شدد تشانغ شيانغ تشن، نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، في حوار مع «الأهرام إبدو»، على ضرورة إصلاح المنظمة من أجل دعم البلدان النامية بشكل أفضل، حيث يري أنه يجب على مصر والدول الأفريقية الاستفادة من الرؤية الجديدة للعولمة التي تعمل منظمة التجارة العالمية على صياغتها، ويمكن لدولة نامية كبرى مثل مصر أن تلعب دوراً مهماً للغاية في عملية إصلاح منظمة التجارة العالمية.
موضوعات مقترحة
الأهرام إبدو: ما هو تقييمك للمنتدى العام هذا العام بالنسبة للبلدان النامية؟
تشانغ شيانغ تشن: أنا سعيد جدًا لمشاركة المزيد من ممثلي البلدان النامية في المنتدى العام هذا العام وأيضا لطرح المزيد من الموضوعات المرتبطة باهتماماتهم وتوقعاتهم، على سبيل المثال، تخفيض تكلفة التحويلات المالية هو مطلب من البلدان النامية.
وقد طرحت الهند مقترحاً في لجنة الخدمات، كما طرح المغرب، وهو بلد نامٍ آخر في أفريقيا، هذه المسألة في المنتدى العام.
وقد بدأت منظمة التجارة العالمية ومنظمات دولية أخرى مثل البنك الدولي والبنك المركزي المغربي في مناقشة هذه القضية المعقدة، مما يعد مثالا على أهمية المنتدى العام بالنسبة للبلدان النامية.
ومنظمة التجارة العالمية هى منبر لجميع البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء.
في الماضي، كانت البلدان المتقدمة تهيمن على هذه المنظمة في حين يشارك فيها الآن عدد أكبر من البلدان النامية والتي لها الحق في المشاركة في المفاوضات أو في عملية وضع القواعد. ولكن لا تزال هناك فجوة تتمثل في نقص في المعرفة ونقص في الخبرة.
لذا فإن مسئوليتنا هي مساعدة البلدان النامية وتضييق الفجوة وسماع صوت البلدان النامية داخل المنظمة، ونحن بحاجة إلى مزيد من النقاش ومن التعاون والمساعدة التقنية والشفافية والمعرفة الرقمية لمساعدة هذه البلدان.
إلى أي مدى يمكن أن تساهم منظمة التجارة العالمية في مكافحة تغير المناخ؟ وما هو الدور المحدد الذي يمكن أن تلعبه البلدان النامية في هذا المجال؟
- يمثل تقليل التغير المناخي تحديًا عالميًا لا يمكن للشركات الصينية التي تمتلك التكنولوجيا والخبرة، أن تستخدم هذه التكنولوجيا وتتحول من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم إلى المزيد من الطاقة المتجددة، وأنه تحول صعب للغاية.
اليوم الاتجاه أصبح واضحا، فقد أدركت البلدان النامية أن الوقت قد حان للتوفيق بين التجارة والبيئة، فمنذ عدة سنوات، شاركت بعض البلدان النامية في النقاش حول تغير المناخ وعملت على مبادرة قدمتها الصين وفيجي والمغرب بشأن التلوث البلاستيكي، واليوم يشارك 77 عضوًا في هذه المبادرة، بما في ذلك الجهات الفاعلة الرئيسية مثل الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، وهذه مبادرة تقودها البلدان النامية، فيجي والمغرب والصين وغيرها، اليوم البلدان النامية لديها توقعاتها الخاصة بها فيما يتعلق بالتخفيف من تغير المناخ، وبالتالي فإن الوضع مختلف عما كان عليه قبل عشرين عامًا.
واليوم تشارك البلدان النامية أيضًا وجهة النظر القائلة بأننا لا نملك سوى كوكب واحد، وعلينا أن نقوم بواجبنا لحماية البيئة والتخفيف من تغير المناخ.
منظمة التجارة العالمية، التي تحتفل بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، تقوم حاليًا بمناقشة كيفية إصلاح قواعدها التجارية. كيف يمكن لهذا الإصلاح أن يخدم البلدان النامية؟
- هناك إجماع بين الأعضاء، بما فيها البلدان النامية، على ضرورة إصلاح منظمة التجارة العالمية بعد 30 عامًا من وجودها. نحن بحاجة إلى الإصلاح حتى تتكيف المنظمة بشكل أفضل مع الديناميكيات الجديدة للتنمية الاقتصادية والعولمة والتطور التكنولوجي، بما في ذلك هدف خدمة البلدان النامية بشكل أفضل. ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية للإصلاح الهيكلي في مساعدة البلدان النامية على الاندماج بشكل أفضل في النظام التجاري المتعدد الأطراف، بحيث يستفيد عدد أكبر منها بشكل كافٍ من تكامل الاقتصاد العالمي والعولمة.
وقد كان النظام التجاري المتعدد الأطراف بديهيًا إلى حد ما على مدى العقود الثلاثة الماضية، فبعض البلدان النامية تستفيد منه إلى حد كبير، مثل الصين وفيتنام وكازاخستان وكوستاريكا، ولكن يجب أن أعترف بأن توزيع فوائد البلدان النامية من تكامل الاقتصاد العالمي غير متكافئ.
فبعض البلدان النامية، لا سيما البلدان الأفريقية لا تستفيد بما فيه الكفاية من التكامل.، وهناك أسباب عديدة لذلك، فالنظام القانوني والقواعد ليست متوازنة.، نحن بحاجة إلى تحسينها، وهناك أيضًا نقص في المعرفة والخبرة، وتحتاج البلدان النامية إلى المزيد من المساعدة التقنية للحاق بالركب من الناحية التكنولوجية، لذا في عملية الإصلاح الهيكلي، يجب أن تكون للتنمية بعد مهم في عملية الإصلاح الهيكلي، وفي رأيي، يجب أن تشارك البلدان النامية مشاركة فعالة وإيجابية، لأن الأمر متروك لها لتحديد نوع النتيجة التي ستحصل عليها.
منظمة التجارة العالمية بصدد صياغة رؤية جديدة للعولمة.. كيف يمكن للبلدان النامية، ولا سيما البلدان الأفريقية ومصر، الاستفادة من هذه الرؤية الجديدة؟
- على غرار العديد من البلدان النامية الأخرى، أنشأت مصر قاعدة تصدير ناجحة وقد حققت الكثير من التقدم، وفي عملية الإصلاح التكييفي، أعتقد أن دولة نامية كبيرة مثل مصر يمكنها أن تلعب دورًا مهمًا للغاية، لديكم ممثل في منظمة التجارة العالمية وهو نشط للغاية ويمكنه شرح موقف بلده بدقة شديدة، نحن نقدر ذلك كثيرًا.
إذا استطاعت جميع البلدان أن تفعل الشيء نفسه، سيكون للبلدان النامية موقف قوي جدًا في عملية الإصلاح، لذلك نحن نشجع البلدان النامية مثل مصر على الاستمرار في لعب هذا الدور البناء والإيجابي في الإصلاح على المدى الطويل، لأنه مع المزيد من المشاركة البناءة والإيجابية، يمكن أن تكون النتيجة أكثر ملائمة للبلدان النامية، وأعتقد أن الخيار الأسوأ هو البقاء بعيدًا عن هذه العملية، ولكن يجب أن نكون جزءا منها.
هل هناك حاجة إلى قواعد تجارية جديدة لتعزيز التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي؟ وكيف يمكن للبلدان النامية الاستفادة من هذا المجال؟
- يعتمد ذلك على مشاركة البلدان النامية، فإذا كانت جميع البلدان النامية مهتمة وتشارك بإيجابية ونشاط، يمكن أن تكون النتيجة مختلفة تمامًا.
أما إذا لم يكن هناك سوى عدد قليل من البلدان المتقدمة حول هذه الطاولات، فمن الصعب القول بأن النتيجة ستكون إيجابية.