63 يومًا تفصل بين محاولتى اغتيال دونالد ترامب الأولى والثانية، فالمرشح الجمهورى للرئاسة، يعيش حالة مطاردة مضنية، مرة بالقضاء، وأخرى بمحاولات التصفية.
هناك قتال سرى يحاول أن يمنعه من الوصول إلى يوم 5 نوفمبر المقبل، يوم الثلاثاء العظيم الذى سيعرف فيه من هو الفائز، هل هو الحمار الديمقراطى، أم الفيل الجمهورى؟
المحاولة الأولى جرت فى ولاية بنسلفانيا 13 يوليو2024، حين أقدم الشاب العشرينى توماس كوركس، على إطلاق النار على ترامب من فوق سطح مبنى مجاور لمهرجان انتخابى، تسبب الحادث فى مقتل وإصابة بعض الأشخاص، بمن فيهم توماس كوركس نفسه من خلال عناصر الشرطة السرية، وأصيب ترامب فى أذنه اليمنى.
بعض كارهى ترامب شككوا فى الحادث ولا يزالون، حظى ترامب بتعاطف سياسى، تلاشى سريعًا، عاد الهجوم عليه من وسائل الإعلام المتعاطفة مع الديمقراطيين، وبمرور الوقت تم نسيان أمر كوركس.
المحاولة الثانية اختارت ولاية فلوريدا، تبدو جادة ومكتملة، لتصفية إرث ترامب العصي على الاقتلاع.
جاء العجوز رايان ويسلي روث من بعيد، لتنفيذ مهمة مقدسة، يعتقد كثير، داخل وخارج الولايات المتحدة، بضرورة إتمامها قبل أن يصبح ترامب خطيرًا على الإمبراطورية الأمريكية.
كان قريبًا من إصابة الهدف، مختبئا بين شجيرات سور نادى الجولف الخاص بترامب فى بالم بيتش، كان ترامب يمارس هوايته فى لعب الجولف.
رايان يتسلح بالعقيدة والبندقية، عقيدة كراهية ترامب، وبندقية قنص الهدف الكبير، كيف وصل إلى أسوار منتجع ترامب؟
لا أحد يقول.
مع اكتشافه من قبل الشرطة السرية، وتبادل إطلاق النار، بادر بالهروب من مسرح الأحداث، قبل أن تقبض عليه الشرطة فى دائرة الولاية.
مات كوركس، ومات السر معه، بينما رايان حى يرزق، سيتحول إلى بطل رواية متشابكة، تفصل أمريكا إلى زمنين. زمن الإمبراطورية المندفعة، وزمن الدولة الكبرى وراء المحيط.
ماذا فعلت يا رايان؟
لا أحلام عظمى بعد الآن.
رايان ويسلي روث، يكره ترامب، يرفض مواقفه المناهضة للحرب بين روسيا وأوكرانيا، يطالبه بدعم واضح لكييف ضد موسكو، يدعو إلى استمرار الحرب حتى تنتصر أوكرانيا على القيصر بوتين، وهنالك كثير من رايان فى أمريكا والعالم.
ذهب رايان إلى أوكرانيا متطوعًا، حاول جلب متطوعين أفغان وسوريين لقتال روسيا على الأراضى الأوكرانية، ظهر فى إعلان دعائى عن كتيبة آزوف الأوكرانية.
آزوف كتيبة متطوعين من أكثر من عشرين بلدًا، تؤمن بأفكار ستيبان بانديرا، النازى الأوكرانى القديم، المقاتل الشرس ضد الاتحاد السوفيتى السابق، قتلته أجهزة الأمن السوفيتية برشه بغاز السيانيد فى مدينة ميونخ الألمانية نهاية الخمسينيات، ويتهم بارتكاب إبادة جماعية ضد الروس والبولنديين واليهود، بعد مرور ما يقرب من سبعة عقود على اغتيال بانديرا، لا يزال أتباعه يؤمنون بأفكاره النازية.
ظهرت كتيبة آزوف عام 2014 فى مدينة ماريوبول الواقعة، على بحر آزوف، تشكلت من اليمين المتطرف، انضمت إلى الحرس الوطنى الرسمي، يعتبرها المتطرفون اليمينيون كتيبة وطنية، ينظرون إلى أفرادها كأبطال من زمن بانديرا.
تصنف أمريكا وروسيا آزوف حركة إرهابية، فيما بعد تخلت عن هذا التصنيف مع اندلاع الحرب بين كييف وموسكو، وجاء رايان من عالم مجهول، يقرأ رسالة مشفرة، عنوانها “الحرب العالمية مستمرة، ومقاتلو النازية على الدرب”، فماذا فعلت يا رايان؟