قد تبدأ بالابتسامة؛ وينتهي الحال بالزواج؛ مثمرًا عن أبناء؛ وقد يكون اللقاء صدفة بحتة؛ غير مرتبة؛ وهنا نطلق عليها "رب صدفة خير من ألف ميعاد" وهكذا هناك صدف لا حصر تكون سببًا في تغيير أحوال الناس؛ تغييرًا جذريًا.
الأمثلة التي يمكن طرحها كثيرة؛ صدفة تجمعك بزميل دراسة قديم؛ وأنت تعمل في وظيفة غير راضٍ عنها؛ فينتهي اللقاء وهو يعرض عليك العمل بوظيفة ما؛ وعندما تلتحق بها تختلف حياتك؛ اختلافًا يٌشعرك بالبهجة والحيوية؛ فتحب عملك وتتقنه لدرجة تجعلك متميزًا فيه إداريًا و ماديًا.
أو تقابل أحد معارفك؛ ويدور الحديث حول الدراسة؛ لاسيما إذا كنت في سن صغيرة؛ فتبدأ بالاهتمام بمجال ما؛ وتجعل دراسته هدفًا تسعى لتحقيقه؛ حتى تنجح؛ ويأتي عليك يوم تتذكر تلك الصدفة.
وقد تساعد شخصًا مهمومًا؛ فتكون سببًا فى تفريج كربه؛ فيدعو الله لك من قلبه فيسمو حالك؛ نعم الكلمة صحيحة؛ يسمو حالك؛ السمو من نعم الله؛ وهو نعمة جميلة؛ تشعر في لحظة؛ أن نفسك صافية هادئة؛ كأنك كنت مصابًا بصداع شديد جدًا؛ فيذهب ألمه تمامًا؛ بل تصبح أفضل مما كنت عليه قبله!
كنت أركب مترو الأنفاق في إحدى المرات؛ وكان هناك راكب عاجز؛ شفاه الله يستعمل كرسي متحرك؛ في انتظار من يساعده؛ وإذ رأيته ونويت مساعدته؛ وهممت الذهاب إليه؛ فجأة أرى 4 شباب بارك الله في عافيتهم كأنهم خرجوا من تحت الأرض فجأة؛ كلهم حيوية ونشاط؛ يحملون الرجل والابتسامة تعلو وجوههم؛ والبشاشة تغطيهم؛ وما إن انتهوا دعى الرجل لهم بصلاح الحال وتوفيق الله؛ فأمنُوا على دعائه؛ وانصرفوا.
دعوة الرجل ليست صدفة؛ وهبتهم لمساعدته ليست صدفة؛ ولكن ترتيب الله؛ وكذلك كل ما يحدث في حياتك؛ من ترتيبات؛ نراها صدفة؛ وهي أمور قدرية يرتبها و يدبرها الله.
لذلك؛ تأخرك في الزواج ترتيب من الله حتى تلتقي بالزوج المناسب؛ وقد رأيته صدفة؛ وهنا كما ذكرت الصدفة تدبير الله. زواج فإنجاب؛ ليس صدفة؛ ولكنه ترتيب من الله مٌقدر تمامًا.
وعملك الذي سيكون سببًا في كسب رزقك ليس صدفة.. ألخ.
كل ما يحدث لك ليس بصدفة ولكنه تدبير الله؛ حينما يأتي الوقت المناسب لحصولك على عمل جيد.. "زوجة.. زوج".
لذلك فترتيب الله خير من أي ترتيب؛ لأنه العليم البصير.
[email protected]