تعد مصر واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم؛ حيث تتميز بتنوع سياحي فريد يجمع بين التاريخ العريق، والمناظر الطبيعية الخلابة، والشواطئ الساحرة، من مدينة الأهرامات في الجيزة إلى شواطئ البحر الأحمر في الغردقة والعالمين، تقدم مصر لزوارها تجربة لا مثيل لها تمتد من السياحة الثقافية إلى الترفيهية والبيئية، في السنوات الأخيرة، شهدت البلاد توسعًا كبيرًا في الاستثمارات السياحية؛ حيث تم تطوير بنية تحتية متقدمة، وإنشاء منتجعات فاخرة، واستضافة فعاليات عالمية تهدف إلى الترويج لمصر كوجهة سياحية رائدة، مما يعزز هذا التوجه التنموي دور مصر كمركز دولي للسياحة ويؤكد قدرتها على جذب المزيد من الاستثمارات والفعاليات العالمية، ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي ويسهم في دعم قطاع السياحة في جميع محافظات مصر.
موضوعات مقترحة
وعبر السطور التالية نستعرض جهود وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة العامة للتنشيط السياحي وبالتعاون مع القطاع الخاص والعديد من الدول العربية والأوروبية والآسيوية.
التوسع في الاستثمارات السياحية
في السنوات الأخيرة، وضعت الحكومة المصرية خططًا طموحة لتوسيع القطاع السياحي عبر جذب استثمارات ضخمة من القطاعين العام والخاص. تم تطوير مناطق جديدة مثل مدينة العالمين الجديدة، التي أصبحت مركزًا لاستقبال السياح من مختلف أنحاء العالم، كما تم تعزيز البنية التحتية السياحية ببناء فنادق ومنتجعات عالمية، وتحديث المطارات الدولية مثل مطار الغردقة ومطار شرم الشيخ، لتوفير تجارب سياحية متكاملة تتوافق مع المعايير العالمية.
هذه الاستثمارات لم تقتصر فقط على المناطق الساحلية، بل امتدت إلى جميع محافظات مصر التي تملك إمكانيات سياحية غير مستغلة بالكامل، فعلى سبيل المثال، يجري حاليًا تطوير السياحة في مناطق مثل سيوة والفيوم، التي تتمتع بجمال طبيعي ساحر وثراء بيئي فريد، هذا التنوع الجغرافي يمنح مصر ميزة تنافسية تمكنها من تقديم تجارب سياحية متنوعة، بدءًا من السياحة الشاطئية والبيئية وصولًا إلى سياحة السفاري والسياحة العلاجية، كما يتم العمل الأن علي قدم وساق في منطقة راس الحكمة بالساحل الشمالي، حيث يقول شريف فتحي وزير السياحة والآثار، أن الساحل الشمالي يعد من أبرز الوجهات السياحية الواعدة في مصر، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة تشهد تطويرًا مستمرًا مع مرور الوقت لجذب المزيد من السياح وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، وأن الدولة المصرية تسعى إلى جعل مدينة العلمين تعمل طوال العام، وليس فقط كمقصد سياحي موسمي، أن هناك ضغطًا كبيرًا على المنطقة خلال الفترة المقبلة لتوسيع قدرتها السياحية وتحقيق المزيد من النمو.
استضافة عدد من مدوني السفر والمؤثرين
في ضوء توجيهات شريف فتحي وزير السياحة والآثار بتعظيم الاستفادة من التسويق الإلكتروني للترويج للمقاصد السياحية المصرية عالمياً وإلقاء الضوء على مقوماتها السياحية المتنوعة ولاسيما وأنه أصبح أحد الأدوات الترويجية الفعالة في صناعة السياحة، استضافت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، عدد من مدوني السفر والمؤثرين من دولة الهند، الذين يتمتعون بنسبة متابعة عالية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لزيارة المقصد السياحي المصري والترويج لوجهاته السياحية المختلفة وما تتمتع به من مقومات ومنتجات وأنماط سياحية متنوعة.
وقد تضمن البرنامج السياحي للمدونين والمؤثرين زيارة عدد من الأماكن السياحية والأثرية بمدينتي القاهرة والجيزة منها المتحف المصري الكبير، ومنطقة أهرامات الجيزة، ومصر القديمة، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، وخان الخليلي، كما استمتعوا بجولة على كورنيش النيل وركوب الفلوكة.
كما زاروا عددا من الأماكن السياحية والأثرية بمدينة الإسكندرية منها مقابر الكتاكومب وقلعة قايتباي، ومكتبة الإسكندرية، والقيام بجولة بكورنيش الإسكندرية ومشاهدة غروب الشمس. فضلاً عن التوجه لمدينة العلمين الجديدة والاستمتاع بالشواطئ الخلابة بها.
تعزيز الترويج السياحي لمصر
وأشار فتحي، إلى أن المشروعات العملاقة، مثل مشروع رأس الحكمة، تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الترويج السياحي لمصر، مؤكدًا أن هذه المشاريع ستساهم في رفع مستوى السياحة في الساحل الشمالي وتقديم تجارب سياحية متنوعة وفريدة، ويضيف رحب محمد فرج، الخبير في قطاع الاستثمار السياحي، أنه يحرص على تكثيف الأعمال بالمشروعات، ورفع معدلات التنفيذ داخل المشروع بشكل عام، والمرحلة الأولى على وجه الخصوص، من خلال تواصل العمل داخل المواقع على مستوى التشييد والبناء وأعمال البنية التحتية والخدمات بشكل عام، لافتاً الى ارتفاع معدلات التنفيذ بنسب تتراوح بين 60-70% على مستوى كافة أجزاء المشروع، مشيراً إلى أن القدرة على العمل بكفاءة طوال العام دون توقف، هذه الاستقلالية تعزز قدرتها على تنفيذ مشاريعها في الوقت المحدد وبالجودة المطلوبة، موضحا أن جميع الشركات التي نعمل بالمشروعات تتمتع بخبرة قوية في الساحل الشمالي، مما يعزز قدرتها على التكيف والاستمرار في قطاع الاستثمار السياحي على الرغم من التحديات المختلفة مثل التغيرات المناخية والتقلبات الاقتصادية، مضيفاً أن هناك هناك مشروعات سياحية استثماراته تصل إلى 14 مليار جنيه، فى ظل تركيز الجهود الحكومية والأنشطة الاستثمارية على منطقة رأس الحكمة، مما المستثمرين إلى بذل مزيد من الجهد من أجل مساندة خطط الدولة للتنمية فى منطقة الساحل الشمالي.
استضافة الفعاليات العالمية
في إطار سعيها لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة، تحرص مصر على استضافة العديد من الفعاليات العالمية التي تهدف إلى الترويج للسياحة، تم تنظيم العديد من المؤتمرات والمعارض السياحية في العالمين والغردقة، مما يعزز الوعي العالمي بإمكانيات مصر السياحية، فعلى سبيل المثال، استضافت مصر فعاليات رياضية كبرى مثل بطولات الغوص والمسابقات الدولية لركوب الأمواج في البحر الأحمر، كما تستعد لاستقبال مهرجانات فنية وثقافية من شأنها جذب اهتمام الزوار والمستثمرين على حد سواء، حيث نجحت مصر في استضافت إحدى أكبر مسابقات ملكات الجمال الدولية التي تجمع مشاركات من 34 دولة، وتهدف إلى تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية مفضلة، وقد تم تكريم الفائزة بلقب "ملكة جمال عام 2024"، جافيل آن سالوتا من الفلبين، إلى جانب الأربعة المتأهلات للنهائيات، وحيث كان لهذا الحدث مرودو جديا في الترويج للسياحة المصرية،حيث تُعد هذه المسابقة ميس ايليت مسابقة جمال دولية تُعقد في محافظة البحر الأحمر في منتجع عصري مميز على ساحل البحر الأحمر في مصر، وفي عامها الرابع على التوالي، تهدف المسابقة إلى توحيد الجنسيات المختلفة وتعزيز الجمال بكل أشكاله، حيث تأسست المسابقة في عام 2021، وتسعى إلى اكتشاف الملكات اللواتي يحتفلن بجمال النساء من جميع أنحاء العالم، من خلال استضافة هذا الحدث الدولي، تواصل مصر عرض قدرتها على أن تكون؛ حيث يقول وزير السياحة والآثار، إن مصر نجحت في استضافت العديد من الفعاليات الرياضية والثقافية والترفيهية والتي كان له دور كبير في الترويج للمنتج السياحي المصري.
التأثير الإيجابي على الاقتصاد المحلي
يعزز التوسع في الاستثمارات السياحية واستضافة الفعاليات الكبرى دور القطاع السياحي كأحد أعمدة الاقتصاد المصري. فهو لا يسهم فقط في توفير فرص عمل جديدة، بل يعزز أيضًا قطاع الخدمات ويزيد من تدفق العملات الأجنبية، كما أن تطوير السياحة المستدامة في محافظات مصر المختلفة يسهم في رفع مستوى المعيشة المحلي ويحافظ على التراث الطبيعي والثقافي.
في ظل هذه الجهود المستمرة، تسعى مصر إلى تعزيز مكانتها العالمية كواحدة من أبرز الوجهات السياحية، مع الحفاظ على تفردها التاريخي والثقافي وتحقيق نمو مستدام يدعم الاقتصاد المحلي والمجتمع.
جانب من الفعاليات السياحية جانب من الفعاليات السياحية جانب من الفعاليات السياحية جانب من الفعاليات السياحية جانب من المشروعات السياحية