Close ad

سجن اللايكات.. كيف سقطنا في فخ الترند؟

23-9-2024 | 17:14

في عالمنا الرقمي المتسارع، بات مصطلح "الترند" جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، نراه يتصدر عناوين الأخبار تارة، ويشغل حيزًا كبيرًا من منصات التواصل الاجتماعي تارة أخرى؛ حيث يوجه اهتمام الملايين حول العالم.

لكن تظل هناك تساؤلات مطروحة، ما الذي يجعلنا نسعى جاهدين لركوب موجة الترند؟.. وهل هذا السعي يمثل رغبة حقيقية في التعبير عن أنفسنا أم مجرد محاولة يائسة للانتماء إلى جماعة؟

فلا شك أن "الترند" يمكن أن يكون قوة دافعة للتغيير الإيجابي. فقد شهدنا كيف استطاعت بعض الحركات الاجتماعية أن تحقق أهدافها بفضل انتشارها السريع عبر المنصات الرقمية، كما أن "الترند" يمكن أن يكون وسيلة ممتازة لنشر الوعي حول قضايا مهمة. وقد يكون ذلك في شكل حملات توعية، أو مبادرات تطوعية، أو دعوات للتغيير الاجتماعي، لأن مثل هذه الترندات تتميز بقدراتها على توحيد الناس حول قضية مشتركة، وإلهامهم للعمل معًا لتحقيق هدف مشترك.

ولكن على الجانب الآخر، نجد أن السقوط في فخ الترند يحمل في طياته العديد من الجوانب السلبية، ففي ظل السعي المحموم للحصول على أكبر عدد من الإعجابات والمشاركات، قد نتجاهل جودة المحتوى، أو اللجوء إلى أساليب رخيصة لجذب الانتباه.  فضلا عن أن التركيز الزائد على "الترند" قد يؤدي إلى فقدان هويتنا الفردية وتقليد الآخرين بشكل أعمى؛ حيث يشعر الكثير من الأفراد بالحاجة إلى الانتماء إلى مجموعة أو مجتمع معين، وأن "ركوب الترند" يوفر لهم هذه الفرصة من خلال المشاركة في شيء مشترك مع الآخرين.

وهذا الأمر يجعلنا نقف قليلا لنفكر في هذا السلوك المعقد، وأن نسعى إلى التوازن بين المشاركة في الحياة الرقمية وبناء حياة حقيقية سعيدة ومثمرة.

وأخيرًا، أرى أن "السقوط في فخ الترند" ظاهرة معقدة تتطلب منا التفكير بعمق في دوافعنا وأهدافنا؛ حيث يمكننا تغيير هذه الدائرة المفرغة من خلال الوعي بأخطار التريندات، وتطوير عادات صحية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز على بناء علاقات حقيقية مع الآخرين. 

لذا علينا أن نتذكر أن القيمة الحقيقية تكمن في أنفسنا وفي إنجازاتنا، وأن نكون حذرين من الوقوع في فخ المظاهر، وأن نسعى دائمًا إلى تطوير أنفسنا والمساهمة في بناء مجتمع أفضل.

كلمات البحث
فيروس أخطر من كورونا

اجتاح مجتمعنا الفترة الأخيرة فيروس أشد خطرًا من "كورونا" وهو "فيروس التيك توك"، منذ الربع الأول لعام 2018، والذي بلغ عدد مستخدميه أكثر من 1.5 مليار؛ منهم

كورونا يرسم ملامح وظائف المستقبل

واجه العالم أزمة انتشار "فيروس كورونا المستجد"، والذي لم ير العالم مثيلها من قبل، فلقد حوّل هذا الفيروس العالم إلى جزر منعزلة، الأمر الذي أدى إلى إعادة

كورونا .. وأزمة الأخلاق

كورونا .. وأزمة الأخلاق

هل كورونا حرب بيولوجية؟!

لم تتوقف التفسيرات والتساؤلات عن كون ما أصاب "الصين" بانتشار فيروس كورونا هو بمثابة "حرب بيولوجية" معلنة عليها، أم فيروس انتشر نتيجة تناول وجبات الخفافيش

ممالك النار .. خطايا تاريخية

تابعت كغيري بشغف مسلسل "ممالك النار"؛ والذي تدور أحداثه في 14 حلقة فقط، ينتاول المؤلف من خلاله كيفية دخول الأتراك "آل عثمان" إلى مصر واحتلالها- الصراع

الشرارة

تظل "حرب السادس من أكتوبر1973" نقطة مضيئة في التاريخ، وذلك بعد أن أزالت آثار هزيمة الخامس من يونيو 1967، قدم الجيش المصري من خلالها أقوى الفنون القتال