قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الحكومات في مختلف أنحاء أوروبا تعمل على إقامة حواجز جديدة أمام المهاجرين، وذلك بهدف الحد من تدفقات قياسية تقريبا من الأشخاص القادمين من البلدان الفقيرة التي تؤدي إلى زيادة في دعم الأحزاب الشعبوية القومية.
موضوعات مقترحة
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن أكبر تحول في المشاعر تجاه المهاجرين كان في ألمانيا، التي كانت لفترة طويلة مؤيدة للسياسات السخية تجاه اللاجئين، وقد تزايد الضغط في السنوات الأخيرة مع استيعاب ألمانيا لملايين المهاجرين، مما أثر على نظام الرعاية الاجتماعية والخدمات المحلية، وكانت الهجرة موضوعا رئيسيا في الانتخابات الإقليمية التي جرت يوم الأحد في براندنبورج، حيث تغلب الديمقراطيون الاجتماعيون الحاكمون بفارق ضئيل على حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، أعادت الحكومة الائتلافية في برلين فرض عمليات تفتيش محدودة على الحدود مع جميع البلدان المجاورة، بعد هجوم بسكين في أواخر أغسطس من قبل طالب لجوء أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في مدينة زولينجن خلال مهرجان للاحتفال بالذكرى السنوية الـ650 لتأسيسه، وكان المهاجم سوريا يبلغ من العمر 26 عاما وله صلات بتنظيم داعش، والذي تهرب من الترحيل لأكثر من عام بعد خسارته قضية اللجوء.
وبعد أيام من ذلك الهجوم، فاز حزب البديل من أجل ألمانيا بأول انتخابات ولاية له على الإطلاق في تورينجيا، واحتل المركز الثاني في ساكسونيا.
وتكافح الحكومات في جميع أنحاء القارة، منذ انتهاء وباء فيروس كورونا، للتعامل مع الأعداد المتزايدة من طالبي اللجوء وتبحث عن طرق لوقف التدفق، وذلك عن طريق الحد من المزايا الممولة من دافعي الضرائب لطالبي اللجوء إلى إبرام صفقات مع دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي لإيواء اللاجئين المحتملين بشكل مؤقت أو دائم.
ومضت "وول ستريت جورنال" قائلة إن ذلك يعكس تحول أوروبا فيما يخص التحركات الأخيرة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاحتواء زيادة قياسية في معدلات الوافدين إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وتواجه الحكومات الحالية انتقادات بأنها تتفاعل متأخرة وتتخلف عن الارتفاع في القلق العام، وتظهر استطلاعات الرأي أن الهجرة هي قضية الناخبين الرئيسية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.
وتقدم 14ر1 مليون شخص بطلبات لجوء في أوروبا، خلال العام الماضي، وهو رقم قياسي تقريبا، وهو أعلى رقم منذ ذروة أزمة الهجرة في عام 2015 في أوروبا، عندما دخل أكثر من مليون سوري فروا من الحرب.
وتمنح عمليات التفتيش على الحدود من قبل دول مثل ألمانيا، مسئولي الحدود سلطة إجراء عمليات تفتيش عشوائية على المركبات أو القطارات أو الحافلات، وتثير تساؤلات حول مستقبل واحدة من أكثر السمات الفريدة للاتحاد الأوروبي منذ ثمانينيات القرن العشرين وهي السفر بحرية عبر منطقة شنجن الخالية من جوازات السفر.