في العام 2008 قرر زوجان في منتصف العمر تجربة نوع معين من العسل، تم جمعه من منطقة قريبة من البحر الأسود في تركيا - ثم انتهى بهما الأمر في المستشفى بأعراض تشبه النوبات القلبية وقيء شديد مستمر. فكانت النتيجة صادمة للجميع، فما هو نوع هذا العسل؟
موضوعات مقترحة
إنه العسل المجنون، فما هي قصته ؟ وكيف تم استخدامه قديماً في الحروب.
العسل المجنون ورحيق شجيرة الرودو
العسل المجنون ورحيق شجيرة الرودو
يُنتَج العسل المجنون من النحل الذي يمتص رحيق شجيرة الرودو دندرون بونتيكوم، وهو من النباتات السامة التي تنمو في اليابان ونيبال والبرازيل وأجزاء من أمريكا الشمالية وأوروبا ومنطقة شرق البحر الأسود في تركيا. ويقال إن هذا النوع من العسل له مذاق أكثر مرارة من العسل "العادي"، وتكون السمية أقوى في العسل الطازج الذي يتم جمعه في فصل الربيع، عندما تكون شجيرات الرودودندرون من بين أول النباتات التي تزهر.
من مادة مسكرة إلى مادة قاتلة
إن العسل المجنون يمكن أن يتحول من مادة مسكرة إلى مادة قاتلة في بضع ملاعق كبيرة فقط. ولأن قوة التأثير تختلف من خلية إلى أخرى، فلا توجد طريقة أكيدة لمعرفة متى يكون الأمر كافياً ومتى يكون خطراً،. وفي حالة الزوجين اللذين انتهى بهما المطاف في قسم الطوارئ، تسببت جرعات كبيرة بشكل متزايد من العسل السام في حدوث احتشاء حاد في عضلة القلب السفلية، مما أضاف إلى الدوخة وانخفاض ضغط الدم وفقدان الوعي اللذين ربما عانى منه بالفعل عند تذوقهما لأول مرة.
أعراض مخيفة
تحتوي بعض أنواع زهور الرودودندرون، والتي يعتمد عليها النحل في الحصول على الرحيق، على مادة جرايانوتوكسين، والتي يمكن أن تسبب تفاعلًا فسيولوجيًا حادًا لدى البشر والحيوانات. يمكن أن تسبب سموم الجرايانوتوكسين انخفاضًا تدريجيًا في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وإذا تم استهلاك الكثير منها، فقد تكون قاتلة.
ويحذر الأطباء من مخاطر العسل المجنون، مشيرين إلى أنه قد يسبب الدوار وتباطؤ ضربات القلب والهلوسة والشلل وفقدان الوعي.
العسل المجنون ورحيق شجيرة الرودو
استخدام العسل المجنون في الحروب
العسل المجنون موجود منذ عشرات الآلاف من السنين، ويعود إلى العصور القديمة.
كانت إحدى أولى الروايات عن العسل المجنون في التقارير التاريخية من تأليف إكسينوفون من أثينا، وهو تلميذ سقراط ومؤرخ يوناني وجندي. ففي عام 401 قبل الميلاد، كتب إكسينوفون أنه في عام 401 قبل الميلاد، عاد الجيش اليوناني على طول شواطئ البحر الأسود بعد هزيمة الفرس.
إكسينوفون
جيش إكسينوفون
وعند قرب مدينة طرابزون (في شمال شرق تركيا)، قرر جيش إكسينوفون أن يتغذى على العسل المحلي المسروق من بعض خلايا النحل القريبة، وبعد ساعات قليلة، بدأ الجنود يتقيؤون ويعانون من الإسهال وفقدان التوازن ولم يعد بوسعهم الوقوف؛ وبحلول اليوم التالي اختفت الآثار وواصلوا رحلتهم إلى اليونان.
وقعت حادثة أخرى في عام 67 قبل الميلاد عندما كان الرومان بقيادة بومبي الكبير يطاردون الجيش الفارسي بالقرب من البحر الأسود؛ حيث الكثير من هذا العسل. ولأن الفرس كانوا على علم بتأثير العسل المجنون، فقد تركوا أواني مليئة به في كل مكان عمدًا حتى يجدها الجيش الروماني.
وأكل الجيش الجيش الروماني منه حتى فقدوا صوابهم، ولم يتمكنوا من القتال. عاد الجيش الفارسي مستغلاً هذه الفرصة ، وقتل أكثر من 1000 جندي روماني مع خسائر قليلة في صفوفه.
الإمبراطورة أولجا
الإمبراطورة أولجا
في عام 946 م، خدعت الإمبراطورة أولجا أميرة كييف وحلفاؤها 5000 رجل روسي وأرغموهم على شرب نوع من الخمور ممزوج بالعسل المجنون. وبمجرد أن دخلوا في حالة من الهذيان، قتلت قوات كييف هؤلاء الرجال الخمسة آلاف المصابين بالهذيان واكتسبت الغلبة في الحرب.
الإمبراطورة أولجا
إيفان الرهيب
في عام 1489، استعان إيفان الرهيب، أمير موسكو العظيم وقيصر عموم روسيا الأول.
وقواته بقصة الإمبراطورة أولجا ولجأوا إلى حيلة مماثلة مع قوات التتار. فقد تركوا وراءهم حاويات من نبيذ العسل المسكر ليهضمه جنود العدو. وبعد أن بدأ الرجال في الهلوسة، جاءت قوات إيفان وذبحت أعداءهم.