قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الهجوم الاستثنائي في لبنان الذي فجّر مئات أجهزة "البيجر" التي يستخدمها عناصر "حزب الله" يشكل ضربة كبيرة للجهود الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، وقد يؤدي إلى تصعيد كانت الولايات المتحدة تسعى جاهدة لتجنبه.
موضوعات مقترحة
وذكرت الصحيفة -في سياق مقال تحليلي نشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- أن المستشار البارز للرئيس الأمريكي جو بايدن، عاموس هوكستاين، كان في إسرائيل قبل يوم واحد من هذا التخريب المنسق،يحثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسئولين إسرائيليين آخرين على تجنب التصعيد في لبنان.
وحذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت من أن الوقت ينفد لإيجاد تسوية تفاوضية بين إسرائيل وحزب الله،بيد أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الهجوم على أجهزة الاستدعاء هو مقدمة لعملية أوسع نطاقًا من جانب القوات الإسرائيلية التي يمكن أن تستفيد الآن من إصابة المئات أو ربما الآلاف من عناصر حزب الله.
ورجحت الصحيفة البريطانية أن الهجمات أدت إلى تعطيل اتصالات الحزب الذي يستخدم أجهزة الاستدعاء كبديل منخفض المخاطر للهواتف المحمولة،مما يسمح للحزب بالتواصل عن بعد دون تعريض نفسه لضربات الطائرات بدون طيار كجزء من حملة الاغتيالات الإسرائيلية التي تستهدف قادة حزب الله وحماس.
وأشارت إلى احتمال أن تقرر القوات الإسرائيلية استغلال ارتباك حزب الله قبل أن يتمكن الحزب من استعادة توازنه وشن حربا ضد جنوب لبنان،ورغم أن المسئولين الأمريكيين قالوا إن أساس أي سلام على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان يأتي عبر وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن هذا الاتفاق لا يزال بعيد المنال.
ولفتت "الجارديان" إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية توسيع أهداف الحرب لتشمل إعادة عشرات الآلاف من المدنيين إلى حدودها مع لبنان،مما قد يمنح نتنياهو ذريعة إذا قرر شن غزو بري للبنان،وهو ما تخشى بعض الجهات الإسرائيلية والأمريكية حدوثه.
وكان البيت الأبيض يأمل في فترة من الهدوء للسماح للمفاوضين بتحقيق تقدم في وقف إطلاق النار،بينما يقوم الوسطاء بالتنقل بين حماس وإسرائيل لتلبية مطالب كلا الجانبين المعقدة بشأن تبادل الأسرى والمطالب الإقليمية،إلا أن هذا الهدوء قد انكسر الآن بفعل هذا العمل الخداعي الكبير، وقد تعهد حزب الله بالانتقام.
ومع تعرض كل من حماس وحزب الله لضغوط غير مسبوقة، حذرت الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لهما، إيران، من التصعيد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "نحث إيران على عدم استغلال أي حادثة لمحاولة إضافة المزيد من عدم الاستقرار وزيادة التوترات في المنطقة".