نظم حزب الاتحاد برئاسة المستشار رضا صقر، ندوة لمناقشة "التصعيد الحالي في لبنان ومصير الشرق المتوسط"، بحضور الكاتب الصحفي محمد أبو شامة، الخبير الإعلامي المتخصص في الشئون العربية والدولية، ود. منى وهبة، أستاذ الاقتصاد الدولي، الوزير المفوض التجاري في السفارة المصرية ببيروت سابقا.
موضوعات مقترحة
كما حضر من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين النائب محمد عزمي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، زكي القاضي، مقرر مساعد لجنة الشباب بالحوار الوطني، عضو التنسيقية، الدكتور عبد الله الشريف.
في البداية، قال المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، إن التصعيد الغاشم والعدوان الذي تعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، انتقل إلى تصعيد مماثل للجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن هذا يعكس حجم التهديدات التي تعاني منها المنطقة.
وقال رئيس حزب الاتحاد إن مصر أصبحت محاطة بالكثير من المخاطر، بما يمثل تهديدا مباشرًا لأمنها القومي، على كافة المحاور، وهذا يجعلنا نكون أكثر وعيا بتلك المخاطر وأن نكون أكثر خوفا على وطننا وأن نتحمل تبعات هذا التحمل، حتى لا تفلت زمام الأمور منا.
وأضاف "صقر"، أنه من هذا المنطلق كان حزب الاتحاد حريصا على تنظيم سلسلة من الندوات لتوعية الرأي العام، وتسليط الضوء على الملفات التي تهم الشارع المصري.
من جانبها.. قالت الدكتورة منى وهبة أستاذ الاقتصاد الدولي الوزير المفوض التجاري في السفارة المصرية في بيروت سابقا، إن الأحداث التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن، تؤكد أن هذا العالم لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة، والذي يدعونا لأن نعزز قوتنا العسكرية الاقتصادية والاجتماعية، متابعة: أيضا جزء من هذه القوة هي قوة الوعي، وهنا أثمن مبادرة حزب الاتحاد التي تستهدف زيادة الوعي بالقضايا التي تهم الشعب المصري وتشغل المنطقة".
وذكرت أن حرب 2024 في لبنان مختلفة تماما عن حرب 2006، متسائلة: هل الحرب هدفها التحرير أم الاستعداد لمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، والتي عبر عنها الرئيس الإيراني بكل وضوح.
وأشارت إلى نعمة الأمن والسيادة التي يحمهيا جهة واحدة تملك السلاح هي "الجيش"، مضيفة: "هذا شيء نحمد عليه ربنا في مصر، لأنه قراراته ذات سيادة دون أن يملي أحد عليها".
وأشارت إلى أن أحداث 7 أكتوبر ك كان المدنيين ضحية للعدوان الذي أعقبها، وهو الشيء نفسه يحدث الآن في لبنان، موضحة أن هناك اختلاف ما بين الأهداف التي تسعى إليها الجماعات غير النظامية والجيوش النظامية.
ولفتت إلى أن الحرب في لبنان تأتي ضمن أجندة إيرانية، والتي تمول أذرعها سواء لبنان أو اليمن أو سوريا، وهذا هو الوقت الذي تحصن فيه إيران استثماراتها.
ونوهت بأننا تتحدث عن تداعيات تزيد وتيرتها في لبنان، وشعب أعزل لم يأخذ قرار الحرب، بل اتخذه حزب الله الذي يزج بالبلد في أتون الحرب، مشيرة إلى أن هذا القرار الإستراتيجي لا يؤخذ بهذه الطريقة.
وأشارت إلى أنه واضح للجميع أن إيران لم تدخل الحرب إلى الآن ورئيسها تحدث بوضوح أنه لا يريد الدخول في حرب، لكن في المقابل يدفع بالشباب العرب للحرب.
ولفتت إلى أن إيران تنفذ أجندتها في المنطقة، في المقابل يدفع اللبنانيون الثمن غاليا.
بدوره.. قال الكاتب الصحفي محمد أبو شامة، الخير الإعلامي المتخصص في الشئون العربية والدولية، إن الحديث عن لبنان حدث مؤلم، وما جرى خلال الأسبوع الماضي بداية من تفجير البيجر الذي أزعج العالم وآثاره بالرعب وجعل لبنان في بؤرة الاهتمام الدولي والعالمي، ووضع تساؤلات حول أسباب التوقيت والمتوقع في الأيام المقبلة بعد الضربات التي يتعرض لها لبنان من قوات جيش الاحتلال.
وأضاف "أبو شامة" أن نتنياهو اختار توقيت ضرب لبنان بذكاء شديد، إذ أعقب بعض التوترات في الداخل الإسرائيلي والتي شملت الحديث عن تغييرات في القيادة الإسرائيلية بما فيها وزير الدفاع.
وأشار إلى أن ما يحدث يجعلنا نتخطى ما يحدث في الشرق الأوسط ونتجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية وارتباطها بالانتخابات الأمريكية، مشيرا إلى أن الأحداث التي نشهدها واندلاع الحرب في لبنان، مرتبطة بمشهد اقتصادي وسياسي إذ أعقب تلك الضربة ارتفاع في سعر البترول عالميًا، لافتًا إلى أن هذا يسحب من شعبية كاملا هاريس المرشحة الديمقراطية.
ونوه محمد أبو شامة بأن ما يجري في المنطقة هو انعكاس صريح لما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يسيطر المشهد الانتخابي بها على كل الأحداث، مشيرًا إلى عجز بايدن، الذي يتبقى له أشهر قليلة في الحكم، عن اتخاذ قرار حاسم ومؤثر.
ولفت إلى أن الانشغال في المشهد اللبناني أغفل العالم عن شغل مهم وخطير يجري في غزة، موضحا أن الاحتلال الإسرائيلي شغل الرأي العام الداخلي بالحديث عن عودة سكان الشمال.
ولفت إلى أن إسرائيل كانت تعد العدة لاجتياح الجنوب اللبناني، منوها بتهديد الأمين العام لحزب الله بضرب قبرص والذي كان مبني على معلومات تفيد بتدريب جنود الاحتلال على اجتياح جنوب لبنان هناك لتشابه البيئة المناخية.
ونوه بتلاعب بنيامين نتنياهو بالجميع حتى بالولايات المتحدة الأمريكية والذي أدى إلى فشل مفاوضات الهدنة، موضحا أن مشروع نتنياهو بدأ في عام 1996 عقب اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق رابين، وقد جاء بأجندة عنوانها عدم السلام.
وأشار مصطفى أبو شامة إلى أن إيران تحارب بالجيوش العربية من أجل الجلوس في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحلم النووي والتحول لدولة عظمى على حساب العرب.
وتحدث محمد أبو شامة عن الدور المصري، مؤكدا أن مصر تقود معركة سلام والحفاظ على الأمن القومي المصري.
وشدد على أن مصر انتصرت في معركة محاولة تهجير الفلسطينين إلى سيناء ولم تنجر لأي استفزازات من الجانب الاسرائيلي.
من جهته.. قال النائب محمد عزمي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن هناك سيناريو تم الاتفاق عليه بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران جعل المنطقة تتعرض لحربا هي الأكثر عنفا وضراوة في الكرة الأرضية.
وأضاف "عزمي" أن نتنياهو استغل الفرصة الحالية بالعدوان على غزة ليكون بطلا للحرب، ويعكس هذا فشله في تحقيق أهداف الحرب عقب 7 أكتوبر مع مرور عام، فلم يتم الإفراج عن الأسرى أو تحريرهم.
وتحدث عن الهجوم على لبنان، مشيرا إلى أنه تم سحب نتنياهو إلى تلك المنطقة "الجنوب اللبناني" وهو يلهث وراء الحرب.
واستبعد النائب محمد عزمي الدخول في حرب شاملة، مشيرًا إلى أن الدخول في الجنوب اللبناني ليس أمر هينا، وحزب الله سيذيق الإسرائيلين الأمرين إذا ما اجتاحته برا، خاصة مع الدخول في فصل الشتاء، لذلك يرغب نتنياهو في تسريع وتيرة الحرب.
ونوه بأنه لأول مرة يتوغل الطيران الإسرائيلي إلى هذا الحد في لبنان، والذي لا يشبه حرب 2006، مؤكدا أن الوضع كارثي في بيروت على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وكل هذه العوامل تسمح لحزب الله أن يتحكم في مصير ومقدرات هذا الشعب.
وأعرب عن تمنياته في أن تشهد الأيام المقبلة استقرار رغم أن المشهد يشير إلى مزيد من التوتر في ظل الدعم الدولي لإسرائيل وسط صمت مغزي أمام تلك الانتهاكات الدولية التي يقوم بها الاحتلال.
بدوره.. قال زكي القاضي، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، مقرر مساعد لجنة الشباب بالحوار الوطني أن إسرائيل هدمت في نفسها اكتر من استهدافها غزة، كما ساهمت حربها في بناء جماعات أخرى مثل حزب الله وإيران، لافتا إلى أنه قبل 7 أكتوبر لم يطلق صاروخ واحد على إسرائيل لكنه حدث بعد هذا التاريخ نتيجة لما قامت به إسرائيل من عمليات ابادة، مشيرا إلى أن إسرائيل تقود حربا حقيقية ضد لبنان.
وأشار القاضى إلى أن إيران لها مشروع معروف للجميع، وقد استطاع أن يصنع دائرته في حوالي عدد من الدول، ومصالحه تدور حول البرنامج النووي، وسط غياب المشروع العربي الواضح.
وأضاف "القاضي" أنه يتوقع أن يدخل الاحتلال الإسرائيلي إلى جنوب لبنا برا وسيقوم بتدمير البنية التحتية هناك، ومن المتوقع أن يحدث ذلك في الأيام المقبلة، وذلك حتي يقطع الصلة بين حزب الله والبيئة المحلية.
بدوره.. قال الدكتور عبد الله الشريف، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن التصعيد اللبناني له خلفية اقتصادية، وتذبذب أسعار الطاقة كاشفة لهذا الأمر.
وتحدث "الشريف" عن دور التكنولوجيا في الصراع الذي تشهده المنطقة، وانفجار البيجر والذي يؤكد أن له علاقة باغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
ونوه بأن ما يحدث قد يكون مسرح عمليات وتهيئة للدخول في مسار تفاوضي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بشأن البرنامج النووي، مشيرًا إلى أن البرنامج النووي قد يشهد انفراجة في الفترة المقبلة والحكومة الجديدة لديها مرونة للدخول في تلك المفاوضات.
وأشار إلى أن اتفاق الطائف وإن كان أنهى الحرب الأهلية، إلا أنه سمح لحزب الله بامتلاك السلاح والاحتفاظ به بداعي المقاومة، مقابل تخلي بقية الأحزاب عن السلاح.
وأشار إلى أن المنطقة يعاد تشكيلها الفترة المقبلة، والجميع يحاول زيادة نفوذه وهذا يأتي على حساب فلسطين ولبنان ومتوقع سوريا في الفترة المقبلة.