لم تشخص الأبصار نحو مؤتمر للأمم المتحدة، مثلما يحدث هذا الأسبوع، الذي بدأ الثلاثاء 24 سبتمبر 2024، نظرًا لتطورات الحرب والسلام في عالمنا.
ذهب الزعماء إلى هذه الدورة (79) ليس لأن الرئيس الأمريكي بايدن، سيلقي كلمة الافتتاح والأخيرة له في ولايته التي تنتهي 2025، لكن لأن العالم ينتظر أحداثًا فاجعة، سواء في الشرق الأوسط في حرب الإبادة التي تشهدها إسرائيل في (غزة ولبنان).
أما في أوروبا «الحرب الروسية - الأوكرانية» التي تقف في مفترق طرق خطير، إما النهاية أو الامتداد للحروب ما بين الغرب والناتو من جانب والروس من جانب آخر، وبينهما الحروب النووية المختفية تحت سطح عالم مشغول يشقى بالحروب والتوتر الذي ليس له نظير منذ الحرب العالمية الثانية.
نصيحتي للزعماء والقادة قبل إلقاء كلمتهم، ألا يقعوا فريسة للتشاؤم أو التفاؤل، فكلاهما يفتح أبواب النيران، ولا يوقفها، لكن عليهم أن يتسلحوا بقيم العمل فقط، ومحاولة وأد فتنة الحروب الممتدة، وإطفاء نيران الكراهية في العالم كله.
عشية القمة، انفجر لبنان بحروب غير تقليدية بين حزب الله وإسرائيل، الحرب المشتعلة منذ حرب غزة (أكتوبر 2023)، وجدت وقودًا متجددًا يفجرها ويمدها بقوى جديدة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، المغامر، وجد ضالته أخيرًا، ليس بتخويف إسرائيل كلها، لكن بالسيطرة على العالم، وعلى القوى العظمى، أمريكا وأوروبا، هذا الإشكنازي المتعجرف، الذي استطاع أن يبني شخصيته كأكبر إسرائيلي أو يهودي في القرن الواحد والعشرين، اكتشف أن الحرب هي وسيلته الوحيدة لذلك، من الصعب فك رموز شخصيته، فهو مفاجئ صادم، دمر غزة وقتل أكثر من أربعين ألفًا، وأصاب 150 ألفًا، وجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة لسنوات مقبلة، وانتقل إلى بيروت، واستخدم الحروب والتكنولوجيا لمحاصرة حزب الله وإيران، وصل إلى معقلهما، اختار وقتل رئيس حزب، وهو يحتفل بانتخاب رئيس إيراني جديد؛ قدمه المجتمع الإيراني كرجل سلام يريد التفاوض مع العالم حول دور إيران الجديد في المنطقة والعالم.
نامت أمريكا، الدولة العظمى، في غيبوبة الانتخابات الرئاسية، فكان تأثيرها محدودًا للغاية في مجريات السياسة العالمية، سواء في منطقة الشرق الأوسط أم في أوروبا، أوكرانيا أوقعت روسيا في فخ الحرب، وجدت الصين نفسها بينهما عاجزة عن التأثير.
هل يكون أكبر منتدى دولي في العالم قادرًا بحضور أكثر من مائة رئيس دولة، على أن يرسل رسالة جديدة للسلام في العالم، ويوقف الحروب المتفجرة والدائرة التي تهدد بنشوب حربين إقليميتين لا نظير لهما في الشرق الأوسط، وفي أوروبا معًا؟ سؤال صعب وكل الاحتمالات موجودة ولا يمكن تجاهلها.
طموحاتنا ألا تكون قمة نيويورك هي قمة البؤس العالمي، بل تكون طاقة للنور، ويبرز منها ضوء للشعوب وأمل للأطفال والنساء والأسر، والشعوب التي تنظر إلى مستقبل العالم بالكثير من الخوف وضياع الأمل والمستقبل.