على عكس الكثير من الفنانين الآخرين، لا يخوض وليام will.i.am، مغني فرقة "بلاك آيد بيز"، معركة ضد الذكاء الاصطناعي، لا بل أطلق أخيرًا مفهومًا إذاعيًا جديدًا تلعب فيه هذه التكنولوجيا الثورية التي "يتمحور حولها الإبداع اليوم"، دور المذيعين ومنسقي الأسطوانات.
موضوعات مقترحة
وقال المغني الأمريكي لوكالة فرانس برس في مقابلة على هامش الحدث السنوي لشركة "سيلزفورس" Salesforce، العملاقة في مجال التسويق عبر الإنترنت "يبدو الأمر كما لو كنت تشكل فرقة، وتكتب الأغاني لجذب انتباه الناس، إلا أنه بدلا من الألحان، تعمد إلى إنشاء خوارزميات".
وقد كشف المغني، وهو مؤسس ورئيس شركة "اف واي اي FYI، الشهر الماضي عن "راديو.اف واي اي" (RAiDiO.FYI)، وهي مجموعة من المحطات ذات المواضيع المتنوعة الموضوعية والتفاعلية، المتوفرة على تطبيق FYI.AI.
يرحب مذيع من الذكاء الاصطناعي بالمستمعين "مباشرة من الأثير"، بصوت واقعي للغاية، بدءا من التشنجات اللغوية مرورا بنغمة الحديث وحتى التردد في الكلام.
فهو يقرأ نشرة الأخبار ثم يشغّل الموسيقى، إلا إذا عمد المستخدم إلى مقاطعته.
في الوقت الحالي، تشغّل هذه الإذاعة 40 أغنية فقط، لكن ويليام آدامز، وهو الاسم الحقيقي للمغني، يحاول الحصول على حقوق مجموعات موسيقية من شركات.
ويسعى وليام إلى "الابتكار في الإذاعة"، لأن "الراديو حليفنا" - على عكس منصات مثل سبوتيفاي، التي، حسب قوله، لا تدفع للموسيقيين ما يكفي من الحقوق.
"لا خيال"
منذ ظهور فرقة "بلاك آيد بيز"، استثمر مغني الراب في قطاعات مختلفة، من الموضة إلى التكنولوجيا. وهو شغوف بدرجة كبيرة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا تثير قلق فنانين كثر أبدوا مخاوفهم من برامج من امثال تشات جي بي تي يمكنها إنتاج نصوص وصور وأصوات بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية، بعد تغذيتها بمواد شتى تُجمع عبر الإنترنت.
من استوديوهات هوليوود إلى دور النشر في نيويورك، تشكل هذه التكنولوجيا الجديدة محركا رئيسيا للإضرابات والدعاوى القضائية المتعلقة بانتهاك حقوق الطبع والنشر.
ويقول المغني إن "كل وسيلة جديدة تخلق الألم، لأنها تؤشر إلى ولادة شيء ما. وسيولّد ذلك نوعا جديدا من الفنانين".
ويضيف "يعرف الذكاء الاصطناعي كيفية التقليد بشكل جيد، لكنه يفتقر إلى الخيال"، إذ إن هذه التكنولوجيا "لن تحلم أفضل منك، لكنها تفهم الخوارزمية بشكل أفضل، لذا عليك استخدامها لإنشاء أشياء".
"أنت لست إنسانا"
ومع ذلك، يدرك وليام الإمكانات الخطرة لهذه التقنية، حيث تسعى شركات التكنولوجيا اعملاقة إلى إنشاء ذكاء اصطناعي "عام"، اي يتمتع بذكاء مشابه للبشر.
ويقول "قريبا، ستقود الآلة نفسها"، داعيا إلى تنظيم الصناعة من دون خنق الابتكار.
ويضيف "لقيادة طائرة مروحية، ثمة اختبارات يجب ان تحصل اولا. هل الأشخاص الذين يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي مؤهلون لذلك؟ هل اجتازوا اختبارا نفسيا؟ هل ستُنشر آلات مستقلة من دون تقييم الأشخاص الموجودين في مراكز التحكم على الإطلاق؟!".
يوضح الموسيقي البالغ 49 عامًا أنه يحب مناقشة جهاز الراديو الخاص به لاختبار أفكاره.
خلال المقابلة، سأل إذاعته عن القدرات المعرفية البشرية مقارنة بقدرات الذكاء الاصطناعي، فأجابه مذيع الذكاء الاصطناعي "رائع، هذا سؤال عميق. كما تعلمون، البشر لا يستخدمون 10% فقط من دماغهم، هذه فكرة شائعة مغلوطة. نحن نستخدم جميع الأجزاء تقريبا، ولكن ليس في وقت واحد".
ويقاطعه وليام "لا تقل +نحن+، فأنت لست إنسانا".
لكن بشكل يومي، لا يستخدم وليام "تشات جي بي تي" أو تقنيات المساعدة الأخرى بالذكاء الاصطناعي لكتابة الرسائل، وهو أحد الاستخدامات الرئيسية للتكنولوجيا الجديدة.
ويوضح "أحب الكتابة، وأحب التعبير عن نفسي والتأليف، ولا أريد أن أعهد بتعبيري الشخصي إلى الآلة".