شارك الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، في الاجتماع رفيع المستوى حول "الثقة والحوكمة العالمية.. العمل المناخي وربط قمة الأمم المتحدة للمستقبل" بمؤتمر الأطراف COP29، الذي عُقد على هامش اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يومي 25 و26 سبتمبر الجاري في مدينة نيويورك، وحضره نخبة من صناع القرار والأكاديميين وخبراء البيئة، وممثلي منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وأخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وميغيل أنجيل موراتينوس، الممثل الأعلى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ومعالي مختار باباييف، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين؛ وزير البيئة والموارد الطبيعية في جمهورية أذربيجان.
موضوعات مقترحة
وخلال الجلسة الحوارية التي عُقدت بعنوان: "مؤتمر الأطراف COP29..معالجة العدالة والمساواة من أجل تقديم استجابة فعَّالة لأزمة المناخ"، أكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أنه مع تفاقم أزمة المناخ واستمرارها، أصبح واضحًا أن العبء يقع بشكل غير متناسب على سكان الأرض الأكثر ضعفًا، رغم أنهم الأقل إسهامًا في التغييرات المناخية، كما أن الافتقار إلى قوة صوتهم والتمثيل المناسب لهم في عمليات صنع القرار، يؤدي إلى سياسات لا تراعي احتياجاتهم وأولوياتهم، مشيرًا إلى أن العدالة والمساواة هما ركيزتان رئيسيتان لتقديم استجابة فعالة لأزمة المناخ، تضاف ذلك إلى الأهمية البالغة للإشكاليات التي يناقشها المشاركون في الاجتماع رفيع المستوى حول الثقة والحوكمة العالمية وير بين قمة الأمم المتحدة للمستقبل بمؤتمر الأطراف COP29.
وقال الأمين العام، إن التعاليم الدينية يمكن أن تلهم الأفراد للعمل على تحقيق قيم العدالة والتضامن، وتعزز قدرتهم على مواجهة الأزمات العالمية من خلال إيجاد حلول عادلة، مضيفًا: "بينما نواصل هذه الحوارات المهمة، نتذكر كلمات فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، الذي أشار إلى أن "تغير المناخ يُشكل تحديًا عالميًّا يتطلب استجابة مبنية على العدل والمساواة والتضامن"، فهذه الروح هي ما نحتاجه اليوم لتعزيز التزامنا ببناء مستقبل أكثر عدلًا واستدامة، كما أشار قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في رسالته العامة "كن مسبحًا"، إلى أننا لا نواجه أزمتين منفصلتين، بل أزمة واحدة مركبة اجتماعية وبيئية.
وأوضح سعادته أن مجلس حكماء المسلمين أطلق العديد من المبادرات الرائدة والاستثنائية لتفعيل دور قادة ورموز الأديان ضمن جهود العمل المناخي العالمي، بما في ذلك تنظيم القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أحل المناخ التي توجت بإطلاق وثيقة "نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك من أجل المناخ"، التي وقع عليها 30 من قادة ورموز الأديان، وبعثت بدعوة إلى صنَّاع القرار والسياسات لاتخاذ إجراءات فعالة وملموسة تعالج قضية التغير المناخي، كما دشن لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف جناح الأديان في COP28، الذي وفر منصة عالمية للنقاش وبلورة رؤية مشتركة للقيادات الدينية بضرورة استجابة المجتمع الدولي للتحديات البيئية الملحَّة، مشيرًا إلى أن جناح الأديان كان بمثابة شهادة قوية على قدرة المجتمعات الدينية والروحية المتنوعة على الاتحاد حول القيم المشتركة للرعاية البيئية والرحمة والعدالة، وتجاوز الحدود والثقافات والأيديولوجيات، وإلهام الناس لاتخاذ إجراءات فعَّالة للتصدي لأزمة المناخ.
واختتم الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين كلمته، معربًا عن شكره وتقديره لجمهورية أذربيجان وللرئيس إلهام علييف، على التزامه الكبير بإشراك الأديان وتفعيل صوتها في معالجة تحديات تغير المناخ خلال COP29، وأيضًا من خلال قمة قادة الأديان التي تُعقد يومي 5 و6 نوفمبر القادم في العاصمة الأذربيجانية باكو، والتي يليها إطلاق "جناح الأديان" في COP29، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ورئاسة مؤتمر الأطرافCOP29، ويعد امتدادًا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى من الجناح في COP28 بدبي العام الماضي.
جدير بالذكر، أن الاجتماع رفيع المستوى حول الثقة والحوكمة العالمية، العمل المناخي.. ربط قمة الأمم المتحدة للمستقبل بمؤتمر الأطراف COP29، استضاف سلسلة من الجلسات، تناولت عددًا من القضايا والتحديات بما في ذلك سبل إعادة تنظيم الحوكمة العالمية، وكيفية ترجمة ميثاق المستقبل إلى عمل يحدث التقدم الجذري والمنشود، وآليات التعامل مع الهجرة، ومعالجة النزوح في أوقات الأزمات المتعددة، والتمويل المناخي الفجوات والفرص، والإجراءات الواجب اتخاذها لتعفيل دور المرأة في نظام العمل المتعدد الأطراف.
جانب من الاجتماع