مشروعات عديدة شهدتها محافظة الإسكندرية خلال السنوات العشر الأخيرة، بهدف أحياء عدد من المناطق السياحية وإعادتها إلى الخريطة السياحية العالمية مجددا ولتنفض غبار الزمن عن مناطق ظلت لعقود طويلة مهملة.
موضوعات مقترحة
مشروعات تعيد الإسكندرية إلى خارطة المدن السياحية في اليوم العالمي للسياحة
حدائق المنتزه تعود إلى خارطة السياحة العالمية
على مدار السنوات الماضية، ظلت حدائق قصر المنتزه التاريخية التي يزيد مساحتها عن 375 فدانًا- رغم القصور العريقة والموقع الجغرافي- خارج خارطة السياحة العالمية، حيث تسبب غياب الصيانة لسنوات، في تدهور الحالة الإنشائية لبعض الكبائن التي تتوزع بطول شواطئ حدائق المنتزه، ما يشكل الانتفاع بها خطر داهم ومحقق لكافة مرتاديها.
وعلى أيدي أشهر بيوت الخبرة العالمية، وبتوجيهات من القيادة السياسية خضعت حدائق المنتزه الملكية في الإسكندرية لأكبر عملية تطوير وتجميل في تاريخها – تشبه خطة الإنقاذ-من أجل وضعها على خارطة المقاصد السياحية العالمية، على أن يراعى الحفاظ على الطابع المعماري والتراثي للحدائق لتعود إلى خارطة السياحة العالمية مجددا.
مشروعات تعيد الإسكندرية إلى خارطة المدن السياحية في اليوم العالمي للسياحة
وبدأ مشروع تطوير حدائق قصر المنتزه في أغسطس 2020 بصدور قرار رئاسي بتحويل المنتزه لوجهة سياحية عالمية لتكون أكبر حديقة ساحلية على حوض البحر المتوسط لخدمة 5 ملايين سائح مصري وأجنبي سنويًا.
وشمل المشروع زيادة عدد الوحدات الفندقية من 225 إلى 926 وحدة موزعة بين "قصر السلاملك - فندق خمس نجوم – فندق أربع نجوم – فندق فلسطين، ما يسهم في خدمة السياحة، وتنفيذ 4 بحيرات صناعية يربط بينها 3 شلالات من الأحجار الطبيعية على مساحة 31 ألف متر مربع وتعتبر رئة جديدة للزوار وعامل جذب إضافي، بالإضافة إلى عمل البحيرة كخزان مياه لري حدائق قصر المنتزه بطاقة إجمالية 20 ألف متر3/يوم.
مشروعات تعيد الإسكندرية إلى خارطة المدن السياحية في اليوم العالمي للسياحة
وجرى رفع كفاءة البوابات والأسوار بإجمالي 2600 متر، بالإضافة إلى المنشآت المحيطة منها "طاحونة الهواء وصهريج المياه وبرج الساعة" وإعادتهم بنفس آلية عملهم القديمة.
كما جرى إنشاء 31 كابينة لهواة التخييم بالغابات الساحلية، وترميم قصر السلاملك تحت إشراف وزارة الآثار وإعادة افتتاح غرفة الملك والمطعم الأزرق والأجنحة الملكية بالإضافة إلى خدمات القصر مثل "النادي الصحي والقاعات المتعددة الأغراض والمطاعم".
مشروعات تعيد الإسكندرية إلى خارطة المدن السياحية في اليوم العالمي للسياحة
وشمل المشروع رفع كفاءة الكورنيش "الممشى الأزرق" الممتد بطول 5 كيلومترات، وإعادة تأهيل المنشآت الملحقة بجزيرة الشاي منها "كشك الشاي والأحواض السمكية وفنار المنتزه".
حدائق انطونيادس تدخل التاريخ من جديد
وتعتبر حدائق وقصر أنطونيادس واحدة من أقدم الحدائق التاريخية القديمة في العالم حيث يرجع بعض المؤرخين تاريخ إنشائها إلي الفترة البطلمية في مصر والتي كانت ضمن ضاحية إيلوزيس أو ما يعرف بـ"جنات النعيم"، وهي أقدم حدائق مدينة الإسكندرية في مصر.
مشروعات تعيد الإسكندرية إلى خارطة المدن السياحية في اليوم العالمي للسياحة
وعلى مدار تاريخها انتقلت ملكية الحدائق بين عدد كبير من الأشخاص وفي القرن التاسع عشر كانت ملكا لأحد الأثرياء اليونانيين وكانت تعرف باسمه "حدائق باستيريه" حتى تملكها محمد علي باشا وأقام قصرا له بها وصولًا إلى الخديو إسماعيل الذي أمر الفنان الفرنسي "بول ريشار" بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس.
ولاحقا انتقلت ملكية القصر والحدائق إلى أحد الأثرياء اليونانيين وهو البارون جون أنطونيادس، والذي سميت الحدائق باسمه لاحقًا، وأهدى ابنه أنطوني الحدائق إلى بلدية الإسكندرية في عام 1918 ميلادية، تنفيذًا لوصية والده.
مشروعات تعيد الإسكندرية إلى خارطة المدن السياحية في اليوم العالمي للسياحة
وتقع حدائق أنطونيادس على مساحة 96 فدانًا، وتتكون عن 3 حدائق "الورد، النزهة، أنطونيادس"، وتضم أكثر من 38 شجرة نادرة لا مثيل لها في العالم بعضها يتراوح أعمارها بين 300 إلى 500 سنة.
تضمن مشروع التطوير الحديقة تنظيف وتطهير الحديقة من مخلفات الأشجار والقمامة التي تراكمت خلال الفترات الماضية، فضلًا عن تقليم الأشجار وإعادة تشكيلها، كما تشمل ترميم البوابة الرئيسية للحديقة والبوابة الأثرية المطلة على طريق المحمودية، ليصل عدد البوابات التي سيتم إنشاؤها من جديد 3 بوابات بالإضافة إلى البوابة الأثرية.
وجرى خلال المشروع ترميم كافة التماثيل لتأثرها بعوامل التعرية والرطوبة، وتم إعادة وضعها في أماكنها داخل الحديقة مرة أخرى وذلك من خلال فرق متخصصة من كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية.
مشروعات تعيد الإسكندرية إلى خارطة المدن السياحية في اليوم العالمي للسياحة
ممشى سياحي على غرار ستانلي
وعلى غرار كوبري ستانلي الشهير، جرى ضمن مشروع نفق وكوبري وممشى السادات بكورنيش البحر عند منطقة ميامي، إنشاء ممشى سياحي يتخذ نفس التصميم المعماري المميز لكوبري ستانلي، بطول يبلغ 250 مترا، وعرض 6 أمتار، بارتفاع من 5 إلى 8 أمتار من سطح البحر والأسوار الجديدة الملحقة به تم مراعاة استدامتها حيث صُممت بنوع جديد من الخرسانة المزودة بالفيبر لحمايتها من الصدأ، وبه 38 عامودا ديكوريا للإضاءة، وذلك كله بهدف تشجيع مواطني الإسكندرية على التريض والتنزه.
وقبل عام انتهت الأجهزة التنفيذية من مشروع نفق وكوبري وممشى السادات والذي بدأ تشغيله ودخوله الخدمة بداية من الموسم الصيفي الماضي، لإنهاء أزمات مرورية حادة لطالما شهدها طريق الكورنيش في تلك المنطقة السياحية والحيوية على مدار عقود.
ويعد المشروع هو ثاني أكبر المشروعات المرورية في الإسكندرية التي تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة لحل مشكلة الاختناق المرورى المزمنة التي ظلت تعاني منها منطقة شرق محافظة الإسكندرية لسنوات عديدة بعد مشروع محور المحمودية.
مشروعات تعيد الإسكندرية إلى خارطة المدن السياحية في اليوم العالمي للسياحة
وعلى قدم وساق تواصل الأجهزة التنفيذية وضع اللمسات الأخيرة على مشروع التوسعة الجديدة لطريق الكورنيش والتي تتم بطول 4.4 كيلو متر بخلاف منطقة نفق وكباري السادات بطول 600 متر، وذلك لحل مشكلات التكدس المروري وخدمة المشروعات السياحية بكل من المنتزه والمعمورة وأيضا مدينة أبو قير الجديدة.
وتبدأ أعمال التوسعة من منطقة المنتزه وحتى المحروسة لتشمل 5 حارات لكل اتجاه بعرض 35 مترا، ويتزامن ذلك مع أعمال الحماية البحرية التي تقوم بها هيئة حماية الشواطئ داخل البحر، بالإضافة إلى 2 متر رصيف مشاة على الجانبين بطول 600 متر تقريبا.
واختارت منظمة السياحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة يوم 27 سبتمبر من كل عام يومًا عالميًا للاحتفال بالسياحة، وذلك منذ عام 1980، وهو اليوم الذي يوافق تاريخ اعتماد النظام الأساسي للمنظمة في 27 سبتمبر عام 1970.
وتعقد فعاليات يوم السياحة العالمي لعام 2024 تحت عنوان «السياحة والسلام»، وذلك في مدينة تبليسي بدولة جورجيا؛ حيث تقام العديد من الاحتفالات والفعاليات؛ للتوعية بأهمية السياحة وتأثيرها على القيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية عالميا، فضلا عن تسليط الضوء على مساهمة قطاع السياحة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.