اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن اشتعال الموقف في الوقت الراهن بين حزب الله اللبناني وإسرائيل يعرقل الجهود الأمريكية للحيلولة دون نشوب حرب واسعة النطاق في المنطقة.
موضوعات مقترحة
وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب جون هادسون أن احتمال نشوب حرب شاملة في لبنان لم يكن قائما منذ بداية الحرب في قطاع غزة في أكتوبر الماضي، إلا أنه بعد تزايد حدة الصراع بين حزب الله وإسرائيل بات من الواضح أن واشنطن غير قادرة على احتواء الأزمة الحالية مع تزايد احتمالات وقوع تلك الحرب.
وأوضح المقال أن تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية التي وقعت مؤخرا في العديد من المناطق في لبنان إلى جانب نشر إسرائيل لمزيد من القوات على الحدود مع لبنان يمثل ضربة قاصمة لجهود الرئيس الأمريكي جو بايدن للحد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن تلك الجهود شملت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة في محاولة لتهدئة الأوضاع.
ولفت الكاتب إلى تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله التي اتهم فيه إسرائيل بالضلوع في تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان ووصفه لتلك الممارسات بأنها " سلوك حربي"، مشيرا إلى أنه مع تبادل الطرفين إطلاق الصواريخ بات من الواضح أن قدرة الولايات المتحدة على حل تلك الأزمة أضعف من أي وقت مضى.
وقال نصر الله في تصريحاته أمس الخميس إن حزب الله لن يتراجع عن موقفه حتى تنهي إسرائيل قصفها في قطاع غزة، معتبرا أن استهداف مواقع مدنية لبنانية مثل الأسواق والمباني السكنية والشوارع المزدحمة يعد "جريمة حرب".
وأشار المقال إلى أن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان تسببت في مقتل 37 شخصا منهم أعضاء في جماعة حزب الله وأطفال وعمال للرعاية الطبية.
وفي الوقت نفسه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر أن الجهود الأمريكية نجحت حتى الآن في منع وقوع حرب متكاملة الأركان في المنطقة، مشيرا إلى استمرار الجهود الأمريكية نحو تحقيق هذا الهدف.
إلا أن بعض منتقدي سياسة الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل يقولون إن الوعود التي تقدمها إدارة الرئيس بايدن لإسرائيل بتزويدها بالأسلحة هي التي تشجع رئيس الحكومة الإسرائيلية (نتنياهو) على إشعال الموقف في المنطقة وعدم السعي للتهدئة.
وأوضح المقال في الختام أن الحرب التي تشنها إسرائيل في الوقت الحالي في قطاع غزة ما زالت تشكل جوهر الصراع في المنطقة، والتي تسببت حتى الآن في مقتل ما يربو على 40,000 شخص وإصابة عشرات الآلاف بالإضافة إلى انتشار المجاعة والأمراض بين سكان القطاع، طبقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.