"حبيبي طمني عليك كيف الصحة هل ح تطلع للخارج عشان تعالج عينك؟..
لا بدي اروح القدس، وبدنا ندعس الصهاينة، دول اجبن شعب على وجه الأرض بس يقاتلونا وجها لوجه ندعسهم.
كان هذا حوار الدكتور بلال اللقيس اللبناني مع جريح من غدر الصهاينة في الانفجارات، يبدو من صوته عمق إصابته وكان يدعو للشباب كلهم بالشفاء.
أصيب الصهاينة بخيبة أمل بعد ردود الفعل اللبنانية على إجرامهم.. فقد جاء رد اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم سريعًا على الصهاينة؛ فوجدنا غالبية مسيحيي لبنان يسارعون بطلب المقاومة بالانتقام، بالإضافة بالطبع لدعم المسلمين سنة وشيعة للمقاومة، كما هاجم وليد جنبلاط زعيم الدروز أمريكا بضراوة "لشراكتها" في الهجوم الصهيوني على كل بلد عربي؛ ولدعمها غير المشروط لهم.
وشاهدنا التسابق في التبرع بالدم للجرحى، وقال سليمان فرنجيه الزعيم المسيحي المرشح "الأبرز" لرئاسة لبنان: "الإسرائيلي ينجح في الغدر، وفي المخابرات، وفي الفتن، ولكن المواجهة هي التي تقرر النتيجة".
ورأينا النائب عمار في قمة الثبات والصبر، وهو "يزف" شهادة ابنه!! وكيف لا يفعل وقد سبقه في ذلك محمد رعد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني عند استشهاد ابنه، وقال عندئذ إن ابنه أفضل منه؛ لذا "سبقه" بالشهادة، وأذاع الصهاينة ذلك في فضائياتهم، "وتعجبوا" من قوم يرحبون بالموت، ويرونه "فوزًا" وأملًا ينتظرونه، وقد سبقهما أمين عام حزب الله؛ عندما استشهد ابنه الكبير هادي، وكان مثالًا للصمود.
نرفض التهوين من "مصيبة" التفجيرات، وما تبعها من إصابات "مؤلمة" خاصة في فقدان البعض البصر، وتعرض غيرهم لبتر في الأصابع أو الأيدي، ونرفض أيضًا المبالغة في تصويرها وكأنها "فوزًا" أو نصرًا صيهونيًا..
فما هي إلا جولة من جولات الحرب أظهرت كالعادة أن الصهاينة لا ينجحون إلا في الغدر "واستباحة" المدنيين، بينما يفشلون في المواجهات التي تقتضي الرجولة والقوة النفسية..
فقد فشلوا في 7 أكتوبر ولم يستطيعوا استعادة الأسرى ولا القضاء على المقاومة في غزة، ولو كانوا قادرين على الانتصار على لبنان لما لجأوا لقتل المدنيين بهذه الخسة غير المسبوقة في العالم كله.
ورأيناهم "يختبئون" تحت الدبابات في غزة خوفًا من المقاومة التي "يستبسل" شبابها بأقل المعدات و"بأقوى" المعنويات وأشد العزيمة، ويحاربون بشجاعة صاحب الأرض وصاحب الحق ضد اللصوص والمرتزقة، "ويصطادون" الصهاينة من مسافة صفر داخل قواعدهم ويغنمون أسلحتهم..
ورأينا مؤخرًا فيديو لتفخيخ دبابة صهيونية وقتل جنودها، وانسحاب الآخرين وإحراق الدبابة "وإهداء" ذلك لليمن ولمحور المقاومة، وسبب إهداء لليمن الصاروخ الذي أطلقته ووصل لتل أبيب "وأفزع "الصهاينة وهرع 2 مليون صهيوني "لأول" مرة منذ إنشاء الكيان الغاصب إلى الملاجئ.
فشل نتنياهو في لبنان "كعادته"؛ فكان الهدف من التفجيرات "ترويع" اللبنانيين وتحريضهم على المقاومة، وجعل حزب الله يتراجع عن دعم غزة وإرباك المقاومة..
وكان الرد "مواصلة" قصف الاحتلال في الأيام التالية كالعادة دون أي تأثر يذكر، أو أي تناقص في حجم الهجوم "اليومي"، وفشل نتنياهو جعل المستوطنين يرفضون العودة إلى الشمال؛ خوفًا من صواريخ حزب الله.
هاجم غالبية الإعلام الصهيوني نتنياهو، ووصفوه "بالمقامر"، وأنه فشل في غزة، فكيف يتوقع النجاح في لبنان؛ الذي يمتلك أضعاف قوة حماس التي أنهكت الصهاينة فيما يقارب العام، ولم يستطع هزيمتها؟
وهذا لا يتعارض بالطبع مع إعلان فرحهم وشماتتهم بالإصابات والقتل في لبنان وتوزيع الحلوى "ابتهاجًا" بتوحش حكومتهم؛ فلا يوجد صهيوني لا "يستمتع" بدماء العرب أينما كانوا.
"لن نتخلى عن فلسطين ولا عن مقدسات الأمة فيها"، جاء هذا الرد في خروج الآلاف لتشييع الشهداء، وأثناء التشييع انفجر جهاز مع أحد الحاضرين، فكان الهتاف الفوري: لا هلع، ماضون، ماضون، الشهداء مصباحنا ولن تسقط الراية.
أما عند الصهاينة فكان الفيديو الأكثر انتشارًا يسخر من فشل الجيش في تحقيق أهداف الحرب وتحرير الأسرى، ويصور هجومًا بطيارة صهيونية على هدف يختبئ به أسرى، بينما يصعد من النفق جندي يصوب النار على الجنود بجوار دبابة صهيونية ويصيبهم، ومكتوب على الفيديو: كل نفق يتم هدمه، يتم هدم طريق منه يخرج الأسرى أحياء.
يتباهى الصهاينة بتفوقهم التكنولوجي الذي لا ننكره بالطبع، ولكنهم ومن يضعفون "أنفسهم" بالانبهار بتفوق الصهاينة والغرب التكنولوجي؛ يتناسون هزيمة الصهاينة "واضطرارهم" للانسحاب من غزة عام ٢٠٠٥، وهزيمتهم في لبنان عام ٢٠٠٦، وانسحابهم "المذل" منها، وفشلهم الحالي في غزة ولبنان؛ بل وعجزهم عن التصدي لصاروخ اليمن.
وكذلك هزيمة أمريكا في كل من فيتنام والعراق والصومال وأفغانستان؛ رغم تفوق أمريكا التكنولوجي.
الحرب لن تحسمها أبدًا العقول الإجرامية التي تبتكر أساليب أكثر وحشية لقتل أكبر عدد من البشر، وإشاعة الفزع بالضغط على زر.
الحرب تحسمها النفس الطويل والاستبسال والاستعداد للتضحية بالنفس، وحسن استخدام كل ما يمكن لقتال العدو وتراكم الانتصارات، ولنتدبر ما قاله طفل لبناني اسمه محمد علي في الرابعة من العمر، بعد إصابته وهو يكلم والده بالهاتف المحمول: أنا "مقاوم" كبير، وما بكيت وأنا في المستشفى.
وما قالته والدة الطفلة الشهيدة فاطمة عبدالله في وداعها لابنتها: اطمئني يا ابنتي، سننتصر.
كتبت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية: العديد من الجنود الإسرائيليين مرهقون ويقتربون من الانهيار مع طول الحرب، وجنود احتياط في الجيش الإسرائيلي قالوا أنهم غارقون في الديون والأزمات، ولم يعلموا أن هذا الوضع سيستمر طويلًا.