أعادت الهجمات السيبرانية التي تسببت في تفجير آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة لحزب الله في لبنان، إحياء المخاوف القديمة بشأن تأمينها، التي زادت مع تعقيد الأجهزة وتوسع سلاسل التوريد التي تشمل مختلف الدول، وذلك وفقًا لما نشره موقع قناة "القاهرة الإخبارية".
موضوعات مقترحة
وذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن انفجار آلاف أجهزة الاتصال في لبنان يُشكل تحديًا أمنيًا كبيرًا على الأمن العالمي، إذ تعيق تطورات الخصم تأمين الأجهزة الإلكترونية، ما يعيد إلى الأذهان التحذيرات المتكررة بشأن هشاشة سلاسل التوريد الحديثة.
ويثير الهجوم الذي وصفه الخبراء بأنه غير مسبوق في تاريخ الجاسوسية من حيث حجم الضحايا، القلق حول كيفية التحكم في الأجهزة الإلكترونية اليومية وتحويلها إلى أدوات تفجير.
ويقول خبراء للصحيفة الأمريكية إنه قد يتسبب الحادث في تكثيف جهود الدول من أجل تعزيز إنتاج التقنيات الحيوية محليًا أو مع حلفاء موثوقين، ووفقًا لتقرير الصحيفة، أشارت مصادر استخباراتية إلى أن إسرائيل قد تكون وراء هذا الهجوم، إذ اعترضت أجهزة الاتصال وتم التلاعب بها قبل تسليمها.
وتتبرأ الشركات المصنِّعة وتنفي مسؤوليتها عن الحادث، فإن تعقيد سلاسل التوريد جعل من الصعب تتبع مصدر الخلل، ما يعزز أهمية الجهود الدولية لتأمين التكنولوجيا الحيوية محليًا.
وقالت شركة "آيكوم" اليابانية، اليوم الخميس، إنها أوقفت إنتاج أجهزة الاتصالات اللاسلكية (ووكي توكي)، المرتبطة بانفجارات استهدفت حزب الله اللبناني، أمس الأربعاء، منذ نحو 10 سنوات، مشيرة إلى أنها لا تزال تحقق في الموضوع، وفقًا لـ"بلومبرج".
وتنصلت شركات التكنولوجيا، من تصنيع أجهزة الاتصال "البيجر"، بعد تفجيرها أول أمس الثلاثاء، في لبنان، مخلفة 12 قتيلًا، ونحو 2800 مُصاب آخرين، 300 منهم في حالة حرجة.
وأمس الأربعاء، تبرأت شركة جولد أبوللو التايوانية، من أجهزة الاتصال "البيجر، مؤكدة أن الأجهزة تحمل العلامة التجارية للشركة، لكنها ليست من تصنيعها.
ووفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، قالت شركة "جولد أبولو" إن "تصميم وتصنيع المنتجات مسؤولية حصرية" لشركة "بي إيه سي كونستلنج" المجرية ومقرها العاصمة المجرية بودابست، التي تم تفويضها باستخدام علامتها التجارية كجزء من اتفاقية ترخيص مدتها ثلاث سنوات.
وفي المقابل، قالت كريستيانا بارسوني أرسيداكونو، الرئيسة التنفيذية لشركة "بي إيه سي كونستلنج"، خلال حديثها مع شبكة "إن بي سي نيوز": "أنا لا أصنع أجهزة الاتصال"، مضيفة: "أنا مجرد وسيط".
ووفقًا للتقرير، تمر معظم سلاسل التوريد الإلكترونية في العالم عبر تايوان أو عبر دول أخرى في شرق آسيا، فضلًا عن أن بناء الجهاز الحديث النموذجي يتطلب تعاون عشرات الدول، مع عدد لا يُحصى من مورِّدي المكونات والمقاولين من الباطن. الأمر الذي يجعل من الصعب تحديد الجهة المسؤولة عن خطأ ما.
ويستخدم "حزب الله" أجهزة الاتصال "البيجر" وهي تقنية قديمة، لأن الأجهزة الإلكترونية الأكثر تقدمًا مثل الهواتف الذكية هي أهداف سهلة يمكن اختراقها أو تعديلها بسهولة، وجاء الهجوم عليها كتذكير بأن العولمة قد تزيد من المخاطر الأمنية.
وحذر المسؤولون في واشنطن من الاعتماد على الشركات المصنِّعة في الخارج لكل شيء، من البطاريات إلى الرافعات، ما يجلب مخاطر أمنية. الأمر الذي دفع كلًا من الرئيسين السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن، نحو إعادة إنتاج مزيد من التقنيات المتقدمة إلى الولايات المتحدة.
وتعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تقليل الاعتماد على الموردين الأجانب وتعزيز إنتاج التكنولوجيا المتقدمة محليًا، وكذلك أطلقت الحكومات في أوروبا والصين وأجزاء أخرى من العالم حملات مماثلة.
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية، إلى أنه قد يدفع حادث الانفجارات الحكومات إلى مراجعة أنظمتها الجمركية وزيادة عمليات التفتيش على المنتجات الإلكترونية المستوردة، كما أنها أثبت أن التهديدات عبر سلاسل التوريد ستظل تمثل تحديًا كبيرًا للأمن العالمي.