مازالت حرب الإسرائيليين على غزة تنتظر أياما قليلة، لتصل إلى عام كامل من التهلكة على الشعب الفلسطينى، بعد تدمير غزة وقراها ومدنها، وجعل 2.5 مليون فلسطيني يعيشون تحت نيران الحرب، وأقوى الأسلحة بالطائرات والدبابات والأسلحة الفتاكة من كل نوع وحدب وصوب.
الإسرائيليون يبيدون الفلسطينيين فى غزة، وانتقلوا إلى الضفة الغربية وإلى القدس، 7 ملايين فلسطيني تحت النيران.
العقوبات الجماعية عبر عنها أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بالوصف الدقيق، حين قال إسرائيل تتجه بقوة لتكون دولة منبوذة، فليس هناك أى شىء، يبرر العقاب الجماعى الإسرائيلى اللاحق بسكان غزة، الذين يعانون على نحو لا يمكن تصوره، وأعقبه خبراء أمميون بأن إسرائيل تتجه إلى أن تصبح منبوذة دوليا، على خلفية ما ترتكبه من إبادة جماعية فى غزة، وندد العالم كله بازدواجية المعايير فيما يتصل بالحرب في القطاع، مشددين على وجوب مساءلة إسرائيل.
والصورة واضحة كما يصفها هذا المسئول الأممى الذى يراعى ضميره منذ قيام هذه الحرب الملعونة فى غزة، موضحا أن هذا الأمر لا يمكن تصوره على مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموت والدماء لا مثيل له منذ أن أصبح أمينا عاما فى عام 2017.
خفف جوتيريش الموقف، الصورة لم تحدث حتى في الحربين العالميتين الأولى والثانية، معدلات الموت والتدمير قياسية، والأرقام مخيفة، وإذا كانت إسرائيل تندد بما واجهته فى 7 أكتوبر 2023، فهى عملية إرهابية.
كل دولنا واجهت ما هو أقسى منه، الإرهاب يؤثر فى كل دول العالم، ولا يبرره العقاب الجماعى، وهذا ما نشهده على نحو دراماتيكي فى غزة.
إسرائيل تتخبط وسط هذه الحرب الدائرة، وها هى تهيئ نفسها لنقل المعركة إلى لبنان، لتكرر على شعبها مأساة 2006، عندما دمرت بيروت واحتلت جنوب لبنان، وإذا انطلقت المدافع والطائرات فى هذه الحرب على لبنان، مثلما فعل شارون عام 2006، والمنطقة ملتهبة بتأثيرات حرب غزة، على سكان الشرق الأوسط، فإن الوضع الإقليمى يصل إلى مرحلة خطيرة، تنذر باندلاع موجة إرهابية وعدم سيطرة إقليمية كبيرة، على المنطقة والعالم.
نحن نحذر منها وندرك أننا أمام عدو مختلف هذه المرة، لأن نتنياهو ليس شارون، بل هو أخطر منه، ومن مصلحته أن يخطف الشرق الأوسط، وسط حالة انتخابات تشغل أمريكا، وحرب أوكرانية تشغل العالم كله، خصوصا أوروبا وروسيا والصين.
هذا ما نحذر منه ويجب أن يدركه، كما أن الوضع الداخلى اللبنانى بكل مشتملاته صعب ودقيق، ولا يتحمل حربا ونيرانا ضخمة، وليدرك المراقبون أن إسرائيل تريد حربا مع إيران، وإذا كانت إيران لن تدخل الحرب، وفوتت فرصا كثيرة أمام إسرائيل لاستخدامها ذريعة لضرب المفاعلات النووية الإيرانية أو ضرب ميناء عبادان الذي يصدر النفط الإيراني، ويعتبر شريان الطاقة للصين وغيرها من الدول التي تشترى النفط الإيرانى، كما أنها مورد إيران الراهن لاستمرار أوضاعها الاقتصادية وسط المتغيرات العالمية الدقيقة.