ومصادرة الأراضي والاقتحامات العسكرية اليومية لمدن الضفة الغربية، وهي كلها ممارسات لا تعدو كونها انعكاسا لسياسات لا تسعى سوى للقضاء على ما تبقى من فرص لحل الدولتين.
وأشار إلى أن مصر سوف تستمر في العمل بلا كلل لوقف الحرب ولضمان النفاذ الكامل والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى القطاع والعمل على استئناف عمل النافذة الأكثر تأثيرا لنفاذ تلك المساعدات، انطلاقا من واجبنا الإنساني تجاه شعب فلسطين الشقيق، وستستمر مصر في دعم الصمود الفلسطيني على أرضه بغزة والضفة والقدس أمام كل محاولات التهجير التي تمثل لنا خطًا أحمر لم نسمح بحدوثه، إلا أن مهمتنا لا تكلل بالنجاح ما لم يكن هناك دعم واضح وصريح من المجتمع الدولي دون مراوغات أو معايير مزدوجة.
وأردف: أن مجلس الأمن قادر على إحداث تغيير على الأرض إذا توافرت الإرادة السياسية وخلصت النوايا، فيما عرض وزير الخارجية تحديدا ماهية الدور الذي تضطلع إليه من مجلس الأمن الموقر باستخدام آلياته وأدواته الملزمة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الشرق الأوسط.