أسيوط محطة بارزة على مسار رحلة العائلة المقدسة وبها أول كنيسة دشنها المسيح| صور

وضعت الدولة نصب أعينها وعلى رأس أولويات تنشيط السياحة إحياء مسار العائلة المقدسة، ليشغل مكانته التي يستحق على خريطة السياحة المصرية، والتي يأتي من بينها نشاط السياحة الدينية.

محافظة أسيوط واحدة من المحطات الهامة على مسار العائلة المقدسة المبارك، وتسعى أجهزة المحافظة جاهدة لتطوير هذا المسار ليصبح مزارا عالميا.

مسار رحلة العائلة المقدسة

يضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة، تمتد إلى مسافة 3500 كليو متر ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، يحوي كل موقع عليه حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات الدالة على مرور العائلة المقدسة على تلك المواقع، وفقًا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.

مسار العائلة المقدسة في أسيوط

يبدأ مسار محافظة أسيوط من دير "المحرق" بقرية مير بمركز القوصية شمالا، وحتى دير "درنكة" جنوبا، وتمثل هذه المسافة نحو 80 كيلو مترا.

يضم دير المحرق ثان أقدم كنيسة في العالم بعد كنيسة "بيت لحم" في فلسطين، ويقصِد هاتين النقطتين المشار إليهما سلفا في أسيوط آلاف الزائرين من مصر والأجانب طوال العام.

تطوير مسار العائلة المقدسة

وتشمل أعمال تطوير المسار صيانة قنطرة جسر الجبل الأثرية التي تربط بين حي غرب والطريق السياحي المؤدي إلى دير درنكة بمركز أسيوط، وإنشاء سور من الجانبين وإضافة مساحات خضراء لإعطاء المكان الشكل الجمالي المناسب، بالإضافة إلى تطوير المنطقة وبناء حوائط مرسوم عليها رموز مقدسة أعلى العيون الأثرية، وتشجير المنطقة المحيطة".

كما تم تطوير الطريق المؤدي إلى دير "المحرق" بقرية "مير"، وشملت الأعمال إنشاء ثلاث بوابات جديدة وتطوير عدد من البوابات الآخرى، فضلا عن وضع اللوحات الإرشادية والمعلوماتية لتحديد الطرق والمزارات المؤدية للأديرة، والبالغ عددها 34 لوحة، وإنشاء برجولات خشبية وغيرها من أعمال التطوير التي روعي خلالها الشكل الجمالي والمظهر الحضاري.

بداية رحلة العائلة المقدسة

بالعودة إلى بداية مسار العائلة المقدسة، فإن الرحلة بدأت من رفح في الشمال الشرقي للبلاد، مرورًا بمنطقة الفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء "السريان"، والبراموس، والقديس أبو مقار.

ثم اتجهت العائلة المقدسة في رحلتها إلى منطقة مسطرد والمطرية، حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجه في وسط مجمع الأديان، ومنها إلى كنيسة المعادي وهي نقطة عبور العائلة المقدسة نهر النيل؛ حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح المياه مشيرة إلى المقولة الشهيرة «مبارك شعبي مصر»، وصولًا إلى المنيا حيث جبل الطير، ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده، ثم انتقلت إلى مغارة درنكة، ثم العودة مجددًا إلى أرض الموطن عند بيت لحم.

دير العذراء "المحرق"

ويعد دير السيدة العذراء "المحرق" أحد أهم نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة بأسيوط، وأهم المزارات الدينية في أسيوط، ويقع بسفح جبل "قسقام" على بعد 12 كم غرب مدينة القوصية التابعة لمحافظة أسيوط، في الكيلو 327 طريق (القاهرة - أسوان).

ويعد الدير من أهم المعالم السياحية والمسيحية في مصر بل والعالم، ويضم الدير "المحرق" ثان أقدم كنيسة في العالم بعد كنيسة بيت لحم في فلسطين، ويقصده آلاف الزائرين من مصر والأجانب على مدار العام وخاصة في ذكرى مرور رحلة العائلة المقدسة.

دير العذراء بدرنكة

ويقع دير السيدة العذراء مريم بقرية دير درنكة التابعة لمركز أسيوط على بعد 10 كم من مدينة أسيوط و3 كم من قرية درنكة ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر.

وكان يتم اللجوء إلى كنيسة المغارة للاحتماء من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة، وبدأ بإقامة كنيسة في القرن الأول الميلادي تعد من أقدم الكنائس في العالم، تحولت لدير في القرن الرابع الميلادي، واشتهر بدير الرهبان النساخ، لأنهم كانوا ينسخون الكتب ويترجمونها ويقام الاحتفال بهذه المناسبة كل عام بحضور ملايين الأشخاص من المصريين والأجانب من الدول الافريقية والأجنبية.

برامج ترويجية لمسار العائلة المقدسة

ومن أبرز البرامج الترويجية لمسار العائلة المقدسة مؤخرا، نظمت اللجنة الثقافية والفنية في نقابة الصحفيين بالتعاون مع إحدى مؤسسات إحياء التراث، عرضا بتقنية الواقع الافتراضي "VR"، عرض بسبع لغات في خريطة تفاعلية تشرح المسار المقدس بأحدث التقنيات التكنولوجية، فضلا عن جولة بالواقع الافتراضي لنقاط المسار، التي تحتوي على شواهد أثرية من سيناء إلى محافظة أسيوط بصعيد مصر، أوضحت 25 نقطة للمسار في كل ربوع مصر.