في اليوم العالمي للسياحة.. سوهاج مزيج من مقومات السياحة الدينية والأثرية | صور

سوهاج واحدة من محافظات صعيد مصر، التي تتميز بمقومات سياحية عديدة، تتنوع بين السياحة الثقافية والعلاجية والتراثية والدينية والأثرية والروحية؛ حيث تحتوي على عدد كبير من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى مختلف الحقب التاريخية.

منطقة أبيدوس الأثرية

واحدة من أهم المناطق السياحية الأثرية هي منطقة أبيدوس المعروفة بـ«عرابة أبيدوس»، وتقع على بعد كيلو مترات من مدينة البلينا، التي تبعد عن مدينة سوهاج حوالى ٦٠ كم غرب النيل.

وترجع أهميتها إلى أنها كانت المركز الرئيسي لعبادة الإله أوزوريس، وقد تم اكتشاف مجموعة مقابر نسبت إلى ملوك الأسرتين الأولى والثانية، وتم لأول مرة الكشف عن جبانة كاملة من العصر البطلمي للإله حورس (الصقر)، أحد الثالوث المصرى القديم والذى قُدس وعُبد في أبيدوس.

وكشفت بعثة المجلس الأعلى للآثار في أبيدوس عن دفنات داخلها توابيت بيضاوية كبيرة الحجم من الفخار وبداخلها طيور الصقر محنطة بلفائف من الكتان، وعدد من البيض السليم لهذه الطيور، وجُعران يدفع أمامه واحدة من بيض هذه الطيور، ويمثل ذلك قصة الخلق، وتمثال من البرونز للإله حورس.

معالم مدينة أبيدوس

وأهم المعالم في منطقة أبيدوس معبد سيتي الأول (والد رمسيس الثاني أعظم قائد عسكري في التاريخ)، الذى تم بناؤه تخليدا لذكرى الملك سيتي الأول، حيث يصور هذا الملك على جدران المعبد وهو في علاقاته المختلفة مع الآلهة.

وملحق بهذا المعبد مقبرة رمزية تعرف باسم أوزيرون، يحتوى المعبد على القائمة الشهيرة الخاصة بملوك مصر منذ تولى مينا وحتى عصر سيتى الأول، والمسماة بقائمة أبيدوس، فضلا عن أنه المعبد الوحيد الذى لا يزال يحتفظ بسقفه الأصلى حتى الآن.

ومنطقة الأوزريون التي تقع خلف معبد سيتب الأول على بعد 9 أمتار إلى الغرب، ويشبه معبد الوادي للملك خفرع، تحتوى جدرانه على نصوص من كتاب "البوابات" تقع على الجدار الأيمن، ونصوص من كتاب "ما هو موجود في العالم الآخر" على الجدار الأيسر، كما تحتوى أبيدوس على معبد رمسيس الثانى، الذى يقع إلى الشمال من معبد سيتى الأول، ولم يبقى من جدرانه إلا القليل، إلا أنه يحفظ لنا بعض المناظر الحية بألوانها الزاهية (تفاصيل معركة قادش التي انتصر فيها رمسيس الثاني على الحيثيين).

منطقة أخميم

احتلت منطقة أخميم مكانة مهمة في الحضارة المصرية كانت خلالها عاصمة للإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا، وزادت قيمتها لوجودها بالقرب من أبيدوس، أحدي المناطق الرئيسية للحجٍ في الحياة والموت للإنسان المصري القديم، واكتشفت حولها عدداً من المقابر الآثرية بالغة الأهمية علي مدار 3200 سنة.

وأخميم تحرس في صمت عجيب جزءاً مهماً من تاريخ مصر القديمة ولا تبوح حتي بأسرارها الدينية وطقوسها القديمة التي عاشت عليها نحو 200 عام، وأبت إلا تكتم في رحمها وتحت مقابرها حكايات لا يعرفها أحد عن إنسان ما قبل التاريخ وحياة العائلات الملكية الكهنة ووزراء الأسرة التاسعة عشرة المصرية القديمة، التي عاشت بها وقصة خروج والدة إخناتون والملكة هاى والملكة نفرتيتي منها، حتي فجر إكتشاف أهم مرسوم ملكي بها والذي يشبه حجر رشيد لوجود نصوص مهمة عليه باللغة الهيروغليفية.

وتضم منطقة أخميم معبد رمسيس الثاني، وقد عثر له علي أربعة تماثيل، اثنين منها لرمسيس وتمثال لابنته "ميرت آمون" الزوجة الملكة ويبلغ طوله 11 مترا، وهو أطول تمثال لملكة متوجه كما وجد تمثال لامرأة من العصر البطلمي، ومقابر الحواويش، التي تقع علي بعد 3 كم شرقي أخميم، وهي عبارة عن عدة جبانات علي حافة الهضبة، توجد بها مقابر منحوتة في الصخر، علي جدرانها نقوش ورسوم ملونه وترجع إلي عصر الدولتين القديمة والوسطى وعصر بداية الأسرات.

كما يوجد بها مقابر السلاموني، التى تقع في الجانب الشرقي من الصحراء وهي عبارة عن جبانه ضخمة موجودة في أعلي قمة الجبل، وتوجد علي جدران مقابرها نقوش جميلة يمتزج فيها الفن المصري بالفن الإغريقي، بالإضاقة إلى وادي بئر العين، ويقع هذا الوادي بين جبل الحواويش وجبل السلامون، وتوجد به بئر عتيقه تكتسب قداسة خاصة، حتي ساد الاعتقاد عند أهل المنطقة أن الشرب من مياهها يساعد علي الإنجاب. ويمكن اعتبارها كأحد اماكن السياحة العلاجية في سوهاج.

 

يُعد متحف سوهاج القومي من أكبر المتاحف الإقليمية في مصر، والواجهة الحضارية لمحافظة سوهاج، بموقعه المتميز، ليضم المقتنيات الأثرية التي تُستخرج من أرضها خاصة بعد الكشف الأثري الضخم لمقبرة مريت آمون عام 1982، ويقع على مساحة 950 مترا بمسطح 6500 متر مربع، ويضم 6 قاعات للعرض ونحو ألف قطعة أثرية.

وتم بناء المتحف على بدروم ودور أرضي، وبدأ العمل فيه عام 1993 وتوقف عام 1996، وتم استئناف العمل به في منتصف عام 2016، وأفتتح في 12 أغسطس 2018، ويضم مجموعة من القطع الأثرية تُلقي الضوء على عدة موضوعات منها ملوك وشخصيات، الأسرة والوضع الاجتماعي، المطبخ المصري القديم، الحرف والصناعات، النسيج، التراث، ورحلة الحج عبر العصور، ومن أبرز القطع الأثرية التي يتم عرضها تمثال من الجرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني من عصر الأسرة التاسعة عشر، وجزء من مقبرة وني حاكم أبيدوس والقائد الأعلى للجيش من عصر الأسرة السادسة، ومفتاح دير الأنبا شنودة بسوهاج (الدير الأبيض)‏، ومصحف مذهب من العصر العثماني.

 

وتضم المحافظة ايضا عددا من الآثار المسيحية، منها الدير الأبيض والذي يطلق عليه دير الأنبا شنودة أحد أشهر القديسين في تاريخ المسيحية بمصر، ويقع غرب مدينة سوهاج، وتم إنشاؤه عام 440 ميلادية، بالقرب من مدينة " أتريب" القديمة، واستعمل في بنائه بعض الأعمدة والأحجار المأخوذة من مباني تلك المدينة المصرية القديمة، ومن بينها ما يزيد طول الواحد منها على مترين، وظهر بعضها نقوش هيروغليفية، مما جعل الكنيسة تبدو وكأنها معبد من معابد المصريين القدماء، وشيدت على الطراز البازيليكى.

والدير الأحمر الذي يطلق علٌيه هذا الاسم نظرا لبنائه من الطوب الأحمر، وشيده القديس بشاي، ويقع غرب مدينة سوهاج، على بعد2 كم من الدير الأبيض، وكذلك يوجد دير الشهداء، ودير السيدة العذراء بجبل الحواويش.

وتتميز المحافظة بوجود عدد من المساجد الأثرية منها مسجد العارف بالله بمدينة سوهاج، ومسجد الأمير حسن بأخميم، ومسجد الأمير محمد، والجامع الصيني، وجامع سيدي جلال، ومسجد الأمير عثمان، واشتهرت محافظة سوهاج بالحرف التراثية مثل صناعة النسيج اليدوي منذ أقدم العصور خاصة بمدينة إخميم، وإنتاج الحرير الطبيعي والمنسوجات مثل (الكوفيرتات والشيلان والطرح ومفارش السرير)، التى يتهافت على شرائها السائحون.