حوار من الذاكرة.. تحية كاريوكا: أكره الكذب وضرب الأطفال.. وسليمان نجيب وحبي الأول أكبر داعمين في رحلتي |فيديو

رحلة من الإبداع والعمل بدأب وشغف كانت هي شعار رفعته النجمة الراحلة تحية كاريوكا، فمن الحياة التي تمتلئ بالمعاناة منذ الطفولة إلى أيقونة في الفن المصري القديم، لم تتوقف حدود إبداعها عند مهنة الرقص، بل طوعت موهبتها لتصبح صاحبة رقصة تحمل نفس اسمها "كاريوكا"، هذا الأسم الذي حمل لها بصمة داخل وخارج مصر وظل لقبًا مميزًا لم تستطع راقصة منافستها في خلق تيار مواز لها.

كاريوكا التي يمر ذكرى رحيلها اليوم الجمعة "20 سبتمبر" ظلت علامة فارقة في تاريخ الفن المصري، حتى بعد اعتزالها الرقص وتقدمها في العمر وزيادة وزنها، فقد حجزت لنفسها مكانًا آخر في عيون جمهورها ومحبيها بتقديمها لأدوار الأم في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، فلم تكن الراحلة موهوبة فقط في مهنتها التي شقت فيها طريقها منذ الطفولة بل كانت ممثلة محترفة لها باع وحضور طاغي أمام جميع النجوم الذين وقفت أمامهم من الكبار مثل يوسف وهبي، ونجيب الريحاني إلى هؤلاء الذين كانوا يقاربونها في السن مثل شكري سرحان وعماد حمدي وآخرين.
 

مرحلة الطفولة

لم تكن طفولة الراحلة بالسعيدة حتى أنها وصفتها في أحد حواراتها التلفزيونية بأنها كانت صعبة نتيجة لوفاة والدها في عمر صغير حيث عاشت في منزل جدتها "والدة والدها" والتي كانت تطالبها بأن تكون فتاة قوية حيث قالت "جدتي علمتني أن آخذ حقي بيدي وكانت تمنحني أموال عندما أضرب أي حد ضربني حتى أنني في طفولتي كنت ألعب مع الصبيان، ثم دخلت مدرسة داخلي، وكانت السبب في تغير سلوكي وتعليمي الأدب".

بدأت تحية كاريوكا الرقص في سن صغير في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهي في سن صغيرة، وسافرت إلى القاهرة هربًا من تعذيب أخيها، واكتشفت موهبتها الفنانة بديعة مصابني وضمتها إلى فرقتها عام 1935 لحين بدأت تطرق أبوابها إلى عالم السينما من خلال بوابة تعارفها بالفنان الراحل سليمان نجيب الذي كان له الدور الأكبر في تغيير شخصيتها، وتروي تحية في أحدى لقاءتها التلفزيونية مع الإعلامية بوسي شلبي عن تأثير الراحل سليمان نجيب في رحلتها الفنية والتثقيفية هو وآخرون.

علاقتها بسليمان نجيب وماري منيب

أكدت كاريوكا في حوارها أن هناك أشخاصًا كثيرة مؤثرة في حياتها في مقدمتهم الراحل سليمان نجيب الذي صمم على التحاقها بمدرسة فرنسية بعد أن وجدها متفوقة في نطق اللغة حيث أنها كانت قد تركت المدرسة بسبب إعانتها لأسرتها، حيث كان يقوم بدفع مصروفات المدرسة ثم قام بتعليمها فن السولفاج وكان هو السبب الرئيسي في معرفتها بالراحل نجيب الريحاني والذي قدمت معه فيلمها الشهير "لعبة الست".

وتحدثت كاريوكا أيضًا عن دعم الفنانة الراحلة ماري منيب لها والتي كانت تعتبرها والدتها الثانية ونشأت بينهم علاقة طيبة خلال فترات التصوير حتى أنها تروي أنها كانت تحضر الفطار وتنظرها حتى تأتي ويأكلون معًا.
أما عن دعم نجيب الريحاني لها فقد كان كبيرًا، وتروي كاريوكا أنهم قاموا برفع أجرها إلى مبلغ 2500 جنيه وهو رقم كان يمثل ثروة في هذا الوقت، حيث أنها كانت رافضة للوقوف أمام الريحاني في البداية وكانت حينها مجرد راقصة صغيرة لكنها بعد تعارفها به خصوصًا بعد أول يوم تصوير والذي لم تنطق فيه بكلمة واحدة وجدته بالفعل شخص مهذب وداعم لموهبتها ولا يحمل عقد النجوم الكبار.

 

لقب كاريوكا

تروي الراحلة قصتها مع اللقب الذي أطلق عليها بعد قيام مدرب الرقص زاك ديكسون بتصميم تلك الرقصة لها، وتعود الفكرة إلى فيلم "down to rio" لــ جنجر روجرز وفريد أستير، حيث إن هناك رقصة شهيرة تسمى بالكاريوكا كات تقدم على ضفاف نهر الريو نفذها لها ديكسون ومن هنا اكتسبت شهرتها في تلك الرقصة وحصدت اللقب الذي كانت تنادى به، ورغم ضيقتها من منادتها بهذا اللقب وتجاهل اسمها في البداية لكنها عدلت موقفها بعد أن وجدت أحد المهاجرين العرب في أمريكا يناديها به حيث أدركت أنها وصلت على العالمية.

كما نوهت الراحلة في أحد لقاءاتها السابقة، أن مدربة الرقص الكلاسيك سونيا ايفانوفا كانت سببًا في خلق أسلوبًا مختلفًا لها في الرقص حيث علمتها كيف تستخدم وجهها وحركات يديها في تأدية رقصتها.

 

الحب في حياة كاريوكا

وروت كاريوكا في حديثها أن الحب الأول في حياتها كان أحد الأشخاص الداعمين والمؤثرين فيها فقد علمها كثيرا من أمور الحياة وعلمها كيف تلبس وتأكل، لكن أهله رفضوا زواجه منها وسافر إلى فرنسا.

وتزوجت الراحلة على مدار حياتها 17 مرة أبرزها من المطرب محرم فؤاد والمخرج المسرحي فايز حلاوة، المخرج فطين عبد الوهاب، الفنان أحمد سالم، وكانت الزيجة الأولى من الفنان رشدي أباظه الذي رفضت الارتباط به على مدار 3 سنوات لحين تم الزواج حيث كانوا في البداية أصدقاء من العائلة بالأساس، وظل متمسكًا بالارتباط بها طيلة هذه المدة التي كانت تشجعه فيها على التمسك بعمله في الفن وأن يقبل بالأدوار الثانية حتى تأتيه أدوار البطولة التي كان يستعجل عليها.

 

دور كاريوكا السياسي

لعبت كاريوكا أيضاً دوراً سياسياً بارزًا على مدار حياتها وكان أشهر مواقفها حينما ألقي القبض عليها أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسي السري حيث قامت بمساعدة محمد أنور السادات في هروبه من الإنجليز وحجزه في المعتقل كما تم القبض عليها عندما كانت متزوجة من ضابط من الضباط الأحرار حيث اتهمت بمساعدته في قلب نظام الحكم وتوزيع منشورات.

تكره الكذب والانتظار يثير غضبها

تؤكد الراحلة أنها تكره الذب طيلة حياتها، وأن الكثيرين كانوا يتضايقون دائمًا من صراحتها، كما نوهت أن الانتظار أمر يثير غضبها فليس من المنطقي أن تحضر باكرًا في موعدها وتبدأ التصوير بعدها بـ 12 ساعة، كما أشارت إلى أن ضرب الأطفال أمر يزعجها كثيرًا ولا تستطيع مشاهدته.

وأشارت كاريوكا إلى أن أول علامتها السينمائية الفارقة هو فيلم "بنت الهوى" مع الراحل يوسف وهبي، كما نوهت إلى أن المسرح هو أقرب الفنون بالنسبة لها لأن متعته وحصد نجاحه وقتي مع الجمهور وجميع من يعملون فيه يقومون بأدوارهم كأنهم فريق كرة قدم.

 

الأم تحية

قدمت الراحلة شخصية الأم في العديد من الأعمال السينمائية التي كللت لرحلتها في عالم السينما وذلك في سنوات متقدمة من عمرها، وكان أبرز هذه الأفلام: خلي بالك من زوزو، أم العروسة، باح الخير يازوجت العزيزة، الجراج، يا تحب يا تقب وغيرها لتترك الراحلة تأثيرًا ووجهًا آخر في رحلة الحافلة بالابداعات الفنية التي تجاوزت المئة فيلمًا سينمائيًا.