Close ad

وزير الأوقاف: الموجة المعاصرة من الإلحاد الحديث أشد خطرًا بسبب "السوشيال ميديا" | خاص

25-9-2024 | 18:41
وزير الأوقاف الموجة المعاصرة من الإلحاد الحديث أشد خطرًا بسبب  السوشيال ميديا  | خاص وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري،
شيماء عبد الهادي

الإلحاد.. من القضايا التي تهدد المجتمع وتحتاج إلى تضافر من المؤسسات الدينية كافة لمواجهته والتوعية به بخاصة مع ظهور موجة معاصرة من الإلحاد الحديث وصفها الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" بأنها الأشد خطرا لوجودها في زمن السوشيال ميديا الواسعة الانتشار لأنها واكبت موجة الإرهاب التي عانينا منها في السنوات الماضية فأعطت دفعا كبيرا في اتجاه النفور من الدين.

موضوعات مقترحة

وزير الأوقاف يرصد الأسباب الحقيقية للإلحاد

ويلقي وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، فيما يلي رؤيته للأسباب الحقيقة الدافعة للإلحاد واستراتيجية مواجهته.

في البداية أوضح "الأزهري" لـ"بوابة الأهرام" أنه قام بدراسة قضية الإلحاد في مصر من سنة 2012م إلى اليوم، فوجدنا أن الإلحاد له أربعة أسباب، الأول : قبح الخطاب الصادر من تيارات التطرف التي صدَّرت خطابا صريحا صارخا دمويا أدى إلى ردة فعل عنيفة أدت إلى نفور بعض الشرائح عن قضية الدين بالكلية.

والسبب الثاني: التخلف الحضاري في بعض دولنا وأوطاننا وفي أوضاعنا عموما كمسلمين والتي جعلت بعض الشباب ينبهر بحضارة أخرى أدت فلسفتها في نهاية الأمر إلى إنكار قضية الألوهية، ولم يجدوا منا إسهاما حضاريا يعزز قضية الإيمان.

أما السبب الثالث فالأمية الدينية عند بعض شرائح شبابنا التي جعلت الأوليات من شئون الإسلام وعقائده مجهولة وغائبة، والسبب الرابع: هو عالم "السوشيال ميديا" المفتوح الذي يمكن أن يكون فرصة عظيمة ومنبرًا لنشر العلم والهداية لكن يمكن أن يكون مصدرًا للخطر كذلك.

يتابع وزير الأوقاف قوله: إن هذه الأربعة أسباب للإلحاد جاءت بعد تأمل ودراسة، فالإلحاد مر في بلادنا وفي منطقتنا بعدة أطوار، حيث كانت هناك موجة من الإلحاد في الثلاثينات والأربعينات كان عندنا منها في مصر إسماعيل مظهر، وإسماعيل أدهم، ومنصور باشا فهمي قبل أن يعود إلى رشده، وكان منها في العراق الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي، والشاعر معروف الرصافي، وأسماء أخرى أعلنت الإلحاد في الثلاثينات والأربعينات ثم انطوت هذه الموجة تماما وكانت ظاهرة فردية في ذلك الوقت، ثم طرأت موجهة أخرى في السبعينات كان من أشهر رموزها عندنا في مصر الدكتور مصطفى محمود الذي ثاب إلى رشده وألف كتابه حوار مع صديقي الملحد وكتابه رحلتي من الشك الى الإيمان، ثم تأتي الموجة الثالثة المعاصرة التي نشهدها اليوم والتي بدأت في العالم من حولنا سنه 2005م في أوروبا وعدد من الدول ثم تصاعدت عندنا في عام 2011م بعد الأحداث التي شملت عدة دول في محيطنا العربي والإسلامي.

ويعتبر الدكتور أسامة الأزهري، أن هذه الموجة المعاصرة من الإلحاد الحديث هي أشدها خطرًا لوجودها في زمن السوشيال ميديا الواسعة الانتشار لأنها واكبت موجة الإرهاب التي عانينا منها في السنوات الماضية فأعطت دفعا كبيرا في اتجاه النفور من الدين.

الطائفة الرابعة من الملحدين هى شريحة هشة والأكثر انتشاراً في مصر

وهنا يلفت "الأزهري" إلى أن الملحدين أربع طوائف، الطائفة الأولى الملحد المطلق الذي لا يعترف بوجود الإله أصلا وعلى رأس هؤلاء المنظرين للإلحاد حاليا الفيزيائي الكبير استيفن هوكن الذى يرى أن القانون الفيزيائي هو الذي انشأ العالم، والملحد المشهور دوكينز الذي ألف كتابه وهم الإله، الطائفة الثانية الملحد الربوبي الذي يعتقد بوجود قوة غيبية ما أوجدت العالم ثم ينكر الوحي والنبوات والرسل ويقول اكتفي بأن أومن بقوة مبهمة أوجدت العالم ثم لا تطالبوني بالإيمان بشيء زائد وأشهر منظر للإلحاد في هذه الشريحة هو المنظر انتوني فلو الذي ألف كتابه THRE IS NO GOD ثم بعد السبعين من عمره جعل عنوان الكتاب THERE IS GOD وقال إنه يؤمن بوجود قوة غيبية وينكر النبوات والرسل هذه شريحة أخرى من الملحدين، الطائفة الثالثة الملحد اللا أدري الذي يقول لم أعد أستطيع الجزم بوجود إله أو عدم وجود إله وأشهر منظر لهذه الشريحة برتراند راسل وهيكسلي ودارون صاحب نظرية التطور.

أما الطائفة الرابعة المنفجرة نفسيًا وهى الشريحة التى يقول الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، إنها قد تكون الأكثر انتشارًا في بلادنا وأوطاننا وهي الأقل احتكامًا إلى الدليل العقلي وهي شريحة هشة النفس تحملت في السنوات الماضية ضغطًا كبيرًا من موجات الإرهاب فصارت تأخذ موقفًا نافرًا من الدين وعند التحقيق يقول أنا لا أنكر وجود الله لكنني غاضبٌ من الله لكثرة ما رأيت من الشر في الكون فانتقلنا إلى معضلة وجود الشر في الكون التي عاشتها أوروبا في القرن الثامن عشر والتي ولدت موجة النزعة التشاؤمية التي ترى كله شر عند فولتير والنزعة التفاؤلية التي ترى العالم محكم عند ليدنت والنزعة الشكية عند ديفيد نيون.

سبعون شبهة للملحدين.. والسبيل الأمثل للتعامل مع الإلحاد

يقول وزير الأوقاف إنه على مدى سنوات مضت فتشنا في كل شبهات الملحدين فوجدنا أن هناك سبعين شبهة يمكن أن تصنف تحت ثلاثة منافذ علمية، الأول (Cosmology) أي علم الكون أو الفيزياء الكونية التي ترى القانون الفيزيائي موجدًا للكون والتي تولد عنها عدة شبهات حول وجود الله جل جلاله، الثاني (Biology) أي علم الأحياء أو الدارونية والدارونية الحديثة، الثالث (Neuroscience) أي علم الأعصاب أو فلسفة الوعي والذكاء والإدراك.

ويختتم الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف تصريحاته ، مؤكدا على أن السبيل الأمثل للتعامل مع الإلحاد في ظل عدم اعتراف هؤلاء بالقرآن والسنة هي بالرجوع إلى الأدلة العقلية التي تستطيع إقامة الأدلة والحجج على وجود الله ثم على النبوات والانتقال منها إلى جدلية الإيمان.


 وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري مع محرره بوابة الأهرام وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري مع محرره بوابة الأهرام

 وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري مع محرره بوابة الأهرام وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري مع محرره بوابة الأهرام
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: