في 20 سبتمبر اتهم الزعيم الشيشاني رمضان قديروف الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بأنه عطل عن بُعد سيارته الكهربائية طراز "تسلا سايبرترك" (Cybertruck).. وهذه السيارة قد تلقاها قديروف كهدية من ماسك في شهر أغسطس.
وفسر قديروف الموقف؛ لأن سيارته استُخدمت في العمليات العسكرية في أوكرانيا، حيث "قدمت أداءً ممتازًا".. كما كتب في منشور له في تلجرام.
وعلى الرغم من أن قديروف يقف مع الجانب الروسي ضد أوكرانيا.. وعلى الرغم أيضًا من تعاطف الغرب مع أوكرانيا ضد روسيا.. إلا أن إيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة تسلا، المالكة للسيارة شرع على الفور بنفي هذه الاتهامات عبر "منصة إكس" التي يمتلكها أيضا، واصفًا كلام قديروف بأنه "كذبة".
ماسك نفى تلك المزاعم؛ لأنه يعرف جيدًا تأثير تلك الأقاويل (سواء كانت كاذبة أو صادقة) على أسهم شركته في البورصات العالمية.. ولأننا جميعًا نعلم أن رأس المال جبان.. فكان لابد أن يخرج النفي سريعًا ومباشرًا ولا انتظار فيه.
شخصيًا أعتقد أنه يمكن لإيلون ماسك فعل ذلك في أي وقت وفي أي مكان.. لكنه ربما لم يفعلها هذه المرة.. ولكن ما زال بإمكانه فعلها في الزمان والمكان المطلوبين، إما برؤية شخصية منه أو بضغط من الحكومات الغربية التي ينتمي إليها.
كلام قديروف ذكرني بما قاله مؤثر بريطاني شهير يدعى أندرو تيت.. وهو ملاكم كيك بوكسينج سابق، اشتهر بمعاداته لمنظمات حقوق المرأة ولمجتمع الشواذ..
وقال تيت في مقابلة شهيرة: إنه ضد الدفع النقدي الإلكتروني، وإنه ضد استخدام السيارات الكهربائية، لأنه يمكن للشركة التي تُصنعها أن تعطلها في أي وقت.. ويضيف في مقابلة انتشرت بشكل واسع على الإنترنت وحققت ملايين المشاهدات: "السيارة الكهربائية ترسل كل إحداثياتها لحظة بلحظة للشركة الأم.. فالشركة تعرف أين تقف السيارة وأين تتحرك.. حتى أنها أحيانًا تشاهد الطرق التي تمر فيها.. وهو ما يتيح لها خاصة القيادة الذاتية.
لذلك يخشى أندرو تيت في المستقبل من إمكانية تعطيل السيارات الكهربائية من قِبل ملاكها في أي وقت.. واستخدام تلك السيارات في شل حركات المرور في الدول المعادية.. لذلك هو يفضل السيارات العادية؛ لأنه يمكنه قيادتها في أي مكان.
حديث أندرو تيت تقريبًا يوضح بطريقة أو أخرى ما حدث في لبنان من تفجير أجهزة الرسائل الفورية (البيجر).. حين أعلنت إسرائيل عن استهدافها بعضًا من عناصر حزب الله بتفجير هواتف البيجر من بُعد.. وبعدها تمت عملية استهداف عن بعد لأجهزة الاستقبال اللاسلكية.
وللحقيقة ما جاء به أندرو تيت أو قديروف أو جرائم إسرائيل باستخدام التعطيل أو التفجير عن بعد ليس بأمر جديد؛ بل كان متوقعًا له أن يظهر يومًا ما.. فقد توقع فيلم "عدو المدينة" enemy of the state والذي أُنتج في عام 1998، (أي منذ 26 عامًا) أن هذه هي أسلحة المستقبل.. وأنه يمكن للتكنولوجيا أن تستخدم في أي وقت ضدك أو ضد حريتك.. والرجل الحكيم في الفيلم أو الرجل الخبرة (مساعد البطل)؛ والذى لعب بطولته جين هاكمان.. نصح البطل "ويل سميث" أن يتخلص من كل الأشياء الإلكترونية التي يحملها معه، والتي قد تكون سببًا في هلاكه.
حقًا التكنولوجيا سلاح ذو حدين.. أرى أنها مع الوقت تنقلب إلى سلاح ذي نصل حاد يغرز بخفة في جوانبنا دون أن نلحظه.. ينتظر الوقت والمكان المناسبين للقضاء علينا.
وأحب أن أشرح كيف تذكرت اسم أندرو تيت للكتابة عنه.. فقد شاهدت فيديو له بطريقة عابرة، مررت عليه واستمعت لكلامه، ثم شاهدت فيديو غيره، وهكذا هو حال التصفح في وسائل التواصل الاجتماعي.. تشاهد يوميًا عشرات الفيديوهات القصيرة دون أن تحفظ بداخل هذه الفيديوهات.. فقط تتذكر الكلمات والمواقف.
ذهبت لمنصة التواصل الاجتماعي وتصفحت أرشيف المشاهدة.. العملية استغرقت نحو نصف ساعة، حتى وجدت الفيديو.. لم يكن اسمه مكتوبًا على عنوان الفيديو ولا في التعليقات.. اقتصصت صورته من الفيديو وحفظتها.. ثم بحثت بصورته في جوجل لينسز.. فأمدني جوجل بكل بياناته الشخصية وقصته المثيرة للجدل.
ملحوظة: التكنولوجيا مفيدة أحيانًا.
[email protected]