عقد مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام جلسة بعنوان "السلام وتغير المناخ والأمن المائي في المنطقة العربية"، وذلك في إطار النسخة السادسة من المنتدى العربي للمياه في أبو ظبي. وعقدت الجلسة بالتعاون مع المجلس العربي للمياه، وشارك فيها كمتحدث الدكتور هاني سويلم، وزير الري والموارد المائية بالإضافة إلى مسئولي عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
موضوعات مقترحة
هدفت الجلسة التي أدارها السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، مدير مركز القاهرة الدولي، إلى تسليط الضوء على تداعيات تغير المناخ على ندرة المياه في السياقات المتأثرة بالنزاعات، فضلاً عن مناقشة التحديات التي تؤثر على جهود التكيف والتخفيف الرامية إلى تعزيز الوصول للمياه خاصة في المنطقة العربية والتي تعاني بصورة غير متكافئة من ندرة المياه.
تناول الدكتور هاني سويلم التأثيرات السلبية التي تتعرض لها مصر والمنطقة العربية من جراء تداعيات تغير المناخ مثلما حدث في مدينة درنة بليبيا عام ٢٠٢٣ وأدى لوفاة وفقدان وتشريد عشرات الآلاف. وأوضح أن الدولة المصرية تواجه تداعيات تلك التغيرات من خلال مشروعات الحماية من أخطار السيول وحصاد مياه الأمطار، فضلاً عن انتهاج السياسات التي من شأنها تعزيز مرونة المنظومة المائية في التعامل مع تغير المناخ، بما في ذلك تنفيذ مشروعات كبرى لمعالجة وإعادة استخدام المياه.
كما تناول الدكتور سويلم ملف السد الإثيوبى ورؤية الدولة المصرية للتعامل معه، واستعرض النهج التعاوني الذي تتبعه مصر لتعزيز التعاون مع دول حوض النيل من خلال تنفيذ مشروعات لخدمة المواطنين بهذه الدول.
ذكر السفير أحمد نهاد عبد اللطيف أن عقد الجلسة يأتي في إطار تنفيذ مبادرة رئاسة مؤتمر COP 27 حول الاستجابات المناخية لاستدامة السلام CRSP والتي يضطلع مركز القاهرة بمهام السكرتارية الخاصة بها، حيث تهدف المبادرة إلى الدفع بحلول شاملة وطويلة الأجل للتحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وتأثيراتها على سلامة واستقرار المجتمعات، اتصالاً بتداعياتها على الأمن المائي والغذائي. وأشار إلى أن الأمن المائي هو أحد المحاور الرئيسية ليوم السلام المقرر عقده خلال مؤتمر تغير المناخ COP29 في أذربيجان.
من جانبه، أوضح السفير زيد الصبان، مدير إدارة القرن الإفريقي بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن التداعيات التي خلّفتها التغيرات المناخية مؤخراً، بما في ذلك التصحر وانخفاض مدد مواسم الأمطار وزيادة مواسم الجفاف الطويلة قد قوّضت من قدرة المجتمعات المتأثرة بالنزاعات في منطقة القرن الإفريقي على الصمود والتكيف. وأشار إلى أن ندرة المياه كانت من الأسباب الجذرية التي أشعلت فتيل النزاع في دارفور عام ٢٠٠٣.
وأضاف أن الجهود الإنسانية التي تقوم بها جامعة الدول العربية في الصومال تركَّز بصورة أساسية على تعزيز الحوكمة المائية وبناء مؤسسات وطنية قادرة على الصمود.
تحدث أيضاً خلال الجلسة مايكل تلحمي، كبير مستشاري اللجنة الدولية للصليب الأحمر والذي تناول جهود اللجنة لتوفير خدمات المياه في المناطق التي تشهد نزاعات، كما شارك في الجلسة كل من الدكتورة جراسيا باسيلو، مديرة برنامج المناخ والسلم والأمن في الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية CGIAR، والدكتورة جان دكونا خبيرة في مجال النوع والمناخ والهجرة.
تجدر الإشارة إلى أن المنتدى العربي للمياه، والذي ينظمه المجلس العربي للمياه بالتعاون مع جامعة الدول العربية ووزارة الموارد المائية والري المصرية، هو منصة فاعلة لتعزيز الحوار والتعاون وبناء الشراكات التي من شأنها معالجة التحديات المتمثلة في ندرة المياه وتغير المناخ في المنطقة العربية.