تعتبر صناعة الألعاب العالمية واحدة من أسرع القطاعات نموًا، حيث من المتوقع أن تصل إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2025، وتستعد القارة الإفريقية بفضل كتلتها السكانية من الشباب (ما يقرب من 60% من سكانها عمرهم دون 25 عامًا) وخاصة منطقة جنوب الصحراء لتصبح لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال.
موضوعات مقترحة
ووفقًا لتقارير حديثة، من المتوقع أن تحقق صناعة الألعاب في إفريقيا جنوب الصحراء إيرادات تصل إلى مليار دولار بحلول عام 2024، هذا النمو يفتح آفاقًا واسعة للشباب الأفارقة للاستفادة من هذه الصناعة ليس فقط كمستهلكين ولكن أيضًا كمبدعين ورجال أعمال.
وأحد العوامل الرئيسية التي تدفع بنمو هذه الصناعة هو انتشار الهواتف الذكية عبر القارة، فبحلول عام 2030 من المتوقع أن تصل نسبة امتلاك الهواتف الذكية في إفريقيا جنوب الصحراء إلى 88% مما سيخلق طلبًا هائلًا على الألعاب المحمولة.
وحاليًا يلعب 92% من اللاعبين الأفارقة على الأجهزة المحمولة حيث يقضي الكثيرون أكثر من ثلاث ساعات يوميًا في ممارسة الألعاب، وهذا التحول نحو الألعاب المحمولة يُعد فرصة كبيرة للمطورين الأفارقة الشباب لابتكار محتوى يتناسب مع الجمهور المحلي والعالمي على حد سواء.
وعلاوة على ذلك، تعد الألعاب المحمولة واحدة من أسهل النقاط للدخول في صناعة الألعاب بالنسبة للشباب الأفارقة، فتطوير الألعاب لمنصات مثل أندرويد وآبل ويتطلب موارد أقل مقارنة بتطوير الألعاب التقليدية لأجهزة الكونسول أو الحواسيب؛ مما يجعله نقطة انطلاق مثالية للمطورين الطموحين الأمر الذي يسمح للشباب بالمشاركة في نظام الألعاب المزدهر دون الحاجة إلى بنية تحتية كبيرة.
وعلى الرغم من العدد المتزايد للاعبين في أفريقيا فإن معظم الألعاب التي تُلعب في القارة يتم إنتاجها في الخارج، وهذا يخلق فجوة كبيرة يمكن للمطورين الأفارقة سدها من خلال إنشاء ألعاب تجسد القصص المحلية والتراث الثقافي الغني الذي تتمتع به القارة السمراء، توفر الألعاب ذات السرد الأفريقي تجارب فريدة وغنية للاعبين وتساعد أيضًا في الحفاظ على المعرفة الأصلية واللغات والقصص للأجيال القادمة.
وأشار التقرير إلى إمكانية تحفيز امكانيات الشباب لابتكار العاب جديدة تستلهم الرغبة لدى صغار السن في استكشاف مناظر السافانا في منطقة سيرينجيتي،تنزانيا، أو يتفاعلون مع محاربي الماساي أو يتعرفون على الممالك القديمة في مالي، مثل هذا المحتوى يمكن أن يجذب جمهورًا عالميًا ويعزز الفخر بالثقافة والتراث الأفريقي.
تطوير مهارات أساسية في تطوير الألعاب
لتحقيق النجاح في صناعة الألعاب، يحتاج الشباب الأفارقة إلى تطوير مهارات أساسية في تطوير الألعاب بما في ذلك تعلم لغات البرمجة والفنون والتصميم ورواية القصص.
ووفقًا لاستطلاع مطوري الألعاب في إفريقيا فإن 63% من المطورين المحليين لديهم أقل من خمس سنوات من الخبرة بالإضافة إلى ذلك فقط 19% من المحترفين في صناعة الألعاب في أفريقيا تمكنوا من تأمين تمويل خارجي لمشاريعهم مما يجعل الاستدامة المالية عقبة كبيرة أمامهم يؤدي هذا النقص في الوصول إلى رأس المال والإرشاد المعرفى إلى عرقلة نمو المطورين المحليين.
ولا تقتصر فرص العمل في صناعة الألعاب على تطوير الألعاب فحسب بل تشمل أيضًا مجالات مثل بث الألعاب والرياضات الإلكترونية والتسويق.